x

الأمير على بن الحسين المرشح لرئاسة «فيفا» : هدفى استعادة هيبة «فيفا».. ولا أخشى «بلاتر»

الثلاثاء 07-04-2015 17:42 | كتب: محمد الشرقاوي |
تصوير : آخرون

على طاولة فخمة، فى أحد فنادق القاهرة الكبرى، جلس الأمير على بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردنى لكرة القدم، نائب رئيس الاتحاد الدولى للعبة، مع عدد من النقاد الرياضيين المصريين، لشرح برنامجه الانتخابى، بعد ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، وطموحاته للعبة الشعبية الأولى فى العالم.

الجلسة التى حضرها الأساتذة حسن المستكاوى من جريدة الشروق، خالد توحيد، رئيس تحرير الأهرام الرياضى، وأيمن بدرة، رئيس تحرير أخبار الرياضة، وياسر أيوب، رئيس تحرير مجلة 7 أيام، وعصام شلتوت، مدير تحرير اليوم السابع، وإبراهيم ربيع، رئيس القسم الرياضى بالأخبار، والإعلامى كريم حسن شحاتة، والناقد الرياضى عبدالناصر زيدان، وكريم سعيد مدير تحرير «يلّا كورة»، بالإضافة إلى محمد الشرقاوى، رئيس القسم الرياضى بـ«المصرى اليوم»، كانت بعيدة عن أى بروتوكول، فالمصارحة والمكاشفة، أهم شىء، لأن الهدف واحد، هو وصول أول شخصية عربية لتبوؤ منصب رئيس جمهورية كرة القدم.

كلنا اعترفنا أمام الأمير بأن المنافسة صعبة جداً، لكنه كان واثقاَ من نفسه، أجمعنا أن الانتخابات ستكون فى غاية الشراسة، وربما يكون الضرب فيها من تحت الحزام، كما حدث من قبل مع محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوى السابق عندما تجرأ وأعلن منافسته لبلاتر على منصب رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، لكن كلمات الأمير كانت مطمئنة، فهو لا يريد إلا إصلاح اللعبة على مستوى العالم. تحدثنا معه عن ضرورة الاهتمام بالخارج، فنحن كعرب تعودنا أن نخاطب أنفسنا فى أى منافسة خارجية لهذا يكون الفشل هو رفيقنا فى أغلب الأحوال، لكنه طالبنا بالوقوف معه من واجب العروبة، لإبلاغ الرأى العام العربى، والمصرى بصفة خاصة عن أفكاره، فهو يؤمن بأنه لن يستطيع مخاطبة الخارج، إلا إذا كانت الشعوب العربية مؤمنة بأفكاره أولا.

الجلسة الخاصة تأخرت حوالى نصف ساعة نظراً لسابق زيارة الأمير لاتحاد الكرة، ورغم أن الوقت المحدد لها كان من المفترض أن يكون من ساعة إلى ساعة ونصف، إلا أن الأمير على بن الحسين، فضل مد الوقت، لإتاحة الفرصة لكل الزملاء حتى يلقوا عليه أسئلتهم.

«الأمير» فى البداية، ألقى كلمة قصيرة، عبر خلالها عن مدى حبه لمصر وشعبها، قال إن الكل يعرف مدى عمق العلاقات المصرية- الأردنية، وأكد أن الشعب الأردنى يكن كل الاحترام والتقدير لمصر«أم الدنيا».. وبالنسبة لكرة القدم، فإن التعاون مستمر ومتواصل بين الاتحادين فى البلدين، كما أشاد بالدور الذى قام به الراحل محمود الجوهرى، فى تطوير اللعبة، وكذلك الدور البارز للتوأم حسام وإبراهيم حسن، مع منتخب الأردن.

وأوضح أن زيارته لمصر جاءت لحضور كونجرس الاتحاد الأفريقى، حتى يتمكن من عقد لقاءات مع رؤساء الاتحادات الأفريقية، وعرض برنامجه عليهم.

■ فى البداية سألناه: ما هى حساباتك فى الترشح، وألا تخشى من التعرض للمكائد وأى ألاعيب؟

- الانتخابات صعبة، والمنافسة فيها شرسة، بكل تأكيد، فعندما يكون هناك شخص موجود فى مكان ما منذ فترة طويلة، تصعب مهمة أى منافس له، لكنى لا ألتفت لكل هذه الأمور، فقد دخلت من أجل تطوير اللعبة، فالعالم كله يحب كرة القدم، والكل مهتم باللعبة الشعبية الأولى، لكن رغم ذلك فإن سمعة الاتحاد الدولى ليست بمقدار تلك الشعبية، ولابد من وقفة قوية من أجل إعادة هيبة الفيفا من جديد على مستوى العالم من خلال العمل الجاد والدؤوب لإصلاح أى أخطاء، والمساعدة على تطوير اللعبة فى البلدان الفقيرة، وأنا كرئيس للاتحاد الأردنى منذ 16 عاماً، ونائب رئيس للاتحاد الدولى منذ 4 سنوات، أقول إنه يجب إعادة هيبة الاتحاد لما كانت عليه سابقاَ، وأنا قدت تجربة لتطوير اللعبة فى بلادى، وأتمنى أن تكون شاملة كل بلدان العالم، لهذا رشحت نفسى.

■ وما الآلية التى يمكن للإعلام المصرى أن يساعدك من خلالها؟

- أنا أريد خدمة كرة القدم على مستوى العالم، ومن الضرورى أن تعرف البلدان العربية أن هناك مرشحاً عربياً مقبول عالمياً، فأنا شخصية عربية، أترشح لمنصب دولى يجب أن أجد المساندة الداخلية أولاً، حتى يمكننى عرض برامجى خارجياً.

■ بصراحة ألا تخشى من ألاعيب بلاتر؟

- إطلاقاَ، أنا لا أخاف من بلاتر أو غيره، والترشح حق مكفول للجميع، أى شخصية تسعى لتطوير اللعبة أهلا بها فى المعترك.

■ لكن أغلب الدول لم تعلن رسمياً التصويت لك.. ألا يقلقك هذا الأمر؟

-أبداً أنا أعلم جيداً أن هناك بعض البلدان ربما يخافون من إعلان موقفهم رسمياً، خوفا من الانتقام منهم فيما بعد، لكنى شخصيا لا أنظر للأمر من هذا الاتجاه، فلا توجد أى حسابات خاصة عندى، أو مخططات انتقامية، المسألة ديمقراطية، والتصويت للأفضل، والأحسن، والذى يمكنه أن يخدم اللعبة.

■ ما هى طريقة التصويت فى الانتخابات؟

- التصويت من خلال الاتحادات الأهلية، وأنا شخصياً، جاهز للاستفادة من الجميع سواء الاتحادات، أو الشخصيات البارزة، وبدون التسبب فى أى حرج لأى شخص.

■ ألا تتعجب من عدم توحد الموقف العربى بشأنك.. بدليل ما يتردد عن إعلان الاتحاد الآسيوى مساندته لبلاتر؟

- غير صحيح، فهذا الكلام حدث أثناء كأس العالم فى البرازيل، وقتها أعلن بلاتر أنه سيترشح لرئاسة الاتحاد، ولم أكن وقتها أعلنت ترشحى، فالموقف مختلف، والواقع أن الانتخابات قادمة فى الاتحاد الآسيوى، ولا نريد إحراج أحد، وأنا أريد أن نمشى جميعا يداً بيد.

■ ومتى قررت الترشح؟

- القرار لم يكن سهلاً، فقد شاورت العائلة أولاً، ووصلت إلى مرحلة وضعت فيها مصلحة الاتحاد، وتولد لدى يقين بأننى لن أستطيع الاستمرار فى المكتب التنفيذى بالفيفا فى ظل هذه الأوضاع، والتى لا يمكن تغييرها إلا من خلال تبوؤ منصب الرئاسة.

■ وهل تحدثت إلى شخصيات من داخل الفيفا أم من خارجه؟

- لشخصيات من داخل الفيفا، وكلهم نصحونى بالترشح، لكنى لا أستطيع الإعلان عن أسمائهم منعاَ للإحراج.

■ البعض يرى أن قارتى آسيا وأفريقيا ستحسمان النتيجة، وقد طرح بلاتر فكرة زيادة عدد مقاعد الدول الأفريقية فى كأس العالم، فما رأيك؟

- زيادة عدد مقاعد القارة السمراء مهم طبعاَ، لكن لابد من دراسة الأمر فنيا بشكل جيد أولاً، أنا شخصيا أود أن تكون هناك زيادة، لكن من خلال آراء الخبراء.

■ هناك انتقادات عديدة تم توجيهها للفيفا بسبب إسناد مونديالى 2018 و2022 لكل من روسيا وقطر.. فما تعليقك؟

- التوقيت هو مشكلة الفيفا الأساسى، لكن تنظيم قطر للمونديال أمر نفتخر به جميعا كعرب، فتنظيم المنطقة حدثا مهما مثل كأس العالم أمر متميز، نفرح به جميعًا كعرب، لكن بصفة عامة، لابد من وقفة.

■ ألا تتفق معى أن المنافسة مع بلاتر حالياً صعبة خصوصا أنه موجود فى الاتحاد منذ سنوات ويعرف كل كبيرة وصغيرة؟

- أنا أركز فى السنوات الأربع المقبلة ولو كنت أفكر بهذه الطريقة، لما رشحت نفسى، لكن الاتحاد الدولى فى وضع صعب للغاية، وأغلب الاتحادات متفهمة لضرورة التغيير حالياً.

■ الشيخ أحمد الفهد يملك 18 صوتاَ، فما هى علاقتك به، وهل هناك تنسيق بينكما؟

- أكيد، أنا تحدثت مباشرة مع الجميع، والشيخ أحمد الفهد أخ أكبر، وصاحب سمعة طيبة فى الرياضة العالمية، وقد زرته قبل أن أتخذ قرار الترشح، وشرحت له موقفى تجاه هذا الأمر.

■ كلنا نعرف أن انتخابات الفيفا لا تعتمد على البرنامج الانتخابى فقط، بل تحكمها أشياء أخرى كثيرة، فهل تعتمد على برنامجك فقط؟

- «ضحك» البرنامج هو الأساس.

■ ما رأيك فى مشروع الهدف الذى يتبناه بلاتر حاليا، فالبعض يراه مجرد رشوة انتخابية للاتحادات الأهلية؟

- طريقة تطبيق مشروع الهدف غير صحيحة، وطريقة دعم الاتحادات أيضا غريبة جدا، فألمانيا مثلا تحصل على دعم مثلها مثل أى بلد صغير، وهذا خطأ، لأن الدعم يجب أن يذهب للدولة التى تحتاجه فقط، ووفقا لمعايير محددة من أجل ضمان نشر اللعبة فى العالم بشكل عادل بين كل الدول، وللأسف، فإن مسؤولى الفيفا الحاليين استغلوا الدعم من خلال مشروع الهدف للدعاية لأنفسهم فى الانتخابات المقبلة، ووجدنا زيادة الدعم خلال بطولة كأس العالم فى البرازيل والمفروض أن يكون الدعم من خلال خطة محددة وإعداد مسبق.

■ فى بداية حديثك شعرنا بمدى حبك للراحل محمود الجوهرى؟

- صحيح، فقد نجح فى تطوير اللعبة عندنا وكما قلت إن أى خطة إعداد يجب أن تكون مدروسة وهو ما قام به الجوهرى مع الكرة الأردنية.

■ بصراحة، ما هى نسبة المصالح السياسية فى لعبة الانتخابات؟

- لا أعرف، لكن رئيس أى اتحاد هو من يقوم بالإدلاء بصوته فى الانتخابات ويصوت بشكل سرى للغاية.

■ النجم الأرجنتينى مارادونا أعلن دعمه لك فى الانتخابات فما تعليقك؟

- أكيد شخصية رياضية مثل مارادونا عندما يعلن للرأى العام كله مساندتى فهو أمر طيب وثقة غالية منه فى شخصى.

■ ألا تتفق معى أن معركتك الحقيقية فى انتخابات الفيفا ليست فى كونك منافسا قويا لبلاتر، لكن فى كونك عربيا مسلما فى ظل التوتر الذى يسود العالم هذه الأيام من التطرف، وتنظيم داعش، فهل تعتقد أنه يمكن أن يمنح العالم لشخص مسلم رئاسة الفيفا؟

- لا أريد التدخل فى موضوع الدين، وإذا حاول بلاتر استخدام هذا الأمر فهو مرفوض، أنا مسلم وأفتخر بديانتى، وأنا لم أترشح لكونى مسلما بل لأننى عاشق لكرة القدم.

■ لكن كان لك موقف من قبل فى الفيفا عندما دخلت فى صراعات من أجل منح الحرية للفتيات المحجبات فى ممارسة اللعبة، وانتصرت فى صراعك؟

- بالنسبة لموضوع الحجاب، فهو أمر مشروع لبناتنا، وأنا كهاشمى وأردنى أتصدى لمثل هذه القضايا.

■ باختصار، ما هو أهم ملامح برنامجك الانتخابى؟

- برنامجى تحت شعار «اتحاد دولى جدير بقيادة اللعبة الأولى عالميا» وجاءت أهم ملامحه من خلال مناقشات طويلة مع مسؤولى الاتحادات الأهلية، فمن خلال بند التطوير، فإن البرنامج يتضمن مقترحا مفصلا لتطوير الفيفا يتكون من 10 نقاط تنص على تقديم المزيد من الدعم للاتحادات الوطنية الأكثر حاجة للدعم، وضخ المزيد من الاستثمارات فى رياضة كرة القدم النسائية، وبطولات النساء والشباب، والحرص خلال السنوات الأربع المقبلة على منح كل اتحاد وطنى ما يحتاجه لممارسة اللعبة، بما فى ذلك البنى التحتية والتجهيزات الأساسية.

■ وماذا عن اللعبة نفسها، وأمورها الفنية؟

- بالتأكيد له جزء فى البرنامج، مثل تشجيع وضمان أدوار أكثر فاعلية لجميع لجان الفيفا بما فيها لجنة كرة القدم، وتقييم وتحسين جدول مواعيد المباريات الدولية، ومراجعة نظام التصنيف وتشجيع إجراء حوار شامل ومفتوح حول استخدام التقنية فى اللعبة، والحرص على اتخاذ القرارات الخاصة بتوسيع كأس العالم بصورة أكثر شفافية وديمقراطية.

■ لكن الاتحاد الحالى حقق نجاحات كبيرة فى المجال التجارى، فهل لك طموحات أخرى فى هذا الأمر؟

- بالطبع، فيجب حماية التدفقات الحالية، وتقليص الهدر فى الإنفاق، وتحقيق زيادة ملموسة فى الإيرادات وبالتالى زيادة الأموال المتاحة للاستثمار فى كرة القدم حول العالم، ومن الواضح أن الفيفا حاليا يركب موجة النجاح ولا يدفع النجاح الذى أحرزته هذه اللعبة الجميلة، وثمة مجال كبير للارتقاء بالأداء التجارى للفيفا باتباع إجراءات الحوكمة الرشيدة والتنمية الهادفة، وأيضا برنامجى يعتمد على شق فى غاية الأهمية، وهو القيادة والمسؤولية المؤسسية.

■ ماذا تقصد؟

- تطوير النهج المعتمد حالياً لدى الفيفا بشأن الحوكمة واعتماد أسلوب الشفافية والديمقراطية وروح القيادة وتشجيع الحوار وتوفير الدعم للآخرين، بالإضافة إلى تعزيز دور الفيفا فى القيام بالمسؤوليات المؤسسية من خلال الاستجابة الفاعلة والقوية لقضايا بالغة التعقيد كاستغلال اللاعبين والعنصرية والتلاعب بنتائج المباريات وتعاطى المنشطات واختبارات العمر وأمن ملاعب كرة القدم.

■ هانى أبوريدة، كان له موقف واضح من خلال مساندة محمد بن همام على رئاسة الفيفا، فهل موقفه معك مؤيد ومساند أم على الحياد؟

- أتمنى دعم هانى أبوريدة لى، وعلاقتى به طيبة، لكن التصويت فى النهاية سيكون كما قلت سابقا من خلال رؤساء الاتحادات وليس أعضاء المكتب التنفيذى.

■ العالم الآن ينادى بشعار «فيفا جديد» فهل تتفق معه؟

- بالتأكيد، وهو نفس أهدافى.

■ رغم المنافسة القوية بينكما، هل علاقتك مع بلاتر لاتزال قوية؟

- طبعا.

■ لكنك دائم الانتقاد لسياسته؟

- أنا تعودت الصراحة مع الجميع، وآرائى هذه لم أقلها لأننى أترشح فى الانتخابات، لكنى دائم الترديد لها منذ سنوات، وقلتها لبلاتر نفسه، وهو يعرف موقفى من مستقبل اللعبة جيدا وليس أمرا غريبا عليه.

■ كلمة أخيرة؟

- أنا ترشحت من أجل تطوير اللعبة، وأتمنى أن يوفقنى الله فى مهمتى، وأنا لا أنظر للمنصب بقدر ما أنظر إلى الصالح العام، وفى حالة نجاحى سأعمل على قيادة الاتحاد بأسلوب القدوة الحسنة التى يحتذى بها، ولدى رؤية واضحة لتسريع خطة تطوير اللعبة على المدى الطويل، وأتعهد بتطبيق برنامج إصلاحى فى الفيفا بحيث تكون مصالح كرة القدم فى صميم اهتماماته وأتطلع إلى تحقيق الازدهار لكرة القدم للأجيال القادمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية