«الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. والنصر للإسلام».
كلمات أُجبر طلاب المدارس فى اليمن على ترديدها فى طابور الصباح، بدلاً من النشيد الوطنى، وهى ما تسمى بـ«الصرخة» أو شعار جماعة الحوثيين فى اليمن. بعد سيطرة جماعة الحوثيين على مناطق عديدة، تضررت المدارس من المواجهات المسلحة بين الطرفين، ما أدى إلى تدمير بعضها كليا.
قالت منسق التعليم للجميعن مستشار وزير التعليم اليمنى، إنصاف قاسم، إن أعدادا كبيرة من المدارس تضررت من المواجهات المسلحة، الأمر الذى أدى إلى تدمير بعضها تدميرا كليا وأخرى جزئيا، وهناك مدارس تم إغلاقها بعد سيطرة بعض الأطراف المتنازعة عليها أو لعدم إمكانية الوصول إليها، لافتة إلى أن الوزارة تبحث عن تمويل ودعم المنظمات المدنية لإعادة إعمار وتأهيل هذه المدارس.
وأكدت دراسة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن أوضاع التعليم فى اليمن- أن هناك 11 مدرسة مغلقة فى محافظة البيضا وحدها نتيجة احتلالها من قبل المسلحين، أو غياب كادر التدريس فى 9 منها فى مديرية «ولد ربيع»، ورصدت الدراسة توقف 40 مدرسة بمحافظة عمران، شمالى اليمن، بالإضافة إلى 18 مدرسة فى مديرية حرف سفيان، تضررت عام 2010. وأشارت الدراسة إلى أن عدد المدارس المتضررة خلال الفترة (2011- 2013) 261 مدرسة فى مناطق مختلفة.
وقال تقرير لجمعية «شذوب» (إحدى مؤسسات المجتمع المدنى باليمن) إنه لم تقتصر معاناة أطفال اليمن على المشاركة فى الصراعات السياسية من خلال الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات الجماهيرية التى تنظمها أحزاب وتكوينات سياسية وقطاعات طلابية وشبابية مناهضة للحكومة أو مؤيدة لها، إنما امتدت لتشمل الصراعات الاجتماعية القائمة بين شرائح المجتمع اليمنى نفسه، حيث إن الكثير من القبائل اليمنية يعانى صراعات ثأر وخلافات، ما أدى إلى تعرض الأطفال لانتهاكات كثيرة، أهمها تعرضهم للقتل والإصابات وخروجهم من المدارس.
كما أشارت التقارير إلى أنه مع بداية العام الدراسى الحالى، وفى شهر يناير تحديدا اعتدت عناصر تابعة (للحوثيين) على المدارس، بدخولها وتفتيش الطلاب قبل دخولهم الفصول.
كان نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور عبدالله الحامدى، قال، فى تصريحات صحفية له حول الأزمة، إن الحوثيين بعد سيطرتهم على بعض المناطق الجنوبية ومدارسها أجبروا التلاميذ على رفع علم الانفصال وترديد نشيد غير النشيد الوطنى أو ما يعرف بالصرخة الحوثية.
ونقلت إحدى المدرسات اليمنيات، على موقع يوتيوب، فيديو لما يدور فى المدارس اليمنية، فبثت مقطعا من إحدى مدراس محافظة صعدة لعرض ما يتعرض له الطلاب، وقالت إن الطلاب يتعرضون لتضليل ممنهج عن طريق التقديس العائلى لأسرة عبدالملك الحوثى وإظهار الولاء له على أنه أمر ربانى.
وحسب الفيديو، يقول الشعار الذى يُلقن للأطفال فى المدارس: «اللهم إنا نتولاه، ونتولى رسوله، ونتولى عليا، ونتولى من أمَرْتنا أن نتولاه سيدى ومولاى عبدالملك بدرالدين الحوثى»، بالإضافة إلى ترديد الصرخة.
وقال تيسير النعيمى، مستشار اليونسكو الذى قدم تقريراً عن أحوال التعليم فى اليمن، فى تصريحات خاصة، إن تلك الصراعات المسلحة لها تأثير كبير على التعليم، حيث ارتفعت نسبة تسرب الطلاب فى العام الأخير 2014، وتحدثت التقارير عن تحول معظم المدارس التى بها صراعات إلى مخازن للسلاح، والبعض أغلق نتيجة عدم استقرار الأوضاع، وهو ما يمثل انتهاكا خطيرا للحق فى التعليم.