x

«معهد واشنطن»: مصر لم تكن متلهفة لتكرار تدخل عسكري «مكلف للغاية» في اليمن

السبت 28-03-2015 14:19 | كتب: مينا غالي |
العملية العسكرية باليمن العملية العسكرية باليمن تصوير : أ.ف.ب

اعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قرار انضمام مصر للحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن «يعكس رغبة القاهرة في التصدي لسيطرة الحوثيين على الملاحة البحرية في باب المندب، كما يثبت تلبيتها لوعدها بمساعدة حلفائها في الخليج العربي على مقاوة طموحات الهيمنة الإيرانية».

وذكر المعهد، في تقرير كتبه الباحث في الشأن المصري إريك تراجر السبت، إن مصر لم تكن في لهفة للدخول في الصراع الحالي لأن تدخلها العسكري السابق في اليمن كان مكلفًا للغاية، فخلال الحرب الأهلية اليمنية التي دارت في الفترة من 1962 وحتى1970 قُتل حوالي 26000 جندي مصري خلال محاربتهم الملكيين المدعومين من المملكة العربية السعودية، مضيفًا «وتخاطر مصر من خلال دخولها في الصراع الحالي، ببسط قواتها بصورة ضعيفة، لأنها تحارب بالفعل الجهاديين الذين يدورون في فلك تنظيم (داعش) في كل من ليبيا وسيناء».

وأشار «تراجر» إلى أن استيلاء الحوثيين على عدن في 25 مارس، أجبر القاهرة على التصرف على ما يبدو، فمن وجهة نظر مصر، إن سيطرة الحوثيين على المدينة الساحلية في جنوب غرب اليمن تهدد حركة الملاحة البحرية في باب المندب، المضيق الذي يربط البحر الأحمر مع خليج عدن.
ولفت إلى أن القاهرة تقلق من أن الحوثيين قد يهددون حركة الملاحة في قناة السويس، التي كانت ومازالت إحدى سيول عائدات الحكومة المصرية الأكثر موثوقية، فقد تم جمع أكثر من 5.4 مليار دولار من عائدات القناة في عام 2014 وحده، كما أنه من المتوقع أن تقوم القناة الثانية التي تعمل مصر على حفرها حاليًا، بزيادة الإيرادات إلى 13.5 مليار دولار في عام 2023.

وتابع «لهذا السبب، من المرجح أن تلعب القوات البحرية المصرية دورًا مركزيًا في استراتيجية الحكومة تجاه اليمن. وكانت القوات البحرية المصرية والسعودية تستعد لمواجهة محتملة مع الحوثيين، لذا ركزت التمارين التي أُجريت الشهر الماضي في البحر الأحمر على قابلية التنسيق البيني، بالإضافة إلى ذلك، يقال إن مصر أرسلت صباح الخميس أربع سفن حربية عبر قناة السويس باتجاه باب المندب، وقد يكون هدف القاهرة فرض حصار حول اليمن بعد وصول سفنها الأثقل في الأسبوع المقبل».

واعتبر «تراجر» انخراط مصر في الصراع في اليمن يتيح للرئيس عبدالفتاح السيسي الوفاء بوعده الذي كثيرًا ما ذكره للمساعدة في حماية حلفاء مصر في الخليج، الذين قدّموا للقاهرة ما يقرب من 23 مليار دولار منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013، حيث أنه بعد وقت قصير من توليه منصبه في يونيو عام 2014، أعلن أن أمن الخليج «جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري» كما دعا إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة للدفاع عن الخليج في وجه التهديدات الإقليمية، وفي حين أن التحالف الذي تقوده السعودية سوف يبلور استراتيجية مصر تجاه اليمن.

وشدد على أنه لدى واشنطن مصلحة قوية في مساعدة مصر على النجاح في اليمن، حيث تعتمد القوات العسكرية الأمريكية على عبور آمن من خلال مضيق باب المندب لدعم جهود التحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، فضلاً عن الحفاظ على وجودها في المنطقة على نطاق أوسع.

وواصل «بالإضافة إلى ذلك، أعلنت إدارة أوباما عن دعمها لقوات التحالف التي تقودها السعودية والتي تهدف إلى استعادة السلطات الشرعية في اليمن«ومن المرجح أن تكون مصر لاعبًا رئيسيًا في هذا الجهد.»

واعتبر الباحث السياسي، دخول مصر في الصراع، يمثل فرصة هامة لتوضيح سياسة الولايات المتحدة تجاه القاهرة وتحسين العلاقات الثنائية التي كانت متوترة منذ الإطاحة بمرسي، وأنه «من خلال إرسال طائرات مقاتلة من طراز F-16 وصواريخ هاربون التي تم حجبها منذ أكتوبر 2013، بإمكان واشنطن أن تؤكد شراكتها مع مصر وتجهز القاهرة بالأسلحة التي تحتاجها من أجل تعزيز المصالح الأمنية المشتركة في المنطقة، ومن خلال دعم المشاركة المصرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية