x

قوات الاحتلال تعزز تواجدها لتأمين «اقتحام الأقصى».. و«حماس» تدعو لانتفاضة ثالثة

الإثنين 05-10-2009 23:00 |

عززت قوات الاحتلال الإسرائيلى حصارها للمسجد الأقصى ومدينة القدس الشرقية المحتلة ودفعت بتعزيزات كبيرة داخل البلدة القديمة وعلى جميع مداخلها، لتأمين وصول اليهود إلى حرم المسجد الأقصى للمشاركة فى طقوس دينية بمناسبة عيد العرش اليهودي، وسط استمرار التوترات مع الفلسطينيين والمصلين المحاصرين داخل باحة المسجد وخارجه،

ودعت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى انتفاضة ثالثة ردا على الانتهاكات والمحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس، بينما سارت مسيرات فلسطينية فى الضفة وغزة وبيروت تنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى.

ووضعت الشرطة الإسرائيلية فى حالة تأهب قصوى وحشدت أكثر من 5 آلاف من عناصرها حول القدس وبخاصة عند باب المغاربة، ونصبت الحواجز والدوريات على مداخل البلدة القديمة، لتأمين وصول عشرات آلاف اليهود إلى ساحة الجدار الغربى للحرم،

كما واصلت فرض طوق أمنى فى محيط باحة المسجد الأقصى وشددت قوات الاحتلال القيود على دخول المصلين الفلسطينيين إليها ومنعت المصلين دون الـ50 من الدخول كما منعت المسيحيين ولم تسمح سوى للسيدات فقط بدخول باحة الأقصى.

وفى الوقت نفسه، تجددت الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال فى أحياء الصوانة وعناتة فى القدس، وأصدرت محكمة إسرائيلية قرارا بمنع حاتم عبد القادر القيادى مسؤول ملف القدس والشيخ كمال الخطيب من دخول البلدة القديمة لمدة 15 يوما بعد الإفراج عنهما،

كما اعتدت شرطة الاحتلال على مسيرة انطلقت من المسجد الأقصى فى طريقها إلى وادى الجوز بالقدس المحتلة بالقنابل والغاز المسيل للدموع، فى وقت تواصل فيه عزل البلدة القديمة وتطويق المسجد بحجة تأمين احتفالات اليهود بعيد «العرش» عند حائط البراق.كما انطلقت مسيرات فلسطينية نظمها طلبة المدارس فى غزة لنصرة الأقصى، ومسيرة فى بيروت.

وقال ميكى روزنفلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن تلك الإجراءات تهدف لتجنب اضطرابات جديدة فى الباحة وفى المدينة القديمة ولحماية المصلين اليهود الذين يقصدون حائط المبكى بينما حذرت مصادر فلسطينية من أن قوات الاحتلال تتأهب لاقتحام المسجد مجددا لتسهيل دخول اليهود المتطرفين.

ومن جانبها، دعت «حماس» إلى انتفاضة جديدة دفاعا عن المسجد الأقصى إثر الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين المحتجين على حصار المسجد، واعتبرت حماس فى بيان أن «المساس بالمسجد الأقصى خط أحمر ومرجل سينفجر فى وجه الصهاينة المعتدين»،

ووجهت حماس تحذيرا إلى القوات الإسرائيلية وحملتها «كامل المسؤولية عما يجرى من عدوان على الأقصى وعلى أهلنا فى القدس المحتلة»، ودعا البيان الفلسطينيين فى القدس إلى «المزيد من الصمود والمرابطة».

وفى الوقت نفسه، رجح عدد من المحللين والمسؤولين الفلسطينيين أن الحديث عن اندلاع انتفاضة ثالثة أمر سابق لأوانه بسبب عدة عوامل تحد من إمكانية اندلاع أعمال العنف وبسبب الانفصال بين الفلسطينيين وقيادتهم، وقال زكريا القلق من جامعة القدس «هناك غضب يتراكم وفى انتظار الشرارة لكن لا أحد يمكنه توقع متى ستأتى الشرارة لكنها قد تستغرق سنوات».

وبدوره قال مفتى القدس الشيخ محمد حسين إن المصلين المحاصرين يرفضون الخروج وسيبقون مرابطين لمنع اعتداءات المتطرفين اليهود والمستوطنين واقتحامهم الأقصى، ووصف ما يحدث داخل الأقصى بالخطير جدا، فيما طالبت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولى بالتدخل الفوري، وطرح مسألة المسجد الأقصى على مجلس الأمن لبحثها.

وقال عكرمة صبرى خطيب المسجد الأقصى إن الشرطة الإسرائيلية «تعاقب» المسلمين وإن المسجد الأقصى تحول إلى «ثكنة عسكرية»، بينما أكد أحد المصلين المحاصرين داخل المسجد، أن المعتصمين ليس لديهم طعام أو شراب أو حتى مياه للوضوء. وأكد إصرار المعتصمين على البقاء وقال «سندافع عن الاقصى بأجسادنا».

ومن جانبه، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن بالغ القلق والاستنكار الشديدين إزاء قيام سلطات الاحتلال بتطويق المسجد الأقصى واعتدائها واعتقالها لعدد من المصلين، وطالب موسى فى بيان المجتمع الدولي، ومجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤولياتهم فى حفظ الأمن والسلم.

تأتى تلك التطورات بعد محاولة الشرطة أمس الأول اقتحام الحرم القدسي، ما أدى إلى مواجهات أسفرت عن إصابة واعتقال العشرات من الفلسطينيين المرابطين داخل المسجد الأقصى،

بينما لا يزال يهود متطرفون يحتشدون عند باب المغاربة استعدادا لاقتحام الحرم لأداء طقوس دينية، وناشدت حركة «أمناء جبل الهيكل» اليهود دخول باحات الأقصى لأداء الشعائر الدينية وجمعت تبرعات لبناء الهيكل اليهودى محل المسجد.

ومن جهة أخرى، وبعد موجة الغضب الفلسطينى نتيجة لتأجيل السلطة الفلسطينية إرجاء عرض تقرير لجنة التحقيق الدولية فى جرائم الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة على مجلس حقوق الإنسان نفى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» أن تكون السلطة عرضت تأجيل التصويت على التقرير،

بينما كشفت مصادر عربية نقلاً عن مسؤولين سوريين أن دمشق أجّلت زيارة «أبومازن» التى كانت مقررة أمس احتجاجاً على تأجيل التقرير ووصف مراقبون القرار السورى بأنه تعبير صارخ عن رفض دمشق لمواقف عباس وسياساته تجاه تقرير لجنة التحقيق،

بينما اعتبرت حماس قرار الرئيس الفلسطينى تشكيل لجنة تحقيق للبحث فى ملابسات طلب تأجيل التصويت على تقرير جولدستون داخل مجلس حقوق الإنسان بأنه خطوة لذر الرماد فى العيون ومحاولة شخصية من عباس للهروب من تحمل المسؤولية السياسية المباشرة عن طلب تأجيل التصويت على التقرير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية