دائما ما أردد أن مشكلة مصر تكمن فى غياب المسؤول السياسى! فأى سياسى عندنا هو موظف بالمعنى الاصطلاحى للكلمة. هو عبده مشتاق الذى يقدس التعليمات وينفذها بحذافيرها. لا يمتلك رؤية واضحة ولا يدرك كيف يخاطب الناس. خير مثال على ذلك القرارات التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم والخاصة بحذف بعض الموضوعات المختلفة فى منهج اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية، فى مراحل التعليم المختلفة. الوزارة كما سمعت عللت ذلك بأن هناك بعض الموضوعات التى تدرس للطلاب تحض على العنف. لذلك وجدت من صميم عملها أن تلجأ لحذفها.
لا أنكر أن قصة «عقبة بن نافع» بها بعض الفقرات التى تحض على العنف. بل وتظهر أن الإسلام قد انتشر بالسيف. لا بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بما هو أحسن. لكن باقى موضوعات المنهج التى تم حذفها لا تحض على العنف. خاصة أننى كواحد من المعلمين لا أرى سببا وجيها فى حذف العديد من الموضوعات المختلفة، التى قامت الوزارة بحذفها!
كان يمكن لو عندنا مسؤول سياسى أن يتأنى فى ذلك الموضوع - موضوع الحذف - إلى العام الدراسى الجديد حتى لا تحدث بلبلة وكان من الممكن أيضا تغيير قصة عقبة بقصة أخرى.. ولأنه لا يوجد مسؤول سياسى فى مصر يمتلك آفاقا رحبة. ورؤية واضحة فإنه لم يستطع إيصال فكرته ورسالته من الحذف غير فكرة أن الحكومة تريد خلع الإسلام من قلوبنا والعمل على محوه من نفوسنا..
عثمان مكاوى – ديروط