ركزت طائرات «التحالف العربى»، بقيادة السعودية، ضرباتها على البنى التحتية لجماعة «الحوثيين» الشيعية في اليمن، في الوقت الذي حذرت فيه جامعة الدول العربية من أن التدخل العسكرى سيستمر حتى انسحاب الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها و«تسليم أسلحتهم». ولليوم الرابع على التوالى، قصفت طائرات التحالف أهدافاً ومواقع عسكرية للحوثيين، المدعومين من إيران وحليفهم الرئيس السابق على عبدالله صالح، في عدة محافظات، خاصة صعدة، معقل الجماعة الشيعية بشمالى اليمن.
واستهدفت طائرات «التحالف العربى»، فجر أمس، مخازن أسلحة في صعدة، وأكدت مصادر محلية أن هجمات عنيفة استهدفت معسكر لواء مدفعية كهلان، الذي يعد من أكبر المعسكرات التي تحوى الأسلحة الثقيلة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين في صعدة، حيث تم تفجير مخازن أسلحة ومركبات، حسب مصادر محلية.
وقالت المصادر ذاتها إن محافظة صعدة تشهد انقطاعاً كلياً للتيار الكهربائى، مع استمرار هجمات التحالف عليها بشكل عنيف.
وفى عدن، ثانى أكبر مدن البلاد، أعلن مقاتلو «اللجان الشعبية» الجنوبية، الموالون للرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، أمس، سيطرتهم بالكامل على مطار عدن الدولى، بجنوبى اليمن، بعد مواجهات عنيفة نشبت مساء أمس الأول بين مسلحى اللجان والحوثيين بدعم من قوات موالية لصالح. وأفادت مصادر من اللجان الشعبية بأن المواجهات أسفرت عن مقتل 10 من المسلحين الحوثيين و6 من مسلحى اللجان، لكن مصدر عسكرى رفع المحصلة إلى 20 قتيلاً من الطرفين.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات بالدبابات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت في محيط مطار عدن، أمس الأول، إلى جانب اشتباكات متفرقة في مناطق دار سعد والمنصورة والشيخ عثمان بعدن. وأشارت المصادر إلى أن بعض القذائف وصلت إلى الأحياء السكنية، مؤكدين أن هذه الاشتباكات ليست كسابقاتها، فهى «الأعنف»، على حد تعبيرهم، كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن «حرب شوارع» تدور في منطقة كريتر، أحد الأحياء السكنية في المحافظة.
وأفادت مصادر من اللجان الشعبية بأنهم أسروا 17 من المقاتلين الحوثيين في محيط مطار عدن، بعدما أشارت اللجان إلى أنها تمكنت، مساء أمس الأول، من التصدى لقوة عسكرية للحوثيين قادمة من منطقة صبر بمحافظة لحج المجاورة، لدى محاولتها التقدم لعدن من الجهة الشمالية لدعم عناصرها بالمطار.
كانت اللجان الشعبية دعت المواطنين في الأحياء القريبة من المطار، في وقت سابق، أمس الأول، إلى «البقاء في منازلهم، حفاظًا على أرواحهم من المواجهات» التي قال بيان للجان إنها «ستندلع من أجل السيطرة على معسكر بدر التابع للجيش، ويضم كتيبة في اللواء 31 مدرع»، ولاحقاً أشارت اللجان إلى أنها فرضت سيطرتها على المعسكر.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر طبية يمنية بأن حصيلة ضحايا الانفجارات التي وقعت، أمس الأول، في مخازن السلاح بمعسكر جبل حديد في عدن ارتفعت إلى نحو 150 قتيلا و140 مصاباً.
وفى غياب قوات الأمن في عدن، تفرض مجموعات مسلحة تتجول في بعض الأحيان على متن دبابات هجومية سلطتها في المدينة الغارقة في حالة من الفوضى الكاملة ويسمع فيها إطلاق النار ودوى الانفجارات. وأغلقت المحال التجارية في معظم الأحياء، بينما تسيطر فصائل متناحرة على محاور الطرق الرئيسية، في حين شكل متطوعون شباب لجاناً للدفاع عن أحيائهم.
وفى صنعاء، أكد مصدر عسكرى أن غارات جوية للتحالف العربى استهدفت مقراً للحرس الجمهورى اليمنى المتحالف مع الحوثيين، مما أدى إلى مقتل 15 جندياً وإصابة 18 آخرين، فيما تعرض مدرج مطار صنعاء، الذي يسيطر عليه الحوثيون، لقصف من قبل طائرات حربية، ليل أمس الأول، مما تسبب في تعطيله، حسب مصدر ملاحى.
كانت شبكة «سكاى نيوز عربية» أفادت بأن طائرات التحالف العربى قصفت، في وقت متأخر، أمس الأول، معسكرات قوات تابعة لصالح في الصمع وأرحب شمالى صنعاء، كما واصلت قصف قاعدة الديلمى الجوية ومطار صنعاء.
وفى غضون ذلك، استولى مسلحون قبليون موالون لهادى، صباح أمس، على 5 مركبات، وأسروا من فيها من مسلحى الحوثى، في اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمحافظة شبوة، شرقى اليمن، حسب مصادر محلية.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصدر قبلى قوله إن 50 مسلحاً حوثياً قتلوا في اشتباكات عنيفة مع مسلحى القبائل في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، مشيرا إلى أن 2 من مسلحى القبائل قتلا خلال الاشتباكات.
جاء ذلك فيما شن طيران عملية «عاصفة الحزم»، التي تقودها السعودية، غارات استهدفت طريق إمداد لمسلحى الحوثى في منطقة عقبة القندع، الواقعة بين محافظتى شبوة والبيضاء في اليمن، حسب مصدر قبلى، بينما قال شهود عيان إن 15 شخصاً أصيبوا خلال الساعات الماضية جراء شظايا مضادات الطيران التي أطلقها مسلحو الحوثى باتجاه طائرات التحالف في مدينة الحديدة، غربى اليمن.
وفى تلك الأثناء، أعلن مسؤول في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، أن الضربات الجوية بقيادة السعودية أسفرت عن مقتل 35 شخصاً وإصابة 88، أمس الأول، في صنعاء وصعدة والحديدة، بعد يوم من تصريح للمتحدث باسم التحالف العربى، اللواء الركن أحمد العسيرى، قال فيه إنه تم تدمير معظم الصواريخ التي بحوزة الحوثيين وحلفائهم، وأضاف: «مستمرون في استهداف هذه الصواريخ حيثما وجدت».