x

نيوتن عزيزى نيوتن نيوتن الجمعة 03-04-2015 20:54


تابعت وزملائى باهتمام بالغ ما تناولتموه فى مقالكم اليومى المبدع بتاريخ 1/ 4/ 2015 عن زراعة الأعضاء فى مصر، ونود أن نوضح الحقائق الآتية فى هذا الموضوع:

أولاً: تقتصر زراعة الأعضاء فى مصر على زراعة الكبد والكلى من المتبرع الحى فقط مع حرمان عدد كبير من المرضى المحتاجين للزراعة فى حالة عدم التمكن من توفير المتبرع الحى المناسب، وهى الحقيقة التى تواجه 50- 60% من مرضانا على الأقل، وتكون الوفاة فى حالة الفشل الكبدى أو الغسيل الكلوى المستمر هى المصير الحتمى لهؤلاء المرضى مع الأسف الشديد. هذا فضلاً عن المخاطر على المتبرع الحى التى لا يمكن إنكارها رغم ضآلة نسبتها. وفى هذا الصدد تشير الإحصاءات إلى أننا نقوم بزراعة 250 حالة كبد و500 حالة كلى سنوياً رغم احتياج مرضانا لعمل حوالى 600- 800 حالة كبد سنوياً.

ثانياً: حرمان جميع المرضى المحتاجين لزراعة أعضاء أخرى مثل القلب والرئة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة رغم الاحتياج الشديد لهذه الأعضاء، وذلك لأنه لا يمكن الحصول على هذه الأعضاء إلا من المتبرع المتوفى حديثاً أو ما يُعرف بالوفاة الإكلينيكية. علماً بأن هذا هو التشخيص الذى أشرتم إليه فى مقالكم، والذى عانى من هجوم ضار غير مبرر وبدون أى سند علمى رغم الاعتماد عليه كمصدر أساسى ووحيد للأعضاء بنجاح متزايد فى جميع بلدان العالم شرقاً وغرباً منذ خمسينيات القرن الماضى، حتى أصبحت ممارسة يومية بنسب نجاح تفوق الـ90%. تشير الإحصاءات إلى أننا فى احتياج إلى أكثر من 100 حالة زراعة رئة، و100 حالة زراعة قلب، ومن 50- 80 حالة زراعة بنكرياس سنوياً على أقل تقدير.

ثالثاً: صدر قانون زراعة الأعضاء فى فبراير 2010 بعد صراع دام أكثر من 15 عاماً كما أشرتم فى مقالكم، حيث أجاز التبرع من الموتى حديثاً فى المراكز الجامعية والحكومية فقط بشروط ليست هى الأفضل، ولكن كان هذا هو أقصى المتاح فى هذا التوقيت، ويجب التنويه هنا إلى أن نجاح البرنامج المصرى لزراعة الأعضاء من المتبرع الحى، خاصة زراعة الكبد التى اتبعت أخلاقيات زراعة الأعضاء، قد ساهم فى صدور هذا القانون الذى طال انتظاره.

نص القانون على ضرورة موافقة المتبرع المتوفى أثناء حياته على التبرع بأعضائه بعد وفاته opt-in وهو الأسلوب القديم الذى قل الاعتماد عليه فى العالم بدلاً من الأسلوب الأحدث المتبع فى السنوات العشرين الأخيرة، وهو أن كل الموتى إكلينيكياً هم متبرعون محتملون إلا من اعترض على ذلك أثناء حياته لمضاعفة أعداد المتبرعين المحتملين opt-out.

رابعاً: إن مكتسبات ممارسة زراعة الأعضاء كثيرة، وتمتد من علاج وشفاء مرضى الفشل العضوى التام الذين هم على شفا الموت إلى الارتقاء بمستوى الممارسة الطبية كاملة شاملاً مستوى الطبيب والتمريض والفنيين والبنية التحتية للمؤسسات الطبية والممارسة الجماعية للفرق الطبية، شاملة أغلب فروع الطب، وقد ثبت هذا الفكر فى الغرب والشرق وفى مصر، حيث ارتقى مستوى الأداء ككل فى المؤسسات المعنية بزراعة الأعضاء. هذا فضلاً عن أن الأصل فى زراعة الأعضاء أنها ممارسة قائمة على البحث العلمى الأساسى والإكلينيكى وما لهما من مردود علمى ومادى على المجتمع ككل، والذى مازال أمامنا الكثير لإنجازه فى هذا الاتجاه.

أخيراً، ندعو الله جميعاً أن يوفقنا لتذليل العقبات حتى نصل إلى المستوى المتبع عالمياً لخدمة مرضانا والارتقاء بمستوى المهنة التى نشرف بالانتماء لها، والمساهمة بالمردود العلمى والمادى والأدبى على مجتمعنا، الذى هو فى أشد الاحتياج لهم فى فترة هى الأدق والأكثر تحدياً فى تاريخنا المعاصر، ونحن على ثقة كاملة بأننا قادرون على تحقيق هذا المنال قريباً بإذن الله.

فريق مركز زراعة الأعضاء

كلية الطب- جامعة عين شمس

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية