«حينما يتعرض الأمن القومي العربي لتهديد حقيقي ونُستدعى، فهي مسافة السكة»، هكذا قال المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، في لقاء تليفزيوني، مايو 2014، في إشارة منه إلى أن مصر ملتزمة بحماية الأمن القومي العربي والخليجي.
«مسافة السكة»، جملة كررها السيسي، في مناسبات عديدة، من قبل أن يصبح رئيسا، ولم يتخل عنها بعد وصوله إلى الحكم.
آخر المناسبات التي أكد فيها الرئيس على أن «أمن الخليج خط احمر لا يمكن المساس به»، كان خلال افتتاحه لقمة شرم الشيخ الاقتصادية في منتصف الأسبوع الماضي.
و قبل مرور عام على وعد السيسي بحماية الأمن القومي العربي والخليجي، وتحديدًا، أمس، 25 مارس 2015، طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الدول العربية بالتدخل عسكريًا في بلاده، لإنقاذها من الميليشيات الحوثية، وحماية الشرعية والشعب اليمني.
وعلى الفور استجابت 5 دول خليجية «السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، والكويت» لطلب الرئيس اليمني، وأعلنت مساء الأربعاء، عن عملية عسكرية تسمى «عاصفة الحزم»، لتخليص اليمين من الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران.
وبدأت العمليات الجوية منذ الساعات الأولى الخميس، شاركت فيها أكثر من 185 طائرة عسكرية موزعة على 10دول النصيب الأكبر فيها كان للملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف.
من جانبه، أوفى «السيسي» بوعد «مسافة السكة»، وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، أنها تُنسق مع المملكة العربية السعودية للمشاركة بقوة جوية وبحرية وبرية في اليمن، إذا لزم الأمر.
وقالت «الخارجية» في بيان، الخميس: «تعلن جمهورية مصر العربية دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابةً لطلبها، وذلك انطلاقاً من مسئولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي، وجار التنسيق حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف، وذلك دفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظاً على وحدة أراضيه وصيانةً لأمن الدول العربية الشقيقة».
كما أكد سامح شكري، وزير الخارجية، خلال الكلمة التي ألقاها، الخميس، في اجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة العربية، دعم مصر الكامل للمؤسسات الشرعية في اليمن، مشددا على أن مصر ستدعم العملية العسكرية في اليمن سواء جوًيا أو بحريًا أو بريًا إذا لزم الأمر.
وأضاف «شكري»: «عملية (عاصفة الحزم) جاءت بعد اختطاف اليمن، وإقصاء أبنائه»، متابعًا: «ما تشهده اليمن لم يكن ليقف على حدودها، وخطر الإرهاب يستدعي اتخاذ تدابير فعالة للتصدي لهذه الظاهرة وتجفيف منابعها».
كما ذكرت مصادر بقناة السويس أن 4 قطع حربية مصرية دخلت قناة السويس في طريقها للبحر الأحمر للمشاركة في عمليات تأمين خليج عدن.
وأضافت المصادر، لوكالة الأنباء، رويترز، أن زورقي صواريخ ومدمرتين دخلت قناة السويس من بورسعيد، ومن المتوقع أن تصل البحر الأحمر مساء الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مسؤوليين بقناة السويس، تحرك 4 سفن مصرية إلى خليج عدن.