x

بالفيديو والصور .. مصر واليمن .. هل يُعيد السيسي خُطى عبدالناصر (تقرير)

الخميس 26-03-2015 19:37 | كتب: محمود الواقع |
العملية العسكرية باليمن العملية العسكرية باليمن تصوير : أ.ف.ب

أعلنت الخارجية المصرية، اليوم، دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، وتحالف أكثر من عشر دول دعماً للحكومة الشرعية في اليمن.

وأوضح بيان لوزارة الخارجية أن الحكومة المصرية تجري التنسيق حالياً مع المملكة ودول الخليج الشقيقة، بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل التحالف، وذلك دفاعاً عن أمن واستقرار اليمن، وحفاظاً على وحدة أراضيه، وصيانةً لأمن الدول العربية الشقيقة.

الإعلان المصري عن تنسيق لمشاركة قوات برية وجوية وبحرية مصرية، يعيد للأذهان المشاركة المصرية في حرب اليمن في أوائل ستينيات القرن الماضي، والتي خسر فيها مصر نحو 5 آلاف جندي ونحو 200 مليون جنيه، حسب كتاب «اليمن الحرب المجهولة» للكاتب البريطاني دانا أدمز شميت.

الثورة اليمنية 1962

في العام 1962، اندلعت الثورة اليمنية ضد الحكم الملكي للإمام البدر، بقيادة الدكتور عبدالرحمن البيضاني، واستعانت الثورة بالعسكريين لتنفيذ مهمة وضع خطة «خلع الإمام» في ألمانيا.

وسافر «البيضاني» إلى القاهرة، عارضًا الخطة على الرئيس المصري حينها جمال عبدالناصر، والذي وافق على دعمهم.

خلع الملك بمساعدة مصرية

نفذت خطة الإطاحة بالإمام البدر، وهرب من العاصمة إلى مدينة «حجة» شمال اليمن، مستنجدًا بالقبائل في مواجهة الجيش، ومع تطور الأحداث، دعمت عدة دول الإمام الهارب، أهمها السعودية التي حركت قواتها إلى حدود اليمن، وأرسلت مساعدات إلى القبائل، كما تدخل الأردن وبريطانيا، التي أرسلت قوات عسكرية في الجنوب.

في المقابل، دخلت مصر لحماية «الثورة»، وأرسل «عبدالناصر»، حوالي 55 ألف جندي، حسب كتاب ذكريات حرب اليمن، للواء محمود عادل أحمد، واستمر القتال لسنوات تكبدت فيها مصر خسائر كبيرة، حيث قُتل 5 آلاف مصري، بينما تكبدت القوات السعودية التي حاربت بجانب «الإمام المخلوع» ألف قتيل.

دور القوات الجوية المصرية

في يناير 1964، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء. فقامت ناقلات «الأنتونوف إيه إن – 12» المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة.

وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية والجمهورية اليمنية بملايين الدولارات وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكو بتجديد مطار «الروضة» الحربي خارج صنعاء.

كما شاركت القوات الجوية المصرية في العمليات العسكرية على القوات الملكية المدعومة من السعودية.

تعاون الطيران السعودي والطيران الأردني

في أثناء الحرب، قامت المملكة العربية السعودية والأردن بعقد اتفاقية للدفاع المشترك والتعاون العسكري عُرفت باتفاقية «الطائف»، وذلك بسبب حوادث لجوء بعض الطيارين السعوديين إلى مصر بسبب رفضهم قصف المواقع المصرية في اليمن.

لجأ السعوديون إلى الأردن للقيام بالغارات الجوية، وذهب وفد عسكري أردني إلى السعودية يرأسه قائد الجيش «حابس المجالي» ومعه قائد سلاح الجو «سهل حمزة» للاتفاق على تفاصيل الضربة الجوية التي سيقوم بها طيارون أردنيون. وكانت الأهداف التي يجب ضربها مطارات صنعاء، الحديدة، وتعز، وتدمير الطائرات والمعدات الموجودة، السفن المصرية في البحر الأحمر المتجهة والعائدة من اليمن، إذاعة صنعاء، محطة الاتصالات اللاسلكية، قلعة حجة، إذاعة تعز، وميناء الصليف شمال مدينة الحديدة.

وبسبب طول المسافة وصغر سعة خزان وقود الطائرات، تم الاتفاق على ضرب الأهداف ثم الاتجاه إلى القاعدة العسكرية البريطانية في عدن لإعادة التزود بالوقود وإكمال تسليح الطائرات وفي طريق العودة يتم ضرب أهداف أخرى.

وفي أثناء زيارة الوفد العسكري، غادر قائد سلاح الجو الأردني- سهل حمزة- السعودية إلى عمّان بدون إبداء الأسباب وكان في نيته مقابلة العاهل الأردني لمناقشته في جدوى الأمر، وعندما لم يستطع مقابلته، قرر التوجه بطائرته إلى القاهرة لمقابلة عبدالناصر، وفق ما رواه سهل حمزة لبرنامج «زيارة خاصة» لقناة الجزيرة الفضائية.

الخسائر المصرية

شاركت مصر بحوالي 55 ألف جندي، فيما استمر القتال لسنوات تكبدت فيها خسائر كبيرة في أرواح أبنائها، قتل 5 آلاف مصري، بينما تكبدت القوات السعودية التي حاربت بجانب الإمام المخلوع فقط قرابة ألف قتيل، ورغم نجاح القوات الجمهورية في حسم المعارك في الأخير عام 1970، إلا أن مصر كانت أكبر الخاسرين، فقد استنزفت الحرب القوات المصرية والتي كانت من أهم أسباب حدوث نكسة يونيو عام 1967.

نهاية الحرب

بحلول عام 1967، تركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة، تعز، وصنعاء للدفاع عنه. بينما قامت القوات الجوية بقصف مواقع في جنوب السعودية وشمال اليمن. وفي أغسطس، قام عبدالناصر باستدعاء 15 ألف جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في حرب ذلك العام مع إسرائيل، حسب المؤرخ العسكري جمال حماد.

وفي مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذي عُقد بعد الحرب، أعلنت مصر أنها مستعدة لسحب قواتها من اليمن. واقترح وزير الخارجية المصري محمود رياض إعادة إحياء اتفاق جدة لعام 1965، وقبل الملك فيصل الاقتراح، ووعد البدر بإرسال قواته للقتال مع مصر ضد إسرائيل. ووقع عبدالناصر والملك فيصل اتفاقية تنص على سحب القوات المصرية من اليمن ووقف المساعدات السعودية للملكيين وإرسال مراقبين من ثلاث دول عربية محايدة هي العراق، السودان، والمغرب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية