أكثر من صديق لى من أعضاء نادى الجزيرة قرروا فجأة تقمص أدوار مذيعى التليفزيون.. العالمين وحدهم ببواطن الأمور.. وبدأ كل منهم منفردا يهمس لى بالسر الخطير الذى هو السبب الحقيقى وراء كل ما جرى مؤخرا فى نادى الجزيرة وانتهى بالجمعية العمومية التى رفضت الميزانية، دون أن يعرف أحد حتى الآن رسميا هل اكتملت تلك الجمعية أم لم تكتمل.. وأكد هؤلاء أن هايدى حسن مصطفى هى التى أفسدت استقرار النادى الكبير وأربكته، وجعلت الأعضاء يرفضون مجلس إدارة ناديهم ويرفضون ميزانيته أيضا.. فمنذ حوالى شهر شهد النادى أزمة واشتباكاً عنيفاً بين هايدى وآمال صالح وهالة توفيق، بسبب كلب هايدى الذى أدخلته صاحبته إلى ملعب الجولف ضد اللوائح والنظام.. وقرر مجلس الإدارة بعد التحقيق معاقبة هايدى ومنعها من دخول النادى ثلاثة أشهر.. ولأن هايدى هى ابنة الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، وممثل اللجنة الأوليمبية الدولية فى مصر.. فقد قرر الدكتور، كما يزعم هؤلاء الأصدقاء، إسقاط مجلس إدارة الجزيرة انتقاما لابنته الوحيدة.. فكان التخطيط والتحريض وتأليب أعضاء النادى ضد مجلس الإدارة ورفض الميزانية تمهيداً لإسقاط المجلس كله.. وبعد همسات هؤلاء الأصدقاء فوجئت بتلك الأسرار رفيعة المستوى تتسلل إلى مواقع الأخبار الرياضية وصفحاتها وتصبح أحد عناوينها الزاعقة.. بل كان من امتلك جرأة الكتابة عن كلب الست الذى هزم مجلس إدارة نادى الجزيرة.. وعلى الرغم من احترامى لولع عموم الناس بالأسرار والفضائح وهاجس الإثارة وجذب انتباه الكثيرين الذى يجعل إعلامنا يفقد عقله ويدوس على أى منطق بالحذاء الثقيل غير النظيف.. إلا أننى لا أحب إلا استخدام العقل والهدوء فى التفكير والحساب والكتابة أيضا..
وهذا يجعلنى أؤكد أن تلك القصة كلها ليست حقيقية.. نعم، كانت هناك أزمة بسبب كلب، وكان هناك تحقيق وعقاب، وانتهت الحكاية عند هذا الحد دون هذا الانتقام الرهيب من الدكتور حسن مصطفى.. والذين يروجون لتلك الحكاية بقصد التشهير بالدكتور حسن لا يدرون أنهم فى الحقيقة يهينون أعضاء نادى الجزيرة الذين من الممكن أن تقودهم خناقة بسبب كلب لتغيير مجلس إدارتهم.. وأنا أعرف وأحترم كثيرين جدا من أعضاء هذا النادى العريق، وأثق بأنهم أكبر وأعمق وأذكى من كل هذا العبث والتسطيح..
منهم من يؤيد المجلس ومنهم الذين يعارضونه بسبب وقائع قديمة وكثيرة وخلافات حقيقية، وليس لأن هايدى غاضبة من مجلس الإدارة.. ولا يعنينى من الذى اخترع هذه القصة أو قام بترديدها وترويجها.. لكننى أتوقف أمام من هم على استعداد لتصديقها وكأنهم يخلعون عقولهم تماما مثلما يخلعون أحذيتهم.. وإذا كان هناك من اختلق هذه الحكاية انتقاما من الدكتور حسن مصطفى، سواء بسبب خلافات شخصية معه أو نتيجة معاداته لرئيس اللجنة الأوليمبية المصرية.. فهؤلاء فى واقع الأمر لم ينتقموا من الدكتور إنما كرّموه ومنحوه من القوة والشأن والمكانة ما يسعد به أى أحد.. قوة تجعله حين يغضب كأب من أجل ابنته يستطيع تخريب وحرق ناد بحجم ومكانة وتاريخ نادى الجزيرة.