رأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن قرار واشنطن برفع التجميد عن المساعدات العسكرية لمصر «يعزز من شرعية الرئيس عبدالفتاح السيسى»، الذي وصفته بأنه القائد العسكرى السابق الذي يدير البلاد منذ عام تقريباً خلال فترة ولايته التي تستمر 4 سنوات.
أخبار متعلقة
ولفتت الوكالة، في تقريرها، الخميس، إلى ترحيب السيسى بهذه الخطوة التي اعتبرتها «انتصارا آخر في سعيه للقضاء على بعض العقوبات الدولية الأخيرة ضد حكومته»، خاصة بعد منح الشركات العالمية قدرا قويا من الثقة خلال القمة الاقتصادية.
واعتبرت الوكالة أن قرار أوباما باستئناف إرسال المساعدات يؤكد أن الدور المصرى الناشئ في شن حملة ضد المتطرفين في المنطقة، مثل تنظيم «داعش»، يفوق أهمية المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة محليا في مصر، حسب تقرير الوكالة.
فيما رجّح الخبير السياسى، رالف بيترز، في حديثه لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن يكون قرار البيت الأبيض بالتراجع عن تجميد المساعدات العسكرية لمصر هو محاولة لإظهار الاستياء بشأن تغييرات إيران في المفاوضات النووية في اللحظة الأخيرة، علما بأن مطالب إيران غير المتوقعة أجبرت وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، على مد المهلة بشأن التوصل إلى اتفاق أوّلى لتقييد برنامج طهران النووى.
بينما نفى مسؤولون في الإدارة الأمريكية، في تصريحات خاصة لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وجود أي علاقة أو صلة مباشرة بين توقيت إصدار قرار المساعدات لمصر والاضطرابات والدوامات التي تؤرق الشرق الأوسط الآن، بما في ذلك اتساع الصراع في اليمن، وصعود التطرف في ليبيا، والمعركة ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، أو التوصل إلى اتفاق نووى محتمل مع إيران.
وأكد المسؤولون، الذي تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الداخلية في الإدارة، أن المخاطر الأوسع في المنطقة، لاسيما هجمات المتشددين في شبه جزيرة سيناء، قد لعبت دورا غير مباشر في اتخاذ القرار الأمريكى، وأضاف أحد المسؤولين: «وبالنظر إلى المستوى الأعلى من التهديد، شعرنا بأنه من المهم، على وجه الخصوص، التأكد من حصول مصر على جميع المعدات التي يمكن أن تحتاجها للدفاع عن نفسها من هذه التهديدات».
ونقلت الصحيفة عن المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الشرق الأوسط، ستيفن سيمون، قوله إن «الولايات المتحدة تواجه تحديات قليلة الآن، وإنها تحتاج إلى دعم العلاقات الثنائية مع الحلفاء».
واعتبر أستاذ التاريخ والسياسة الإمبراطورية والإمبريالية في كلية لندن للاقتصاد، جون شالكرافت، أن الدعم العسكرى من أوباما لنظام السيسى هو عمل تجارى كالمعتاد فيما يتعلق بالموقف الأمريكى في المنطقة، معتبرا أن القرار خاطئ وفقا للمبدأ، ونظرا للمتاعب المتوقعة في المستقبل.
وذكر شالكرافت، في تصريحات لإذاعة «صوت أمريكا»، أن مصر لديها سجل حول سحق جميع أشكال المعارضة، بما في ذلك الليبراليون ونشطاء حقوق الإنسان، معتبرا أن «النظام يتلاعب بخطابات الأمن ومكافحة الإرهاب بسخرية».
