«زلة لسان».. قادت 5 متهمين إلى «اتهام» فى جريمة قتل بالجيزة.. كلمة واحدة ومعلومة قصيرة وصلت لرجال المباحث كشفت عن جريمة قتل.. «طرفاها» فى إمبابة.. والتنفيذ والدفن كان فى صحراء مدينة السادات التابعة للمنوفية، ومنذ 11 شهراً كاملاً.. وظل ملف القضية فى قسم شرطة إمبابة مكتوباً عليه «بلاغ غياب» حتى الأسبوع الماضى.. عندما تحول «الغياب» إلى جريمة قتل عمد وإخفاء جثة وسرقة..
التفاصيل كاملة كشفتها تحقيقات نيابة شمال الجيزة، وتحريات وتحرك مباحث الجيزة، واستمرت التحقيقات 5 أيام كاملة، بعد أن ظلت مغلقة 11 شهراً كاملاً.. جرت التحقيقات بإشراف المستشار هشام الدرندلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وباشر التحقيق عبدالرحمن حزين مدير نيابة الحوادث،
وقرر حبس المتهمين الخمسة 4 أيام جددها قاضى المعارضات 15 يوماً... البداية بمعلومة صغيرة وردت إلى العميد عرفة حمزة رئيس مباحث شمال الجيزة.. المعلومة جاءت بسيطة ومن كلمات مختصرة: «4 يهددون شاباً بالقتل فى إمبابة»..
بهدوء يتحرك رجال المباحث فى شمال الجيزة ويستدعون الشاب.. بعد ساعة من الاستجواب: «لماذا التهديد ومن هؤلاء الأشخاص»، وتأتى ردود ومبررات ضعيفة للتهديد بالقتل.. ويستمر الاستجواب لتظهر المفاجأة ويتحدث الشاب: السنة اللى فاتت عرفنا أنا و4 من أصدقائى أن سيدة فى العجوزة تعطى أموالا إلى البعض مقابل ردها بمبالغ مالية مضاعفة أو بنسبة فائدة عالية..
المهم توجهنا إليها وحصلنا منها على مبالغ مالية تجاوزت 50 ألف جنيه.. وأخذت هى إيصالات أمانة لتضمن حقها.. وحددت لنا موعداً لرد المبلغ وأخذ الإيصالات.. وفى الموعد تهربنا وطاردتنا بالاتصال لمدة شهرين..
وفى النهاية كانت واضحة وصريحة.. قالت.. سأتقدم بالإيصالات إلى النيابة العامة، وأنها ستحبسنا.. كان هناك حلان.. الأول أن ندفع لها أموالها أو نتخلص منها.. وكان «الأخير «مقلقاً»..ومزعجاً.. واتفقنا على الجريمة.. اتصلنا بها على هاتفها المحمول: «فلوسك جاهزة.. وعند صديق لنا فى الإسكندرية».
كانت مترددة - المتهم يواصل اعترافه - وأقنعناها أنها ستأخذ أموالها كاملة وبالفائدة التى حددتها.. وانتظرناها فى سيارة ملاكى.. وتوجهنا إلى طريق مصر إسكندرية الصحراوى.. الحوار كان هادئا وطبيعياً.. لكن الخوف ظهر على السيدة، وبدأت تتردد فى كلامها وتقول: «عايزة أرجع».. كنا قد اتخذنا القرار..
وبين مدينتى السادات ووداى النطرون طلبنا من السائق أن يتجه يميناً وبسرعة.. شعرت الضحية بـ«الخيانة».. حاولت أن تطلق صرخاتها.. كتمنا أنفاسها وخنقناها بشال.. حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ورقدت فى السيارة جثة هامدة.. دخلنا مسافة 700 متر فى الصحراء.. وصنعنا حفرة عمقها أكثر من متر ودفنا القتيلة بداخلها وغطينا عليها بالرمال وعدنا إلى إمبابة.
انتهت اعترفات الشاب وأخطر ضباط المباحث اللواءين محسن حفظى مساعد الوزير لأمن الجيزة وكمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة.. وبالاستعلام عن السيدة التى يتحدث عنها الشاب تبين أنها من إمبابة وأن شقيقها الأصغر حرر بلاغاً باختفائها فى 12 نوفمبر الماضى، وأن جهود البحث لم تتوصل إلى شىء..
استصدر رجال المباحث اذنا بضبط المتهمين الهاربين، واقتادت النيابة المتهم إلى مسرح الجريمة واستمر البحث ساعات ولم يظهر جديد.. وأرشد عن أماكن دفن، وتبين أنها ليست هنا.. يومان.. و
ألقى العميد فايز أباظة القبض على المتهمين الثانى والثالث.. واعترفا بالتفاصيل وانتقلت النيابة من جديد بصحبة المتهمين الثلاثة إلى صحراء مدينة السادات واستمرت عمليات البحث 3 ساعات كاملة، وبحضور رجال الأمن وكلاب بوليسية وطبيب شرعى.. وظهرت الجثة بعد 3 ساعات عندما قال أحد المتهمين: «احفروا هنا يا بيه.. تحت رجلى».. وحدث لتخرج الجثة هيكلاً عظمياً وعليها ملابسها التى كانت ترتديها ولكنها شبه ممزقة.
الجريمة كما يقول مصدر قضائى - طلب عدم ذكر اسمه - ستكون أركانها ضعيفة، وربما كان المتهمون سيحصلون على البراءة، لأن الاعتراف وحده لا يكفى للإدانة بمثل هذه الحالات من الجرائم.. وأن العثور على الجثة وبإرشاد من المتهمين أنفسهم دليل كاف على الإدانة وستغلظ المحكمة العقوبة ضدهم.
المتهمون الخمسة اعترفوا بالجريمة لرجال المباحث، وأمام النيابة وخرجوا جميعاً مكبلين بقيود حديدية إلى حجز قسم إمبابة ونظراتهم تقول إن «زلة لسان» أسقطتهم بعد 11 شهراً من الجريمة، ودون أن تظهر معلومة واحدة تقود رجال المباحث إليهم.. «زلة لسان».. كفيلة أن تلف حول رقابهم «حبل المشنقة».