x

ليبيا.. دراسة تحت قصف «حرب الشوارع»

الأربعاء 01-04-2015 09:34 | كتب: اخبار |
مدارس في ليبيا مدارس في ليبيا تصوير : آخرون

الوضع التعليمى فى ليبيا غير واضح المعالم.. نتيجة تستخلصها من كثرة محاولات الحصول على معلومات موثقة من الجهات الحكومية القائمة على التعليم التى تصر وسط الصراعات المسلحة وحرب الشوارع الدائرة فى بعض المناطق أن التعليم فى ليبيا والمدارس تعمل بشكل جيد على عكس الشهادات الميدانية من أولياء أمور ومعلمين تواصلت «المصرى اليوم» معهم.

حسب الوضع السياسى المنقسم، هناك توجد وزارتان للتربية والتعليم الأولى للمنطقة الشرقية برئاسة الدكتور فتحى عبدالحفيظ، وهى الوزارة الشرعية التى تعترف بها مصر والأخرى للمنطقة الغربية برئاسة الدكتور خليفة السارى.

«وزارتان لكن السياسة التعليمية واحدة»، قالها على عبدالله، وكيل وزارة التعليم للمنطقة الغربية، رداً على سؤال «المصرى اليوم» حول كيفية العمل وفق الوضع الحالى والسياسة المختلفة والمناهج واحدة، وحول وجود تنسيق بين الوزارات، قال: «لا يوجد تنسيق فنحن نسير وفق سياسة موحدة وواضحة».

وحول تأثر المدارس بالوضع السياسى والأمنى الحالى، قال إن المنطقة الغربية ومدارسها تعمل بشكل عادى لم تتأثر بالأحداث، لكن التأثر الكبير فى مدينتى طرابلس وبنغازى ودرنة، ورأى «عبدالله» أن المشكلة الحقيقية فى التأثيرات الاجتماعية والنفسية على الأطفال، حيث كان يخشى الأهالى إرسال أبنائهم للمدارس معظم الوقت، ولكن هناك مناطق آمنة لا خوف عليه فيها ومازالت الدراسة مستمرة بها.

وحول تدخل الجماعات المسلحة فى التعليم أو المناهج على غرار سوريا، قال: «داعش والجماعات الإرهابية سيطرت على بعض المناطق فى المنطقة الشرقية مثل درنة، وأغلقت المدارس بالكامل، لذا لم تكن هناك فرصة للعبث بالتعليم، لافتاً إلى أن جماعة فجر ليبيا حاولت القيام بذلك، وأقنعت بعض الإدارات التعليمية بإصدار قرارات بفصل البنين عن البنات، لكن الأمر لم يطبق حتى الآن نظرا لانشغالهم فى الصراعات المسلحة، وكثافة الفصول وغيرها التى حالت بين وجود أماكن للفصل».

وأشار إلى أن بعض مدارس المناطق المتضررة تحول إلى ملاجئ إيواء لاحتضان النازحين من مناطق اشتعل فيها الصراع، نافيا وجود قتلى وجرحى وقصف للمدارس قائلا: «أغلقت المدارس وتوقفت عن العمل فور انطلاق الصراعات، لذلك لم يسقط قتلى داخل المدارس».

وقدر «عبدالله» أعداد المدارس المغلقة فى درنة وبنى غازى وسرت بنحو 124 مدرسة، بسبب المعارك الدائرة هناك، ما تسبب فى عدم قدرة الطلاب على الذهاب إلى مدارسهم، بالإضافة إلى المدرسين الذين فر معظمهم إلى مناطق آمنة.

سمير جرناز، مدير مكتب إعلام الوزارة الرسمية، المعترف بها من قبل مصر برئاسة الدكتور فتحى عبدالحفيظ، وزير التربية والتعليم، أن الوزارة مصممة على استمرار الدراسة رغم كل الظروف الحالية، لكنها اضطرت لوقفها فى المناطق غير الآمنة التى تقع فى منطقتى طرابلس وبنغازى، بينما مدارس ليبيا الأخرى تعمل. وقال إن الدراسة بدأت هذا العام بعمل برامج تهيئة نفسية للطلاب لإخراجهم من تلك المحنة، ومساعدتهم على التركيز فى دروسهم، وأضاف: «رغم كل الظروف نحاول التعامل مع الأمر الواقع».

وفى تقرير لقطاع التربية التعليم ببنغازى حول أسباب إغلاق المدارس، قال إن 13 مدرسة تعرضت للقصف ووقعت فى مناطق الاشتباكات، بينما وجدت قرابة 102 مدرسة بمناطق غير آمنة، وتم استغلال 9 مدارس لتسكين العائلات النازحة، فيما يبلغ عدد الطلبة غير القادرين على تحصيل تعليمهم فى الموعد المحدد من قبل وزارة التعليم نهاية الشهر الجارى 63 ألف طالب وطالبة و8550 معلمًا، هم عاجزون على تأدية عملهم.

وحول آراء أولياء الأمور داخل المناطق المتضررة، رأوا أن الحديث عن التعليم فى مثل هذه الظروف يعد خيالا وأمرا غير واقعى، وقالت ليلى عنانى، ولية أمر أحد الطلاب فى رسالة وجهتها لوزير التربية والتعليم على الصفحة الرسمية لوزارة التربية الليبية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، كيف يتعلم الأطفال تحت أصوات القصف والطائرات، وتساءلت أين يذهب النازحون واللاجئون فى المدارس؟ وأبدت استغرابها من قرار الوزارة باستمرار الدراسة دون اتخاذ أى قرارات وقائية لمن لا يستطيع الذهاب، وقالت: «الحكومة تريد تصدير صورة أن كل شىء يعمل، ولكن العالم يعرف الحقيقة، نحن فى حالة حرب والمتطرفون فى كل مكان،

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية