واجهت الثورة الفرنسية سلسلة من الحروب والصراعات الكبرى مع دول أخرى، شكّل بعض منها تحالفات عسكرية ضد فرنسا التي كانت في غمار الثورة وقد استمرت هذه الحرب الضروس من ١٧٩٢ إلى ١٨٠٢ وكان للحماس الثورى المصاحب للثورة الفرنسية دور في إزكاء هذه الحرب التي تميزت أيضا بالابتكارات العسكرية، وقد استطاعت الجيوش الفرنسية إيقاع الهزيمة بعدد من الدول المتحالفة في مواجهة فرنسا فضلا عن التحالفات المعارضة.
تمكنت فرنسا من توسيع نطاق سيطرتها على عدد من البلدان مثل إيطاليا، كما استولت على الضفة الغربية من نهر الراين وعلى هولندا وسويسرا، وقد حققت ما سعت له من أهداف وظلت فرنسا في حالة حرب مستمرة مع بريطانيا ما بين عامى ١٧٩٣و١٨٠٢.
وفي محاولة بائسة لإيقاف هذه الحرب، ولو بشكل مؤقت في شكل هدنة بين الجمهورية الفرنسية والمملكة المتحدة، وقعت معاهدة «إميان» زي النهاردة في ٢٥ مارس ١٨٠٢، وكان أطراف المعاهدة هم جوزيف بونابرت والمركيز كورنواليس كمعاهدة سلام نهائية وبموجب هذه المعاهدة اعترفت المملكة المتحدة (بريطانيا) بالجمهورية الفرنسية.
وبعد عامين من تنازل جورج الثالث عن الحق التاريخي في مملكة فرنسا، الذي يعود تاريخه إلى عام ١٣٤٠ منذ عهد إدوارد الثالث، غير أن هذه المعاهدة استمرت لعام واحد، وهو العام الوحيد الذي ساد فيه السلام بين المتحاربين، لكن سرعان ما تجددت الحروب مرة أخرى، (الحروب النابليونية- نسبة إلى نابليون بونابرت) على الرغــم من أن صلح «إميان» كان من الممكن أن يمثل نهاية حروب الثورة الفرنسية.