x

شريف منير: ابتعدت 3 سنوات لأن مصر كانت عايشة في كابوس (حوار)

الأحد 29-03-2015 20:23 | كتب: سعيد خالد |
شريف منير شريف منير تصوير : اخبار

أكد الفنان شريف منير أن ابتعاده عن الساحة الفنية طوال الأعوام الثلاثة الماضية بسبب شعوره بالاكتئاب، نتيجة الأوضاع غير المستقرة التي عاشتها مصر، موضحا أنه يعود بمسلسل «ألف ليلة وليلة»، وهو عمل أسطورى يقدمه بصورة مبهرة تعتمد على الجرافيك والخدع البصرية، مشيراً إلى أن السينما تمر بظرف استثنائى، لذلك قرر الابتعاد عنها حتى تستعيد عافيتها من جديد.. وإلى نص الحوار:

■ بداية ما سر ابتعادك عن الأضواء طوال السنوات الماضية؟

- غبت 3 سنوات منذ أن قدمت مسلسل «الصفعة» مع المخرج مجدى أبوعميرة، لأننى كنت مكتئبًا، نتيجة لظروف البلد والكابوس الذي عاشته أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وكنت أشعر بحالة من عدم الرضا، وكنت في حالة من التوتر، والقلق، وقررت أن أبتعد، حتى تحدث معى رؤوف عبدالعزيز، ليعرض علىّ فكرة مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وكنت قد تعاونت معه مرة واحدة فقط في فيلم «ويجا»، وكان مديرًا لتصويره، وكنت أراه مجتهداً ومصوراً شاطر، وقدم لى تصورا متكاملا للعمل بملابسه وشخصياته وديكوراته حسب خياله، سواء القصر أو صالة العرش أو المركب، وشعرت بمدى تنظيمه، وسألته هل سأعمل في هذه الديكورات بالفعل؟، ورد علىّ نعم.

■ لكن ما المختلف في الحكاية الأسطورية؟

- هذا ما سألته لـ«رؤوف»، أيضًا وقتها، وقال لى: إن الموضوع هنا مختلف، وغير تقليدى، لأن القصة ليست مرتبطة فقط بشخصيتى شهريار وشهرزاد، لكن هناك فريق عمل كاملا، والقصة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، الأول متعلق بشهرزاد وشهريار وعلاقتهما بالقصر والمملكة، وتركيبته هو كقائد حربى للمملكة، ونشأته، لأن الأحداث تبدأ وهو طفل صغير وتنتقل إلى مرحلة الشباب وتعكس التغيرات التي طرأت على شخصيته وتغييراتها، وهناك «كاراكتر» سوف يجسده طفل وآخر لشاب وستكشف الأحداث هوية القائمين على هذه الشخصيات.

والثانى يتناول الحدوتة الأولى التي تقصها عليه «شهرزاد»، في نهاية يومه، ويعيش معها، وهى بطولة أمير كرارة، وهذه القصة سيكون لها مردود على العلاقة بينه وشهرزاد وعلى حياته بشكل عام، أما القسم الثالث المكون من آخر 15 حلقة فيتناول قصة جديدة بطلها آسر ياسين ولها علاقة بالقصتين السابقتين.

وبعدما عرض علىّ الملخص وقرأته وجدته عبقريا وغنيا ومليئا بالأحداث، وشعرت أننى أمام رواية عظيمة، وقلت له: ارسل لى الحلقات، وعشت معها واكتشفت أن الحوار عال جدًا، ولم أتردد ووقعت العقود، وأعتقد أننى أصور أهم مسلسل في حياتى.

■ هل ستتضمن الأحداث القصص المعتادة مثل علاء الدين وعلى بابا؟

- «ألف ليلة وليلة» وجبة متكاملة، «الجمهور هايلاقى كل اللى نفسه فيه»، لأن القصة تمزج بين السياسة والحب والكوميديا والاكشن والخيال، وكل طبقات وأعمار المجتمع سيقبلون على مشاهدة العمل، وبصراحة كل القائمين عليه لديهم تركيز عال جدًا على كيفية تنفيذه لأننا في زمن الجمهور عامة في مصر، والوطن العربى يشاهد الخدع بكل أشكالها، ومتابع جيد للتكنولوجيا من خلال أفلام هوليوود، ولن يقدم على مشاهدة تجربة تقدم له مستوى قليلا، وأعدهم بأنهم سيكونون أمام مفاجأة مبهرة.

■ العمل له 4 أبطال كيف ترى ذلك؟

- هذه الأمور بعيدة عن تفكيرى تمامًا، وكنت سعيدا منذ البداية بهذه التركيبة، وبوجود هذا الكم من الأبطال، ما يهمنى فقط أن «أتبسط» لأنى أقدم عملا جيدا وراقيا.

■ ألا تخش من مقارنة المسلسل بالتجارب التي سبقته؟

- يجب أن نتفق، بأن التقنية التي نعمل بها في هذا العمل اختلفت تمامًا عن آخر تقنية قدمت بها الفكرة، وفى رأيى أن المخرج فهمى عبدالحميد قدم في تجربته شكلا معينا لم يتطور حتى الآن، وظهر في مسلسل «سرايا عابدين» جزء بسيط من التقنية التي نلعب عليها، في الديكورات وتركيب الخلفيات، مثل جنينة سمك وبحر، وفى ألف ليلة وليلة السقف أصبح أعلى، ولدينا جرافيك مختلف تمامًا فلدينا بحر ومركب يتحرك، جبال، طيران، بساط ريح، ومعارك في أماكن لها شكل معين، بالإضافة إلى مصداقية الأماكن بالتصوير في أماكن حقيقية، ونصور مثلاً في جبال أطلس بأعلى قممه.

■ كيف جاءتك فكرة اللوك وترك لحيتك؟

- مخرج العمل كان يريدنى أن أركب «لحية» بالفعل، لكنى طلبت منه أن يمنحنى وقتا لإطالتها بدلا من تركيب مستعار، ومنذ عام لم أقصها، لأنى أفضل أن أكون على طبيعتى، وأرفض التقيد والتحكم بفكرة «اللحية» المستعارة، وأشعر معها وكأننى «متكتف» ومحكوم في انفعالاتى، وأخبرنى أن ذلك سيحرمنى من العمل في أي مشاريع أخرى، وكان ردى أننى ضد المشاركة في أكثر من عمل لموسم واحد، وبالفعل هذا حدث واعتذرت عنها.

■ لماذا ترتبط في تعاقداتك الأخيرة مع المنتج تامر مرسى دون غيره؟

- لأننى أرتاح في التعامل معه، لكننى حر في عملى وليس لدى عقد احتكار معه، كل ما في الأمر أن علاقتى به طيبة، يحبنى ويقدمنى بشكل محترم، ويقدم في هذا المسلسل تحديدا أضخم إنتاج منذ بدايته، لدرجة أن ملابس شخصيتى فقط في العمل تكلفت حوالى 25000 دولار، وتم استيراد القماش من الهند وصممت على يد محترف عالمى، وهو ما يعنى أنه يتعامل باحترافية في شغله.

■ بصراحة ألا تعتبر المسلسل مخاطرة بالتعامل مع مخرج في أولى تجاربه؟

- شعرى الأبيض يعنى الخبرة، ولدى القدرة على مدى تقييم ما إذا كان الشخص الذي يتحدث معى ينقل لى أحلاما صعب ان تتحقق أم لا.

■ هل بالفعل العمل مكون من 90 حلقة تعرض في 3 أجزاء؟

- وقعت عقود الجزء الأول، ولا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كنا سنصور أجزاء أخرى من المسلسل ام لا، والأمر متوقف على ردود فعل الجمهور وهم وحدهم من سيحددون إذا كنا هنكمل أم لا.

■ لك رأى ناقد فيما تقدمه الدراما المصرية هل تغير أم لا؟

- شعرت في رمضان الماضى بالاكتئاب، في كل التجارب التي تم تقديمها، كما أننا نعانى وبشدة من مشكلة في الكتابة والتنفيذ، تجعل المشاهد يشعر بأن كل الأعمال شبه بعضها، نعانى حالة تجاوز أتمنى أن نراجعها، الجمل الحوارية تعدت الحدود والأدب، تحت شعار المصداقية والواقع، وأؤكد أنه ليس كل ما يحدث في الواقع ينقل، الفن مهمته نقل الواقع بشكل مجمل حتى في رصده الأزمات والمعاناة، «مش ناقصة جمل حوارية سافلة وخارجة عن السياق»، احتراماً للناس، وهى حالة للأسف منتشرة حتى على مستوى التوك شو، وهو ما رصدته مع بدء عرض برنامج «لا سوستا» الذي صدمنى، رغم أننى أرى في أكرم الشرقاوى طاقة فنية عظيمة، ومن الممكن أن يقدم عملاً يخدم البلد ونفسه والفن والإعلام بوجه عام، لكن تناوله ألفاظا خارجة مرفوض، وكان في حلقة بالتحديد مع الراحلة مريم فخرالدين كانت خارج السياق تماما، استغل كبر سنها في تشويه الصورة العامة للمجتمع، وأتوقع الموضوع متواصل حتى الآن، لذلك أقول إن هناك حالة حياد بعيدة عن السياق، نعانى الانحراف في الدراما والحوار والتوك شو، طريقة الأداء مليئة بالتجاوزات، ويجب علينا الالتزام بالحدود التي يمكن أن تضعنا على الطريق الصحيح، في ظل التقدم السياسى الذي تعيشه الدولة حاليا.

■ هل تؤمن بنظرية المؤامرة ضد الدراما المصرية؟

- أنا مؤمن بأن هناك مخططا لضرب الدراما المصرية، من خلال الغزو التركى والهندى حاليًا، رغم أننى لا أقتنع بهما نهائيًا «ولا عمرها تدخل في دماغى بـ(نكلة)»، لأن الممثل عبارة عن شكل وتعبير وصوت، حينما تشاهد الممثل وتشعر بانفصال بين أدائه وصوته، لا يصبح الأمر تمثيلا، لكن الظروف الصعبة التي عاشها المصريون كانت سببا رئيسيا في قبولهم هذه الدراما بحثا عن وجوه جديدة وتمثيل مختلف وقصص يتعايشون معها، وإن أي شخص يبحث عن الشهرة والنجاح سواء في الغناء والتمثيل والتلحين والإبداع، يأتى إلى مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية