قال الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، اريك تراجر، إن مشاركة مصر في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن فرصة هامة لتوضيح الولايات المتحدة سياستها تجاه مصر وتحسين العلاقات بين القاهرة وواشنطن ودعم مصالح الخليج الأمنية.
وأضاف «تراجر» المتخصص في الشؤون المصرية أن مشاركة مصر في «عاصفة الحزم» يعكس اعتبارين رئيسيين، أولهما مواجهة التهديدات المحتملة التي يمثلها الحوثيون للأمن البحري في البحر الأحمر، وثانيهما مساعدة دول الخليح في التصدي لطموحات إيران في الهيمنة على المنطقة.
وتابع الباحث الأمريكي أن سيطرة الحوثيين على الجنوب الغربي من مدينة عدن يهدد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وهو ما أثار مخاوف مصر من أن ذلك قد يهدد حركة الملاحة في قناة السويس.
وأشار إلى استعداد القوات البحرية المصرية والسعودية لأي مواجهة محتملة مع الحوثيين خلال المناورات البحرية المشتركة التي جرت الشهر الماضي.
ويرى الباحث الأمريكي أن من مصلحة واشنطن دعم نجاح مصر في اليمن، مضيفًا أن الجيش الأمريكي يعتمد على المرور الآمن في باب المندب لدعم جهود قوات التحالف الدولي في محاربة داعش والحفاظ على الوجود الأمريكي في المنطقة بصفة عامة.
وكانت الادارة الامريكية قد اعلنت دعمها للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن ومن المرجح ان تلعب مصر دورا مركزيا في تلك الجهود.
ويرى «تراجر» أن مشاركة مصر تمثل فرصة هامة لتوضيح الولايات المتحدة سياستها تجاه مصر بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين الدولتين قبل نحو عامين، لافتًا إلى أن واشنطن تستطيع من خلال إرسال الطائرات إف-16 وصواريخ هاربون التي تم حجبها منذ أكتوبر 2013 تأكيد الشراكة مع مصر ودعمها لتحقيق مصالح الامن المشتركة في المنطقة.
وأكد أن «الإدارة الأمريكية تستطيع من خلال تعزيز مشاركة مصر في عاصفة الحزم التأكيد لحلفاء أمريكا من العرب أنها لا تتخلى عنهم حتى وهي تسعى إلى إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي».