يظل اختفاء عدد من اللوحات لغزا محيرا للمتابعين للحركة التشكيلية في مصر، ومن ضمن اللوحات التي اختفت ولم يتمكن قطاع الفنون التشكيلية من العثور عليها لوحة «الراهبة» للفنان أحمد صبرى، رائد فن البورتريه في مصر، والتى فازت بجائزة الشرف بصالون باريس سنة 1929، ورفض صبرى بيعها خارج مصر، واشتراها متحف الفن الحديث بـ75 جنيها فقط.
وخرجت اللوحة، التي يقدر ثمنها حاليا بـ75 مليون جنيه، من مصر في السبعينيات، للمشاركة في أحد المعارض الخارجية، إلا أنها لم تعد، حيث تم نقلها إلى السفارة المصرية بواشنطن، ثم اختفت من هناك.
وتضم قائمة اللوحات المختفية لوحة «ذات الجدائل الذهبية» للفنان محمود سعيد، والتى تمت إعارتها أكثر من مرة، لكنها اختفت بسبب سوء المتابعة الحكومية واختفى مسارها، أما مجموعة لوحات «خبيئة الخط العربى» فاختفى منها 3 لوحات، حيث تم اكتشافها في وكالة الغورى، وتسجيلها بكشوف قطاع الفنون التشكيلية، وتوصيفها من قبل متحف الفن الإسلامى سنة 92، لكن تم اكتشاف اختفاء 3 لوحات منها، وأجرت النيابة الإدارية تحقيقا حول الواقعة، وقدم الموظفون قطعا ممزقة من بعض الأعمال الفنية، لغلق باب التحقيق في اختفاء اللوحات.
وتعد لوحات خبيئة الخط العربى من اللوحات المهمة، ورسمها عدد من الخطاطين المصريين والأتراك والإيرانيين بماء الذهب، وسبق أن تقدم عدد من الفنانين بطلب إلى وزير الثقافة لتخصيص مبنى إسلامى لعمل متحف خاص بها.
من جهتة قال الفنان حازم المستكاوى مدير متحف الفن الحديث، «أن الإحصائيات في المتحف غير دقيقة، ولا توجد قائمة بمقتنيات المتحف أو عدد اللوحات المعارة فيه، ونظام التسجيل غير دقيق، فالموظفون يسجلون اللوحات بمقاسها ومواصفاتها، ولا أهمية لكونها عملا فنيا أو إبداعيا، أو قيمتها الفنية».
وقال إنه من المفترض أن تكون الأعمال الفنية التي تدخل متحف الفن الحديث «مهمة»، لكن هذا لا يحدث، فنصف الأعمال الفنية التي يتم اقتناؤها سنويا، مستواها الفنى لا يرقى لكونها عملا متحفيا، حيث يتم شراء عدد من اللوحات بميزانية مخصصة سنويا لذلك، وكأنها «حاجة وخلاص» معلقة على الحائط، مؤكدا أنه يوجد بالمتحف مخازن مجهزة، وإدارة للترميم، لكن بشكل نظرى فقط.