x

سليمان جودة لأنها أول «25 إبريل» للرئيس سليمان جودة الجمعة 03-04-2015 20:56


هذه المرة، جاءنا الإرهاب، صباح أمس الأول، فى سيناء، بطريقة مختلفة عما جاء بها فى آخر عملية قبلها، وفى المكان نفسه تقريباً، بما يدل على أنه يجدد وسائله، وأن علينا أن نأخذ ذلك فى الحسبان، ونحن نخوض معه معركتنا الممتدة.

فى العملية الماضية كان الإرهابيون قد أخفوا متفجراتهم فى العربات المحملة بفناطيس الماء، وكانت تلك هى المرة الأولى التى يستخدمون فيها عربات من هذا النوع!

أمس الأول عادوا ليهاجموا خمسة كمائن، على الطريق الدولى العريش - رفح، لكنهم جاءوا هذه المرة فى سيارة إسعاف، وكان القاسم المشترك الأعظم، بين العملية القديمة، وعملية أمس الأول، هو الهجوم المتزامن على عدة كمائن فى توقيت واحد!

إن المعلومات المتاحة عن عملية أمس الأول تقول الإرهابيين قد قسموا أنفسهم مجموعات، وأن مجموعة منهم هاجمت، فى الوقت الذى كانت فيه مجموعة ثانية تشعل إطارات السيارات على الطريق الدولى، لمنع عمليات الإنقاذ من الوصول للمكان، وكانت مجموعة ثالثة تصور ما يجرى بالفيديو، لبثه على الإنترنت!

ولابد أن عملاً على هذا المستوى من التنفيذ، تقف وراءه دول وأجهزة، ولا يمكن أن يكون عملاً لأفراد، ولا حتى لجماعات، ثم لابد أيضاً، أن نظرة عابرة واحدة حولنا، يمكن أن تشير لنا، بكل بنان إلى مواقع هذه الدول، وتلك الأجهزة، ومصلحتها فيما حدث كله!

وما أريد أن أركز عليه هنا أن الهجوم المتزامن على أكثر من موقع، إذا كان هو القاسم المشترك الأعظم بين عملية ماضية وعملية حاضرة، فإن هذا معناه أننا لم نستوعب درس العملية التى مضت، وأن القيادة الموحدة التى كان الرئيس قد شكلها فى أعقاب تلك العملية القديمة، لمواجهة الإرهاب شرق القناة، مدعوة إلى أن تراجع خطط عملها، وأن تكون على يقين من أن هؤلاء الإرهابيين الجبناء ليسوا أفراداً من الهواة، وأن وراءهم تمويلاً ودعماً من دول فى الإقليم الذى نعيش فيه، وأن هذا هو ما تنطق به هذه العملية الأخيرة، لمن يقرأ تفاصيلها بتأمل وتمعن معاً!

أعرف أن سقوط 22 شهيداً فيها، ما بين عسكريين ومدنيين، إنما هو جزء من ثمن فادح ندفعه فى مقابل ما جرى فى 30 يونيو 2013، وأعرف أن إسقاط جماعة إخوانية منزوعة الولاء لهذا الوطن، كان لابد له من ثمن، غير أن ما أعرفه أيضاً، فى الوقت ذاته، أن علينا أن نثبت للإخوان، وللذين يقفون وراءهم وهم معروفون لنا جميعاً، أن ما حدث ويحدث لن ينال من عزيمتنا فى شىء، وأنهم يراهنون على سراب، وأن هذا البلد قد قرر منذ 30 يونيو، أن يكون أمره فى يده، لا فى يد الإخوان ولا فى يد مناصريهم، وانتهى الأمر!

كل ما أرجوه، أن ننتبه إلى أننا فى 25 من هذا الشهر، سوف نحتفل بذكرى عودة سيناء كاملة إلينا، وأننا فى احتفال هذا العام مدعوون لأن نقول للعالم إن سيناء التى عادت إلينا، فى هذا التاريخ من عام 1982، سوف تظل لنا، ولنا وحدنا، ولن تكون لغيرنا مهما كان، وأن نقول ذلك من خلال الفعل، لا الكلام، ولن يكون هذا الفعل إلا بأن تنشأ قيادة اقتصادية موحدة لشرق القناة، لتصبح موازية لقيادة الفريق أسامة عسكر، العسكرية الموحدة، وليتأكد للجميع أن العمل الأمنى ليس هو بديلنا الوحيد فى أرض سيناء، وأن لنا، بجواره، بدائل أخرى، وأنها جاهزة، وسارية، وفاعلة.

هذه أول «25 إبريل» للرئيس، فاجعلوها مختلفة فى مواجهة إرهاب سيناء!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية