x

السودان يختار سياسة «التكيف المرن» في عاصفة الحزم

الجمعة 27-03-2015 21:45 | كتب: اخبار |
عمر البشير عمر البشير تصوير : other

لم يكن الموقف السودانى الرسمى الداعم للسعودية فى حملتها العسكرية «مفاجئاً»، إذ سبقه مجموعة من الدلائل التى تؤشر على أن نظام الخرطوم بدأ يميل فى رهاناته الإقليمية، ولو «بصيغة مرحلية»، لصالح دول الخليج وبخاصة السعودية.

فقبل «عاصفة الحزم» بيوم واحد خرج الرئيس السودانى عمر البشير إثر لقائه مع الملك سلمان بن عبدالعزيز بتصريح مفاده «أن أمن السعودية خط أحمر لدى السودان»، وذلك فى مؤشر واضح على حالة الانفراج فى العلاقات بين البلدين التى بدأت نذرها منذ سبتمبر 2014، عندما قررت الخرطوم إغلاق المركز الثقافى الإيرانى وفروعه لديها.

ضغوطات متصاعدة

لا يمكن فهم الاتجاه العام السودانى لفك الارتباط مع إيران والرهان على السعودية وحلفائها إلا فى سياق تشابك خطوط الضغوط الداخلية والخارجية على نظام البشير. فداخلياً، يواجه النظام السودانى استحقاقاً رئاسياً فى إبريل 2015، رشح فيه حزب المؤتمر الوطنى الحاكم البشير لولاية جديدة. ورغم أن النظام يخضع لضغوط من المعارضة التى تطالب بعض أحزابها (مثل حزب الأمة) بتأجيل الانتخابات أو مقاطعتها (مثل الحزب الشيوعى السودانى) على غرار انتخابات 2010، ريثما يتم تشكيل حكومة انتقالية تدير الانتخابات بحيادية.على أن التحدى الاقتصادى قد يكون الأكثر ضغطاً على نظام البشير، إذ إنه يمثل محفزاً للاحتجاجات، خاصة من الطلاب والحركات الشبابية، كما جرى فى عام 2013.

وخارجياً، سعى السودان لاستغلال الصعود الإسلامى بعد الثورات العربية، ولاسيما فى ظل امتلاك نظام البشير الإسلامى علاقات مع جماعات إسلامية منذ اعتلائه السلطة فى عام 1989، عبر بناء شراكات إقليمية، وخاصة مع قطر بخلاف اتجاه الخرطوم لتوطيد علاقاتها مع طهران، خاصة فى الجانب الأمنى والعسكرى. ورغم أن الخطاب السودانى الرسمى دأب على التأكيد أن علاقته مع إيران ليست خصماً من رصيده مع الخليج، إلا أنه بدا خطاباً غير مقنع دون خطوات تنفيذية.

وقد تصاعدت الضغوط، خاصة فى جانبها الاقتصادى، من السعودية على الخرطوم، عندما قررت الأولى فى فبراير 2014 وقف التعامل مع البنوك والمصارف السودانية، ما شكل جرس إنذار للخرطوم بأن الإيرادات التى تجنيها من غالبية صادراتها لدول الخليج خاصة من الماشية قد تتضرر، بخلاف أن الاستثمارات السعودية التى تصل إلى ما يقرب من 13 مليار دولار فى 590 مشروعاً.

استجابات سودانية

فى مواجهة الضغوط الاقتصادية، والتغير فى مسارات التحالفات الإقليمية بعد 30 يونيو بدأ السودان فى تغيير مسارات تحالفاته الإقليمية، فى محاولة لاستجلاب الدعم المالى لتأمين بقاء النظام، وقدرته على مواجهته للأوضاع الاقتصادية المتردية.

وتوطد رهان السودان على السعودية مع زيارة الرئيس البشير للرياض قبل يوم واحد من الضربات ضد الحوثيين، التى أعقبها تعهد للملك سلمان بن عبدالعزيز ببذل الجهود لرفع العقوبات كلياً عن السودان، كما أمر صناديق التمويل والمستثمرين بتقديم الدعم للخرطوم، وتلا ذلك مشاركة سودانية عسكرية بثلاث طائرات فى «عاصفة الحزم»، والإعلان عن النية للمشاركة بقوات برية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية