ولد الجراح والصيدلي الأمريكي كروفورد لونج، في 1 نوفمبر 1815 في دانيلزفيل، مقاطعة ماديسون، بولاية جورجيا، والذي اشتهر بأنه أول من استخدم ثنائي إيثيل الإيثر في التخدير عن طريق الاستنشاق ورغم أن اكتشافه هذا ظل لسنوات عديدة لا يعلم به إلا عدد محدود من زملائه، إلا أن «لونج» يُعرف الآن بأنه أول طبيب استخدم الإثير في التخدير الجراحي.
حصل «لونج» على شهادة الطب من جامعة بنسلفانيا سنة 1839، وكان «لونج» قد لاحظ تشابه الخصائص الفسيولوجية لثنائي إيثيل «الإثير» مع خصائص أكسيد النيتروز التي شرحها همفري ديفي سنة 1800، فقام بتجربة لاستخدام الإثير لأول مرة «زي النهاردة» في 30 مارس 1842 أثناء عملية لاستئصال ورم من رقبة مريض يسمى جيمس فينابل في مدينة جيفرسون بولاية جورجيا ثم قام «لونج» لاحقًا باستئصال ورم آخر من فينابل مستخدمًا الإثير كمخدر.
كما أجرى عمليات بتر وولادة باستخدام التخدير بالإثير. وقد نُشرت نتائج هذه التجارب في الجريدة الطبية والجراحية الجنوبية، سنة 1849 وما زالت نسخة أصلية من العدد الذي نًشر فيه هذا البحث محفوظة في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب وفي 16 أكتوبر 1846.
أجرى وليم مورتون دون علم منه باكتشاف «لونج» تجربة، كان يظنها الأولى، لاستخدام الإثير في التخدير أمام مجموعة من الأطباء في مستشفي ماساتشوستس العام في بوسطن بولاية ماساتشوستس، ورم أن لوند كان قد أعلم بالفعل العديد من زملائه الجراحين باكتشافه، إلا أن مورتون كان أول من أجرى تجربة علنية للتخدير بالإثير.
وقد طلب لونج سنة 1854 من عضو مجلس الشيوخ الأمريكي وليم كروسبي داوسون رفع دعواه بالأسبقية في اكتشاف التخدير بالإثير إلى الكونجرس وقد توفي «لونج» في مدينة أثينا بولاية جورجيا في 16 يونيو 1878 وقد أطلق اسم لونج على مستشفي كروفورد لونج (التابع لجامعة إيموري) بوسط مدينة أطلنطا بولاية جورجيا سنة 1931، وظل المستشفي يحمل هذا الاسم 78 عامًا متتالية، حتى تغير اسمه سنة 2009 إلى «مستشفي جامعة إيموري بوسط المدينة» كما سمي باسمه كل من متحف كروفورد لونج بوسط مدينة جيفرسون بولاية جورجيا، والذي تأسس سنة 1957، ومدرسة كروفورد لونج المتوسطة في أطلنطا، ويوجد بمبنى الكابيتول الأمريكي تمثال لكروفورد لونج هو أحد تمثالين خُصصا للتعبير عن ولاية جورجيا. كما صدر طابع بريد يحمل صورته ضمن طوابع «سلسلة مشاهير الأمريكيين» سنة 1940.