ينتظر ممدوح الليثى، رئيس جهاز السينما، رد اللجنة العليا للتظلمات على النسخة الثانية من سيناريو فيلم «المسطول والقنبلة» قصة نجيب محفوظ وسيناريو مصطفى محرم، بعد أن تم رفضها رقابيا وأمنيا بسبب التعديلات التى أجريت على النسخة الأولى من السيناريو، والتى أشرف عليها المخرج محمد فاضل، وتضم مشاهد شذوذ جنسى وانتقادا لاذعا لما يحدث فى المعتقلات والسجون، رغم موافقة الرقابة على النسخة الأولى من السيناريو التى أشرف عليها المخرج سعيد مرزوق.
وبعد رفض النسخة الثانية، اضطر الليثى إلى فسخ تعاقده مع محمد فاضل، والبحث عن مخرج جديد وإعادة السيناريو إلى نقطة الصفر لإنقاذ الموقف بدلا من الخسائر التى قد يتعرض لها جهاز السينما نتيجة وقف العمل، حيث اشترى حقوق تحويل القصة إلى فيلم سينمائى بمبلغ 200 ألف جنيه، بالإضافة إلى دفع مقدمات أجور للسيناريست والمخرج.
قال ممدوح الليثى: أزمة الفيلم بدأت منذ شهر ديسمبر العام الماضى عندما تقدمنا للرقابة بالتصريح للنسخة الجديدة من سيناريو فيلم «المسطول والقنبلة» بعد أن أجرى المخرج محمد فاضل تعديلات على النسخة الأولى المجازة رقابيا، لكن الرقابة لم تصدر أى قرارات بخصوص السيناريو لمدة تجاوزت سبعة أشهر رغم أن قوانينها تقول إن السيناريو يعتبر مجازا إذا لم تصدر الرقابة رأيها فيه خلال ثلاثين يوما، ولم أبدأ فى تصوير الفيلم، وأرسلت أكثر من خطاب لاستعجال الرقابة فى الرد، لكنها أكدت أن السيناريو قيد البحث، ثم حصلت على تقرير بعد عدة أشهر يؤكد أن الفيلم تم رفضه رقابياً،
وعلمت أيضا أن السيناريو تم رفضه أمنيا بعد أن أحالته الرقابة إلى جهة سيادية، وقد اعتبرت القرار مخالفا لكل الأعراف والقوانين الرقابية لأنه تأخر عن الموعد المحدد، وهذا ما اضطرنى إلى تقديم تظلم إلى اللجنة العليا للتظلمات مرفقا به كل المستندات الخاصة بالفيلم للبت فى أمره، ولكن لم يصلنا أى رد حتى الآن.
واعترف الليثى بأن التعديلات التى أجراها محمد فاضل على السيناريو الأول تكفى لجعل الرقابة ترفضه، وقال: فاضل أضاف مشاهد شذوذ جنسى، ووسائل تعذيب مختلفة يتعرض لها بطل الفيلم خلال الأحداث، لذلك فسخت التعاقد معه، وأبحث عن مخرج جديد لإعادة كتابة السيناريو بناء على معالجة الفيلم الأصلية، التى حصلت على تصريح من الرقابة، كما سنلغى تعاقداتنا مع الممثلين الذين اتفقنا معهم ومنهم المذيع شريف مدكور الذى ترشح لأداء دور البطولة من قبل المخرج محمد فاضل، ورشحنا بدلا منه طلعت زكريا.
وأكد السيناريست مصطفى محرم أنه لم يبدأ فى كتابة السيناريو الجديد (الثالث) حتى الآن، بل ينتظر التعاقد مع المخرج الجديد للفيلم لتحديد شكل التعديلات، وقال: كل مخرج له وجهة نظر خاصة فى السيناريو، وعلىّ أن أقوم بتنفيذها وفقا لطبيعة الموضوع، وقد رفضت الرقابة السيناريو الذى قدم بوجهة نظر فاضل، بينما حصلت النسخة الأولى من السيناريو، التى أشرف عليها سعيد مرزوق على الموافقة، كما اعترضت على التعاقد مع شريف مدكور فى دور البطولة لأن الدور يحتاج إلى ممثل قوى وموهوب.
المخرج محمد فاضل أكد أنه لم يجر أى تعديلات على السيناريو بمفرده، وأن كل التعديلات كانت بموافقة كاتب السيناريو مصطفى محرم، وقال: التعديلات التى طلبتها لم تكن هى السبب الوحيد الذى أدى إلى رفض الرقابة للفيلم، لأنه من الطبيعى أن تطلب الرقابة حذف بعض المشاهد التى تعترض عليها، لكنها رفضت الفيلم بالكامل،
وهذا يعنى أن الفيلم مرفوض وليست التعديلات فقط، ولدىّ تقارير من لجنة القراءة فى جهاز السينما تشيد بمستوى السيناريو الثانى للفيلم، الذى تمت كتابته تحت إشرافى، فى حين تضمن تقرير السيناريو الأول بعض الملحوظات بالإضافة إلى أن الليثى هو الذى أرسل نسخة السيناريو الثانية بنفسه إلى الرقابة، وإذا كان معترضا على بعض المشاهد فلماذا وافق على إرسالها من البداية، لذلك قررت فسخ تعاقدى مع الجهاز، لكننى راضٍ عن النسخة التى أشرفت عليها ولا أقبل أى تعديلات أخرى لأننى لا أريد أن أقدم فيلما مستأنسا.
على أبوشادى، رئيس الرقابة، أكد أنه ليس له علاقة الآن بالفيلم لأنه تحول إلى جهة أخرى مستقلة عن الرقابة، وقال: لا يمكن إيجاز السيناريو فى شكله الحالى لأنه تم رفضه كلية من الأمن، كما أن الرقابة اعترضت على كل التعديلات التى أجريت على القصة الأصلية للفيلم، وأحب أن أوضح أن الرقابة لم تتقاعس فى إصدار تقريرها، وإلا كان يحق للجهة المنتجة بدء التصوير، وقد تم تحويل السيناريو للأمن بمعرفة ممدوح الليثى منتج الفيلم، وإذا كان معترضا لقام بسحب الفيلم من البداية.
وأوضح أبوشادى أن الرقابة ليست معترضة على السيناريو الأول، الذى حصل على ترخيص رقابى ومن حق الجهة المنتجة أن تبدأ تصويره، لكن إذا تم تصوير النسخة الثانية سترفض الرقابة عرض الفيلم جماهيريا إلا إذا حصل على موافقة من لجنة التظلمات، أما فى حالة إعادة كتابة السيناريو مرة ثالثة، فيجب الحصول على تصريح رقابى جديد.
تدور أحداث الفيلم حول شاب مسطول ليس له علاقة بالسياسة، يتم القبض عليه فى إحدى المظاهرات ككبش فداء بعد أن فشل الأمن فى اعتقال المسؤولين الحقيقيين عن المظاهرة، ويدخل الشاب المعتقل ويتعرض لكل أنواع التعذيب، وأثناء محاكمته يتكون تأييد شعبى كبير، ثم يخرج من المعتقل ويتحول إلى زعيم.