x

«مسلم»: نظامنا السياسي لديه نوايا طيبة تجاه الإعلام لكن لا يملك رؤية حقيقية له

الأربعاء 25-03-2015 15:12 | كتب: محمد كامل |
تصوير : علي المالكي

قال محمود مسلم، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، إن القيم هي الحاضر الغائب في كل تصرفات المجتمع، وذلك في ظل تتابع الأحداث والتي أدت إلى عدم وجود عمل إعلامي بشكل منهجي، مشيرًا إلى أن «الإعلام ليس وحده المسؤول عن السلام المجتمعي، لكنه يمتلك الأدوات الأكثر والأسرع تأثيرًا عن الأدوات الأخرى كالتعليم».

وأضاف «مسلم»، خلال المائدة المستديرة التي نظمتها كلية الإعلام جامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة جيهان رشدي، عميدة الكلية، وأدارها الدكتور شريف اللبان، وكيل الكلية، الأربعاء، أن «لدينا نظاما سياسيا لديه نوايا طيبة تجاه الإعلام، لكنه لا يملك رؤية حقيقية للإعلام، بالإضافة إلى أن السلطة لا تؤمن حتى الآن بتداول المعلومات»، مشيرًا إلى أن موظفى الدولة مازالوا يتعاملون مع المعلومة على أنها للمنع والحجب لا للإتاحة.

وأوضح رئيس التحرير أن عددا من الإعلاميين يستفيد من عدم وجود منظومة مهنية من الدولة ويرتكبون جرائم إعلامية دون محاسبة، مضيفًا أن «بعض الإعلاميين يمثل النجاح بالنسبة لهم اشتباك ضيفين مع بعضهما البعض أو ترك أحدهما الحلقة، كما تسبب عدد من الإعلاميين فى وجود أزمات دبلوماسية مع دول مختلفة».

وتابع: «نحن نعاني من حرب وجود ومؤامرات حقيقية ونجد إعلاما يخرج بمناقشات زنا المحارم وقضايا إحدى الراقصات، وهو نوع من أنواع التغييب للجمهور»، مشددًا على أن الدولة هي الخاسر الأكبر من تغييب الشعب عن أولوياته واهتماماته، لأن الحرب الدائرة حرب وجود.

وأشار «مسلم» إلى «إننا بحاجة إلى إعلام مهني وليس إعلاما وطنيا، لأن الإعلام المهني له تعريف ومعايير محددة وواضحة على عكس فكرة الإعلام الوطني الذي يكون البديل له الخيانة، وهو أمر لا يمكن قبوله»، موضحًا أن هناك مشكلة لابد من دراستها خلال الفترة المقبلة وهي تأثير الـ«فيس بوك» على الإعلام والصحافة.

ورفض انتقاد الصحف الخاصة واعتبارها صحف رجال أعمال، بقوله: «الصحافة الخاصة قدمت دورًا كبيرًا في المجتمع على الرغم من كونها في منافسة غير متكافئة مع الصحف القومية، التي تستطيع طباعة أي عدد من ورقات الصحف وقدمت لها الحكومة خلال الأيام الماضية 350 مليون جنيه على عكس الإعلام الخاص».

ولفت رئيس التحرير إلى أن «أحد كتاب (المصرى اليوم) كتب مقالا ضد المهندس نجيب ساويرس، وهو أحد ملاك الجريدة، ومن قبله مقالا ضد المهندس صلاح دياب، وهو أحد أكبر الملاك أيضًا، ولم يتخذ ضده أي قرار، وإنما مستمر في كتابة مقالاته، وهنا أتحدى أن يحدث ذلك في الصحف القومية إذا كتب أحد المقالات ضد رجال الدولة أو حتى أعضاء المجلس الأعلى للصحافة».

من جانبها، انتقدت الدكتورة عواطف عبدالرحمن، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، التشريعات الإعلامية بالبلاد، قائلة: «حتى الآن التشريعات الصحفية والإعلامية تضيق الخناق على الصحفيين والإعلاميين من خلال 20 قانونا و30 نصا يجيز حبس الصحفيين»، مشيرة إلى أن البنية التشريعية الإعلامية في مصر تحتاج إلى إعادة نظر جذرية وليس ثورة فقط، ولن تتم إلا من خلال الصحفيين أنفسهم.

وقالت «عبدالرحمن»: «نريد إعلاما يعبر عن مجمل التحديات التي تواجه المجتمع المصري بكافة فئاته وعدم استمرار احتكار رجال الأعمال لوسائل الإعلام، ومن بينهم من ينتمون لنظام مبارك ويسعون لشراء قنوات وصحف لفرض آرائهم على المتلقين»، موضحة أن الدستور نص على استقلال المؤسسات الصحفية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

وبدوره، أضاف محمد هاني، رئيس قنوات سي بي سي، أن «الجميع يعلم مشكلات الإعلام في مصر، لكن إذا كنا نريد ونصدق تغيير أوضاع معينة قائمة والوصول إلى حالة سلام مجتمعي فلابد أن تتحول هذه الأفكار من مجرد نقاشات إلى أبعد من ذلك وإلا ستظل حبيسة أصحابها، وذلك من خلال نموذج في الإعلام، وهو من يفرض نفسه، وليس عيبًا أن يكون هناك أخطاء، وإنما لابد من تداركها أثناء العمل».

وطالب «هاني» بوجود سياسات تحريرية معلنة من قبل القنوات والصحف، حتى وإن كانت تدافع عن نظام مبارك، مؤكدًا أن «هناك عدة مشكلات لابد أن يتخلص منها الإعلام المصري، وأولاها عدم التعامل مع المختلفين معي وكأنهم شياطين، كما لابد أن ننحي الدين جانبًا عن السياسة، بالإضافة إلى التوقف عن هدم والاغتيال المعنوي للشخصيات العامة».

وأشار الدكتور نبيل عبدالفتاح، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية، إلى أن «الدولة المصرية شاخت ولم تتجدد خلاياها واختزلت في النظام، والنظام اختزل في شخص رئيس الجمهورية، ووصل الأمر إلى اختزال الدولة في حفنة من المنتفعين بجوار الرئيس، وبالتالى علينا الآن بذل مجهود كبير لإعادة الأوضاع السياسية إلى نصابها الصحيح».

وقال «عبدالفتاح» إن هناك أزمة مهنية واحترافية واضحة وسط غياب برامج للتكوين وإعادة التكوين في الصحافة والإعلام، موضحًا أن مقدمي البرامج ساهموا كنشطاء سياسيين ولم يكن هناك حدود فاصلة بين تغطية الأحداث والمشاركة فيها.

وعلى صعيد مواز، أوضح الدكتور عدلي رضا، أستاذ الإذاعة ورئيس قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، أن السلام المجتمعي لا يقتصر على الإعلام فقط، وإنما هو جزء من منظومة، والإعلام وحده لن يستطيع أن يصل إلى مفهوم السلام إلا من خلال عدالة اقتصادية وسياسية واجتماعية.

وانتقد «رضا» تناقل بعض الضيوف من قناة إلى أخرى تباعًا، بقوله: «واحد بيغير الجاكت ويدخل من قناة لأخرى»، موضحًا أن «القيم المصرية بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو حصل فيهما اختلال واضح، ولابد من بناء القيم المصرية من جديد، بالإضافة إلى ضرورة مساندة المشروعات القومية، ومنها مشروع قناة السويس».

وقالت الدكتورة إيناس أبويوسف، أستاذة الإعلام: «إننا نحتاج نقلة نوعية بحيث نصبح (إعلام مواطن) بدلاً من (إعلام سلطة)، خاصة أن الفترة الماضية انتشرت نظرية التخوين لمجرد الاختلاف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية