واصلت نيابة الصف فى الجيزة، برئاسة المستشار محمد أبوزينة، الجمعة، تحقيقاتها فى حادث استشهاد العقيد عاطف الإسلامبولى، مفتش مباحث غرب الجيزة، على يد أفراد تشكيل عصابى على طريق «حلوان - الكريمات»، بالقرب من المنطقة الجبيلة فى الصف.
وكشف معاينة النيابة التى أجراها كريم زكريا، وكيل أول النيابة، أن الحادث وقع على بُعد 2 كيلو متر من نقطة مرور سيارات «الكارتة» التى كان بمر بها «الإسلامبولي»، لمتابعة الحالة الأمنية، وتبين أن الشهيد استقل سيارة نصف نقل «تويوتا»، بيضاء اللون، وكان برفقته 3 عساكر، بينهم سائقه، وكانوا غير مسلحين، بينما كان سلاح مفتش المباحث عبارة عن طبنجة «ميرى»، وكان يسير عكس الاتجاه لقطع الطريق على الجناة الذين حاولوا سرقة 5 ملايين جنيه من سيارة نقل أموال، ورفعت النيابة آثار بقع دماء تخص الشهيد من مقعد السيارة «تويوتا» والدوسة، مكان جلوسه، بما يؤكد أنه لقى مصرعه دون نزوله من السيارة، كما وجد طلق ناري ناحية الباب الأيمن لذات السيارة.
وبحسب تحقيقات النيابة، فإن سيارة نقل الأموال حملت رقم (ن.ب.ي – 753)، وكان يسير خلفها سيارة سوداء اللون «تيجو صيني»، رقم (أ.ت.ق – 835)، وانتظر اللصوص خروجهما من نقطة مرور حلوان، بعد المراقبة، وأطلقوا النيران تجاه سيارة التأمين من الخلف، ما أدى إلى تعطيلها، بعد انفجار إطارها الأمامى، ثم تعقبوا سيارة نقل الأموال، وعطلوها أيضًا بإطلاق الرصاص صوب إطاريها الخلفيين، وكسروا زجاجها ناحية اليمين.
وأفادت التحقيقات بأن أفراد التشكيل العصابي أطلقوا خزينتي سلاح كاملتين على باب خزينة سيارة نقل الأموال، وتبين عجزهم عن فتحها، حيث عثرت النيابة على 48 فارغ رصاص آلى وخرطوش، وفوارغ أخرى مجهولة، خلف السيارة، وتم التحفظ عليها جميعًا، وإرسالها إلى خبراء المعمل الجنائى لفحصها وبيان استخدامها.
وتبين من مناظرة النيابة لجثمان «الإسلامبولي»، أنه استشهد وفى يده اليمن سلاحه «الطبنجة» قابضًا عليه، وكان يشد أجزاء السلاح استعدادًا لمواجهة الجناة، بإطلاق الرصاص، ولم يمهلوه حتى قطع عليهم الطريق بالمنطقة الجبيلة فى الصف، وأطلقوا تجاه من مسافة قريبة لا تتجاوز الـ 12 مترًا، 5 رصاصات أحدثت جميعها فتحات دخول وخروج فى جانبه الأيمن، واستقرت 4 منها فى منطقة البطن وأعلى الصدر، والخامسة أسفل الجانب الأيمن.
واستعجلت النيابة تقرير خبراء الطب الشرعى حول أسباب الوفاة، وبسماع أقوال العساكر المرافقين للشهيد، و 6 آخرين بينهم سائق وفردى أفراد لسيارة نقل الأموال وتأمينها، أفاد مرافقو «الإسلامبولي» بأن الشهيد تلقى إخطارًا من السائقين القادمين تجاه الطريق محل الحادث، أثناء تفقده للحالة الأمنية بموقف «الكارتة» فى الصف، بوجود حادث سطو مسلح على سيارة نقل أموال، على بعد 2 كيلو متر، ولم ينتظر الاستعانة بقوة أمنية، وأمر سائقه بأن يسير عكس الاتجاه لحين الوصول إلى مكان الجناة، لتعطل الحركة المرورية، بسبب حادث السطو، وعندما شاهد أفراد التشكل العصابى سيارة الشهيد «تويوتا» ظنوها سيارة شرطة، فبادوا باستقلال سياراتهم «الجيب» دفع رباعى، وأطلقوا منها النيران تجاه الشهيد، ولم يستطع الدفاع عنه نفسه.
وأضاف باقى الشهود الـ 6، أمام النيابة، أنهم كانوا فى اتجاه من مقر شركة نقل الأموال، بمدينة نصر، إلى فرع الشركة بأسيوط، ولاحظوا مراقبة الجناة لهم، حتى أطلقوا النيران أولاً تجاه سيارة تأمين نقل الأموال من الخلف، وعندما توقفت السيارتين، انزلهم الجناة وغطوا ووجههم بأقمشة سوداء، واقتادوه إلى منطقة جبيلة، وسرقوا منهم طبنجة وحيدة، كانت بحوزتهم، وتولى أحد الجناة حراستهم ممسكًا ببندقية آلى فى يده، وهدد المجنى عليهم بالقتل حال مقاومتهم، حتى يستطيعوا السرقة، ثم سمعوا بدوى إطلاق نيران، وعرفوا باستشهاد مفتش المباحث «الإسلامبولى»، وقدوم قوات الشرطة إلى المكان.
وأشارت مصادر قضائية إلى أن أفراد التشكيل العصابى، الذي حددت الأجهزة الأمنية هويته، ارتكب خلال الآوانة الأخيرة سرقة 35 سيارة ملاكى، باهضة الثمن، وآخرها سيارة ماركة «كيا سبوتاج»، الاثنين الماضي، وسرقوا من قائدها 10 آلاف جنيه، وكان ذلك بطريق الكريمات محل الحادث.
ولفتت المصادر، إلى أن السيارة «الجيب» المستخدمة فى جريمة اغتيال مفتش المباحث، مُبلغ بسرقتها منذ عدة أشهر، وساوم الجناة صاحبها على دفع مبلغ 100 ألف جنيه، مقابل إعادتها.