x

«جارديان» الإنجليزية: مصر والجزائر تلعبان «كرة قدم سياسية»

الأحد 08-11-2009 16:01 | كتب: محمد يحيى |

تحت عنوان «الجزائر ومصر تلعبان كرة قدم سياسية» نشرت صحيفة «جارديان» الإنجليزية مقالاً مطولاً عن الأحداث المصاحبة لمباراة المنتخب الوطنى مع نظيره الجزائرى المقررة، السبت المقبل، باستاد القاهرة فى الجولة الحاسمة لتصفيات كأس العالم 2010 ضمن مباريات المجموعة الثالثة. وأشار المقال إلى أن كرة القدم لعبة جميلة لكن المباريات الدولية غالباً ما تشهد بعض المباريات الكبرى، والتى تسعى الفرق التى تشارك فيها إلى الهيمنة الإقليمية والعالمية، ولكنها غالباً ما تكون محفوفة بجيش من الجماهير المتعصبة والتى تحول المباراة إلى مسيرة للدفاع عن شرف وهيبة الأمة.
وأضافت الصحيفة: كرة القدم لديها القدرة على الجمع بين النقيضين الأفضل والأسوأ من المنافسة الشريفة القائمة على الود والتشجيع المثالى إلى الأسوأ وهو نقلها إلى منافسة قبلية، مغالاة فى حب الوطن.وفى المسرح الأفريقى لكرة القدم احتدمت الأمور، بعد اشتعال الصراع بين الفرق على حجز إحدى التذاكر الخمس المخصصة للقارة السمراء فى المونديال، بالإضافة إلى تذكرة إضافية، هذه المرة، بسبب إقامتها فى جنوب أفريقيا، واشتعلت حرب باردة بين قوتين من أفضل من يلعب كرة القدم فى أفريقيا هما مصر والجزائر، أو كما يطلق عليهما صراع الفراعنة وثعالب الصحراء، بحثاً عن مكان وسط جبابرة كرة القدم فى العالم، والتى تحولت من خلال الأجواء المحيطة بها إلى مباراة «حياة أو موت»، خصوصاً أن الصراع نفسه تكرر قبل 20 عاماً وتحديداً عام 1989 فى تصفيات كأس العالم 1990. وشددت الصحيفة على أن الجيوش من الجماهير والصحفيين والقراصنة تم حشدها لإثارة الرعب فى قلوب المنافس حتى إن إحدى شركات المياه الغازية فى مصر أطلقت حملة لحشد الجماهير تحت عنوان «فاكر 1989» لمؤازرة منتخبها الوطنى. وأكدت الصحيفة أن الجانبين يتبادلان الاتهامات بالبعد عن اللعب النظيف، حتى إن بعض شركات الطيران الجزائرية أكدت أن هناك حركة تقييد لانتقال الجماهير الجزائرية إلى مصر قبل المباراة.
ونقلت الصحيفة عن بعض المراقبين الدوليين مخاوفهم من انتقال الصراع خارج ملعب كرة القدم، وحدوث إصابات بين الجماهير العاديين، مما دعا لتدخل وزيرى الخارجية فى مصر والجزائر للاتفاق على حل لتهدئة الأجواء، وأن بعض نشطاء السلام فى كلا البلدين حاولوا إنقاذ الموقف وتهدئة الأجواء، كما قامت صحيفة «المصرى اليوم» بإطلاق مبادرة تحت عنوان «وردة لكل جزائرى»، فضلاً عن اللقاء الذى جمع بين بعض الصحفيين من مصر والجزائر فى الجزائر لبحث سبل تهدئة الأجواء وتبادلوا الورود للتأكيد على التضامن والمحبة بين البلدين الشقيقين. وطرحت الصحيفة تساؤلاً: هل التوترات السائدة بين مصر والجزائر على هامش المباراة مجرد أحداث مصاحبة للقاء، أم أنها كرة القدم السياسية أو إن شئت القول عداوة أعمق؟
ونقلت الصحيفة عن أحد المتابعين لها على المنتديات ويدعى «براين أوليفر» أن التحفز بين الجانبين المصرى والجزائرى يبدو وكأنهما يظهران مشاعرهما من خلال كرة القدم، وقال: «مصر بدت متغطرسة ومنعزلة على نفسها فى أواخر الخمسينيات فى الوقت الذى كانت تحاول فيه بعض البلدان الأفريقية الحصول على استقلالها وليست من ضمنها مصر، وأن هناك سجلاً دموياً بين البلدين فى تلك الفترة».
إلا أن الصحيفة صححت ما قاله «أوليفر» بالتأكيد على أن مساهمة مصر عن طريق رئيسها الأسبق جمال عبدالناصر فى ثورة الجزائر كانت سبباً فى اتفاق فرنسا مع إنجلترا وإسرائيل لشن العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وأن هذه الواقعة يقدرها الجمهور الجزائرى لمصر وعبدالناصر، وأكدت الصحيفة أن الفترة الوحيدة التى توترت فيها العلاقة بين مصر والبلدان العربية ومن بينها الجزائر كانت عندما أقيم السلام مع إسرائيل إلا أن هذه الأزمة أسدل الستار عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك الكثير من أوجه الشبه بين البلدين فى الجهات السياسية والثقافية.
واختتمت الصحيفة مقالها بأن العلاقات المصرية الجزائرية لا يمكن تحطيمها عن طريق مباراة كرة قدم وأن الصراع لن يخرج من ملعب الكرة، الذى تسعى من خلاله مصر لاستغلال ما يسمى بـ«لعنة الفراعنة» والتأهل إلى المونديال الذى شاركت فيه مرتين فقط عامى 1934 و1990، لتأكيد سيطرتها على كرة القدم الأفريقية من خلال المنافسة على المستوى العالمى.
فيما تسعى الجزائر لإعادة أمجادها السابقة فى كرة القدم من خلال الجيل الحالى من اللاعبين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية