x

محمد أمين ولاية سيناء! محمد أمين السبت 04-04-2015 21:09


فى السنة السودة، التى حكم فيها مرسى، ظهرت لافتات فى الشوارع تتحدث عن «ولاية مصر».. كنت قادماً من المطار، ورأيت فى شارع صلاح سالم لافتة كبيرة بهذا المعنى.. اسودت الدنيا فى عينى وازرقت.. رحت أتأكد مما قرأت.. كان هناك حزب اسمه التحرير.. لا أدرى ملّته ولا كينونته.. الآن اختفى.. لكن الفكرة لم تختف.. سكت الكلام عن ولاية مصر.. لكن ولاية سيناء ظلت فى الأذهان حتى الآن!

فى العملية الأخيرة، المعروفة بـ«عملية الإسعاف»، ظهر من جديد كلام عن ولاية سيناء.. انتابنى الشعور الأول نفسه، يوم قرأت لافتة «ولاية مصر».. الأشكال هى نفسها.. فار الدم فى عروقى ثانية.. رغم أن الأمر الآن يختلف إلى حد كبير.. هو اليوم دعائى أكثر منه حقيقة.. يستهدف المعنويات أكثر مما يعكس واقعاً.. لا يدل على أن الوالى «مصرى» فحسب، لكنه يكشف بدقة عن دعم وتمويل أجنبى أيضاً!

لماذا كانوا يريدون مصر ولاية؟.. لماذا يؤكدون على فكرة الولاية؟.. ولماذا يتمسكون حالياً بولاية سيناء؟.. من هو الوالى؟.. يتبع من؟.. يصرف من أين؟.. من أين يأتى بالسلاح؟.. هل هم فى النزع الأخير فعلاً؟.. هل كل الأخبار من الجانبين فى إطار الحرب النفسية؟.. ما معنى تواصل «الجزيرة» معهم؟.. هل عندهم دعم استخباراتى؟.. هل يحملون أجهزة ثريا، من نوعية الجهاز الذى كان مع مرسى؟!

هل تطول الحرب فى سيناء؟.. أم أن «عاصفة القصاص» قد تطيح بأعضاء الولاية وشركائهم؟.. لماذا الإصرار على كلمة الولاية؟.. أتصور أن الأجهزة الاستخباراتية تريد أن تؤكد فكرة الولاية.. تريد أن تؤكد أن الحكاية لم تنته.. ولاية سيناء لا ينبغى أن تنهار.. هكذا يتوهمون.. وهكذا كانت فكرة إمارة سيناء من أول يوم.. وهكذا تم استقدامهم إلى هناك.. بموافقة أمريكية، وخيانة إخوانية غير مسبوقة!

كل هذه الأفكار تداعت إلى ذهنى سريعاً، بعد أن قرأت كلاماً عن «ولاية سيناء».. دعك من مسميات بيت المقدس وأجناد الأرض.. أسماء يسمّونها.. لكن «ولاية سيناء» لها دلالة معنوية خاصة.. أظن أنها تستدعى استنفار الجيش لاستئصال شأفتهم.. أيضاً تحتاج إلى حرب بمعنى الكلمة، تُنهى هذه التسمية من القاموس.. فكما انتهت مقولة ولاية مصر ينبغى أن تنتهى مقولة ولاية سيناء نهائياً وللأبد!

مرة أخرى أكرر، لا ينبغى الانشغال بعاصفة الحزم عن عاصفة سيناء.. لاحقوهم فى الجبال، وطاردوهم فى الجحور.. امسحوهم من على وش الأرض.. اقطعوا ألسنتهم حتى لا يقولوها ثانية.. ذِكر «ولاية سيناء» يجعل الدم يفور فى العروق.. يذكرنا بالسنة السودة مرة أخرى.. سيتوقف هذا الإرهاب فى الثانية التى نعدم فيها المرشد والشاطر والمعزول.. سيفرون من حيث جاءوا ويفقدون الأمل!

التلويح باسم «الولاية» لم يحدث اعتباطاً.. مخطط يتكرر باحترافية.. يؤكد أن الرعب قائم.. بدأ بتنظيم الدولة فى العراق والشام، ولا مانع أن يبدأ بولاية سيناء، حتى تصبح مصر كلها ولاية فى تنظيم الدولة.. فهل نستوعب الدرس؟.. هل نستوعب الإصرار على بث فيديوهات باسم «ولاية سيناء»؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية