x

أرسنال يحكم إنجلترا في 2015.. وليفربول يعود للدوامة

الأحد 05-04-2015 17:49 | كتب: محمد المصري |
مباراة أرسنال وليفربول، 4 أبريل 2015 مباراة أرسنال وليفربول، 4 أبريل 2015 تصوير : رويترز

في مباراة سريعة وقوية، بدأت بندية ثم مالت قرب منتصفها لجانب واحد، فاز أرسنال على منافسه ليفربول 4-1 في ملعب الإمارات، لينهي واحدة من مباريات القمة الكبيرة بأداء رائع ومكاسب لا تحصى، ويصبح –رقميًا على الأقل- أفضل فرق إنجلترا في 2015.

أما ليفربول، الذي كان حتى أسبوعين مضيا، أفضل فريق إنجليزي في 2015 بحسب أرقامه في الدوري، فإن الترنح الشديد الذي لعب به المباراتين الأخيرتين أمام مانشستر يونايتد ثم أرسنال.. أصبح من المحتمل جدًا أن يعصف بموسمه ويمنعه من العودة لدوري الأبطال من جديد.

الشوط الأول:

- بدأت المباراة بحماس كبير من قبل أرسنال، ورغبة في إحراز هدف مبكر. فينجر لعب بتشكيلة 4-2-3-1، مع تغيير متعمد داخل الملعب بوضع آرون رامزي كجناح أيمن، مع الإبقاء على سانتي كازورلا ومسعود أوزيل في المنتصف، مع تبادل أدوار دائم بين الثلاثي وبين الرابع أليكسيس سانشيز الذي وضع نظريًا كجناح أيسر ولكن في الملعب تتغير الأمور طوال الوقت.

هدف تغيير مركز «رامزي» هو الاحتفاظ بالتشكيلة التي أبدت تفاهمًا عظيمًا في المباريات الأخيرة، والإبقاء على كل الكتيبة المهارية التي تجيد اللعب في المساحات الضيقة والتمرير السريع وتبادل الأدوار، مع مهاجم في قمة فورمته يجيد هو الآخر الحركة السريعة مع زملائه.

أرسنال تحكم تمامًا في الربع ساعة الأول، ضغط عالٍ جدًا على حامل الكرة، واستغلال لبطء مدافعي ليفربول، خاصة كولو توريه، أمر كاد يسفر عن هدف محقق من انفراد آرون رامزي، وعدة فرص كبيرة انتهت في اللمسة الأخيرة.

- برندن روجرز في المقابل غير تمامًا في تشكيلة فريقه، سواء عن مباراة يونايتد.. أو عن مباريات الليفر قبلها، بدأ بـ3-5-1 تتحول لـ3-6-1 في الحالة الدفاعية.

رهان «روجرز» الوحيد كان على استغلال سرعة رحيم سترلينج ولازار ماركوفيتش في صنع هجمة مرتدة ضد دفاع أرسنال البطيء على مستوى ارتداد الأفراد، أمر كان يسبب خطورة أكثر من مرة لولا التسلل، وأدى لهجمة خطيرة جدًا –ووحيدة أيضًا- عند انفراد «ماركوفيتش» و«سترلينج» بأوسبينا وضياعها بغرابة.

خلاف تلك اللقطة لم يظهر أثر لليفربول خلال الشوط، خصوصًا مع بدء (أفضل 10 دقائق لأرسنال هذا الموسم)، حيث سجل 3 أهداف متتالية.

- قيمة الهدف الأول في رأيي في تمريرة مسعود أوزيل، وقيمة التمريرة توضح قيمة «أوزيل» في تلك الفترة، وما يصنعه في الخفاء حتى لو لم يظهر في «هايلايتس» المباريات.

مباراة أرسنال وليفربول، 4 أبريل 2015

الهدف احتسب أسيست لـ«رامزي» بعد مهارة و«توفيق» لـ«بيلرين»، ولكن جزء من الهدف في تلك التمريرة من دائرة المنتصف –الذي يسقط إليها «أوزيل» في تبادل الأدوار مع «كازورلا»- ليرسل طولية لـ«رامزي» في مساحة، ويربك صفوف ليفربول تمامًا.

الهدف كذلك يوضح أن رهان «روجرز» على اللعب بـ9 لاعبين في الحالة الدفاعية خاطئ جدًا، لأن ليفربول سيئ فرديًا وجماعيًا في الدفاع، كوارث من «توريه» و«ساخو» و«مورينو» و«ليفا»، عوضًا عن لاعب لا يجيد أصلًا أي مهام دفاعية مثل «كوتينيو». «بيلرين» فوجئ –كما أعتقد- بسهولة فتح زاوية التسديد أمامه. حتى مع الإصابات كان لدى «رودجرز» خيارات أفضل كثيرًا جدًا مما راهن عليه ولعب به فعلًا.

هدف ثانٍ من كرة ثابتة لـ«أوزيل»، ثم هدف ثالث اعتمادًا على مهارة «سانشيز»، وطيبة قلب «توريه»، ومدافعي ليفربول بشكل عام يتمركزون بشكل سيئ جدًا، حتى لو لم يكن «سانشيز» بتلك المهارة.. تمريرة لـ«جيرو» كانت لتصبح انفرادًا.

مباراة أرسنال وليفربول، 4 أبريل 2015


أنهى أرسنال –فجأة- شوط المباراة بثلاثة أهداف.


الشوط الثاني:

- يتدخل «روجرز» لسحب «ماركوفيتش» ونزول «ستوريدج»، تغيير كان من الأصح البدء به لو كان سيلعب بـ3-5-2 منذ البداية!

- أرسنال تراجع كثيرًا عن حالة الضغط التي ميزته في الشوط الأول، وليفربول أيضًا اندفع بحثًا عن الـ«كام باك».

شكل المباراة في هذا الشوط كان من الممكن أن يزيد من أهداف أرسنال أكثر استغلالًا للهجمات المرتدة، ولكن فردية «أليكسيس سانشيز» في بعض الكرات، وبطء «رامزي» في كرات أخرى، أدت لقتل بعض الهجمات.. وهو ما أجهز عليه فينجر بتغيير الدقيقة 60، بسحب «رامزي» ونزول «فلاميني».

التغيير به نية واضحة من «فينجر» في الاكتفاء بالنتيجة، والتأمين الدفاعي، المشكلة أن ذلك جاء في أكثر أوقات ليفربول هشاشة، وأدى لتراجع الفريق بشكل أكبر، عوضًا عن قيمة «فلاميني» نفسه حاليًا كلاعب بطيء.. كثير الأخطاء.. يتدخل بعنف وسيئ في التمرير الأمامي، كان من الأولى حتى الاعتماد على «روزيسكي»، عوضًا عن التفكير بشكل مختلف وإنزال «ويلباك» بديلًا عن «رامزي» لاستغلال المساحات الكبيرة في نصف ملعب ليفربول.

- «ويلباك» نزل فعلًا بعد 10 دقائق أخرى، ولكن بدلًا من «أوزيل»، الذي كان يلعب لتوه واحدة من أفضل مبارياته مع أرسنال، وأكثر لاعب قادر على رؤية الملعب ولعب الكرات الطولية في المساحات.

في تلك المرحلة هدأ الرتم، ليفربول يستحوذ وستوريدج جعل الشكل أفضل نسبيًا، ولكن الفريق عشوائي ومتفكك تمامًا، بانتظار أي إضافة فردية من «سترلينج» أو «كوتينيو»، وهو ما تحقق فعلًا في ضربة الجزاء، ولم تسعف إمكانيات الفريق طموحات جماهيره في أن يكون ذلك «كام باك»، لأن ليفربول لا يصل لمرمى «أوسبينا» أصلًا.

- ثم، حدث ما كان متوقعًا منذ بداية الشوط، هدف رابع لأرسنال، نتيجة لاستغلال المساحات وتباعد الخطوط والأفراد.

مباراة أرسنال وليفربول، 4 أبريل 2015

«جيرو» يستلم الكرة في مساحة واسعة جدًا، يمر من «توريه» في مساحة واسعة جدًا، يسدد بهدوء.


المباراة لها مكاسب عديدة لأرسنال: الفوز السابع على التوالي، الفوز التاسع على ملعب الإمارات، الصراع الرسمي على المركز الثاني، الطموحات البعيدة والأحلام شبه المستحيلة بتعثر تشيلسي والفوز بالدوري. والأهم أن يحدث كل هذا أمام فريق مثل ليفربول، وبنتيجة عريضة تمحو أثر الخسارة الكبيرة أمام نفس الفريق في دوري الموسم الماضي، والدافع النفسي الذي يخلقه ذلك في شعور الجمهور والفريق بقدرته الحالية على دخول مباريات الفرق الكبرى دون رهبة.. بل وبأسهم أعلى، على عكس كوارث موسم 2013-14.

أما ليفربول فعاش أسبوعين كارثيين، خسارة ست نقاط من خصوم مباشرين على البطاقات المؤهلة لدوري الأبطال يكاد يعصف بالموسم، الفارق أصبح 8 نقاط مع مانشستر يونايتد، صحيح أن الأخير سيلعب عدة مباريات صعبة أمام تشيلسي وسيتي وأرسنال، وحتى إيفرتون خارج أرضه، ولكن هذا يتطلب معجزة صغيرة في فوز ليفربول بكل مبارياته التالية تقريبًا، وبصورة الفريق في آخر مباراتين.. لا يبدو ذلك قريبًا.

نقاط سريعة:

- أرسنال أفضل فرق الدوري الإنجليزي حاليًا، رقميًا وفنيًا.

- «أوسبينا» لم يتعرض لاختبارات خطيرة ولكن وجوده وحركته وتعامله مع الكرات دائمًا مطمئن لجماهيره.

- الإضافة الهجومية التي يصنعها «بيلرين» طوال الوقت هي شيء يحتاجه أرسنال وافتقده لوقت طويل مع بكاري سانيا، ولكنه ضعيف دفاعيًا ومتهور أغلب الأحيان.

- «أوزيل» في أفضل مستوى له منذ فترة طويلة جدا، «كازورلا» كبير حتى لو لم يكن في أفضل حالاته.

- «كوكلين» هو (أهم) لاعب في أرسنال حاليًا، واللاعب (الوحيد) الذي لا يوجد له بديل على مستوى مقارب.

- ليس من المنطقي أن تحضر مدافعًا بـ20 مليون استرليني كـ«ديان لوفرين» وتكون النتيجة هي اللعب بكولو توريه –ذي الـ34 عامًا- في مباراة بتلك القوة وأمام لاعبين بتلك السرعة.

- ليفربول خسر اللقاء منذ إيقاف مارتن سكرتل تحديدًا، لا يوجد أي مدافع على مستوى مقارب، عوضًا على قدرته الأعلى في تنظيم خطوط الفريق.

- ليس مفهومًا أن تتصارع عدة أندية كبرى على رحيم سترلينج! (موهبة) جيدة ولكن ما يحدث مبالغ فيه جدًا، وهذه المباراة أفضل دليل.

- «مينيوليه» وصل لأداءات كبيرة مؤخرًا، ولكن كان يمكن له التصدى لهدفين من الأربعة.

- «رودجرز» مدرب جيد، ولكنه يغير شكل الفريق باستمرار ويقوم بمغامرات في أوقات حاسمة، إدارته للقاءي مانشستر يونايتد وأرسنال هي أخطاء لا تغتفر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية