نشر حساب قناة «أورينت نيوز»، مساء الخميس، عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، مقطع فيديو يوضح إعلان «إقليم المقاومة الأحوازية» بإقليم الأحواز الذي تسيطر عليه إيران، تنفيذ عملية نوعية ضد قوات الحرس الثوري الإيراني بمدينة الخفاجية بإلإقليم، وذلك بعد يوم من انطلاق مظاهرات حاشدة ضد النظام الإيراني في مدينة لمحمر، بحسب ما أفادت القناة.
نبذة تاريخية
«الأحواز أو الأهواز» عاصمة ومركز محافظة خوزستان، تقع شمال غرب إيران، أطلق عليها الإيرانيون اسم عربستان أي «بلاد العرب»، وكذلك خوزستان أي «بلاد القلاع والحصون»، نسبةً إلى ما بناه العرب المسلمون في هذا الإقليم من قلاعٍ وحصونٍ بعد معركة القادسية.
ويضم «الأحواز» نحو 85% من البترول والغاز الإيراني، و35% من المياه في إيران، ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، وتعود أصول عرب الأحواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد، كما تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط، وتجري هناك 3 أنهار كبيرة هي «كارون، الكرخة، والجراحي».
الاحتلال الإيراني
وقع «الأحواز» تحت سيطرة إيران في إبريل عام 1925، بقيادة رضا البهلوي، وانهار الحكم العربي في البلاد، ودخل الإقليم في مرحلة مأساوية، وعمل «البهلوي» على انتزاع هوية الإقليم القومية، وإلغاء خصوصياته الثقافية وصهر عروبته في بوتقة قومية فارسية، كما سيطر على ثرواته.
بحسب دراسة أعدها الباحث موسى شريفي، نشرها موقع «العربية نت»، فإن شعب «الأحواز» لم يجد أي دعم عربي أو دولي، فاضطر لخوض نضاله بأبسط الوسائل المتاحة، إلا أن جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن فشلت في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، رغم كل ما قدمته من تضحيات.
أبرز الانتفاضات
بحسب الدراسة نفسها، انتفضت عام 1930 قبيلة «كعب الدبيس» بزعامة حيدر الطليل، لكنها فشلت، وتم إعدم بعض رموزها، وفي عام 1932 حدثت انتفاضة «الغجرية»، والتفت بعض الزعامات العشائرية حول الشيخ كاسب بن الشيخ خزعل، وتمكنوا من دخول مدينة الأحواز، إلا أن تخاذل البعض، والتفوق العسكري الإيراني أفشلا هذه الانتفاضة، كما استخدم الجيش الإيراني الدبابات لإخماد تمرد قامت به عشائر النصار بقيادة الشيخ «مذخور» عام 1946.
كانت الانتفاضة الأبرز في إبريل 2005، حيث انتفض شعب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني الذي حرص على طمس الهوية العربية للإقليم، وسقط فيها العشرات من القتلى والمصابين، بعد مواجهة عنيفة مع الاحتلال.
عاصفة الحزم
عاد شعب «الأحواز» للظهور مرة أخرى مع بدء عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، لمواجهة الميليشيات الحوثية، حيث أعلن وفد من جمعيات ممثلة لـ«الأحواز» تأييدهم للعملية.
وتوجه الوفد الذي ضم 3 شخصيات من قيادات «الأحواز» إلى شرم الشيخ، حيث مقر انعقاد القمة العربية، في محاولة للقاء مسؤولين عرب من أجل عرض قضيته، بحسب ما ذكرت صحيفة «الحياة» اللندنية.
ووجد الوفد في الأوضاع الإقليمية فرصة للتصعيد ضد الحكومة الإيرانية، خصوصًا في ظل تفجر الأوضاع في اليمن، بعد الدعم الإيراني للحوثيين.
وعبر أعضاء الوفد عن دعم منظمتهم عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وطالبوا الدول العربية بالاعتراف بالمنظمة ممثلة للأحواز العرب، ومناقشة قضيتهم في المحافل الدولية، وعبروا عن تطلعهم إلى مشاركة رسمية في الجامعة العربية.
وبحسب الموقع الإلكتروني لحركة «النضال العربي لتحرير الأحواز» فإن شباب إقليم الأحواز بدأوا «ثورة مسلحة» ضد ما وصفوه بـ«الاحتلال الفارسي» في المناطق ذات الأغلبية العربية غرب إيران.
وذكر الموقع أنهم استهدفوا بالرصاص الحرس الثوري الإيراني في مدينة الخفاجية.
كما عمت الفرحة الشوارع الأحوازية جنوب غرب إيران بعد إعلان عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية مع دول خليجية وإقليمية أخرى ضد ميليشيات الحوثي دعمًا للشرعية في اليمن.
وأظهر مقطع فيديو نشره الناشط الأحوازي عماد عماد، على صفحته بـ«فيس بوك»، فرحة الأحوازيين بعملية «عاصفة الحزم»، وفخرهم بالموقف البطولي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويقول الشاعر في المقطع معبرًا عن فخره بالملك سلمان، وبدوره البطولي في العملية: «من أرض الأحواز الحبيبة لملك سلمان السلام.. الذي وحد أحفاد العروبة بعاصفة حزم العمام.. وبطائرات المجد حلق.. فوق حوثية الظلام.. من شال عقاله ابن الهيبة».