نفت وزارة الخارجية أن تشكل التحفظات المصرية على وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، عقبة فى العلاقات المصرية - الإسرائيلية، والجهود التى تبذلها القاهرة لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية: «هذه التحفظات ليست عقبة رئيسية، والوضع ليس مرهوناً بشخص واحد، فهناك قنوات موجودة ومفتوحة بين البلدين، كما أثبتت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى».
ووصف زكى - فى تصريحات صحفية أمس - الزيارة التى سيقوم بها الرئيس حسنى مبارك إلى الولايات المتحدة بأنها ستكون فى «غاية الأهمية»، فيما يتعلق بشكل ومضمون المنهج الذى تريد الولايات المتحدة أن تطرحه فى الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن زيارة كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى والرئيس الفلسطينى إلى واشنطن ستكون «أساسية فى صياغة الجانب الأمريكى لشكل تحركه».
وقال: «إن الجانب الأمريكى يسعى الآن لبلورة أفكاره فيما يتعلق بكيفية تحريك الوضع الفلسطينى - الإسرائيلى بشكل يؤدى إلى تحقيق نتائج إيجابية وملموسة»، لافتاً إلى أن مصر تتابع هذا الاهتمام والجهد من جانب الإدارة الأمريكية، وتتشاور معها فيما يمكن عمله فى هذا الصدد.
وردا على سؤال للمحررين الدبلوماسيين حول ما إذا كانت الأفكار الأمريكية تتعلق بالسلام الشامل، قال زكى إن «التركيز الأساسى مثلما استمعنا إليه، هو على المسار الفلسطينى، وهذا المسار يحتاج لعمل كثير واهتمام، ويجب ألا نفقد الزخم الذى كان قد تحقق فى فترة من الفترات، ويجب ألا يسمح بالبدء من جديد، أى من نقطة الصفر،
ولذلك لابد من الاستفادة من كل ما تحقق فى الماضى والبناء عليه، والعمل بأسرع وقت ممكن لاستعادة الحيوية إلى المسار التفاوضى، لأن هذا هو الأسلوب الذى يمكن أن نحقق به الهدف، أخذاً فى الاعتبار أنه بالتوازى مع كل ذلك ينبغى أن يكون هناك وقف للإجراءات الإسرائيلية الأحادية التى تتخذ سواء فيما يتعلق بالنشاط الاستيطانى، أو فيما يتعلق بالقدس وهويتها أو فيما يتعلق بنقاط التفتيش والحواجز فى الضفة، أو فيما يتعلق بنقاط المعابر والحصار المفروض على غزة».
وأكد زكى أن كل هذه الأمور ينبغى أن تشهد تطوراً وعملاً حقيقياً يساعد على تهيئة المناخ لتحقيق السلام.
ورداً على سؤال عما إذا كانت لدى مصر مؤشرات على أن الجانب الإسرائيلى يستجيب لذلك الطرح فى ضوء زيارة نتنياهو لمصر، قال زكى: «إنه وكما ذكر وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فإن المؤشرات فى بدايتها تقول إن رئيس وزراء إسرائيل يزمع التحرك بشكل إيجابى ربما يختلف عما كان متوقعا حتى وقت قريب»، مضيفاً: «سوف تثبت الأيام والأسابيع المقبلة صحة هذا الكلام وما إذا كان بالفعل سيكون هناك بالفعل تحرك حقيقى من جانبه».
وحول ضرورة توحيد الصوت والصف الفلسطينى، قال حسام زكى: «طبيعى أن الانقسامات تؤثر عليهم.. وأن استمرار هذا الانقسام يؤثر على ما يمكن أن يحظى به الفلسطينيون من دعم دولى وحتى عربى».
وأضاف: «لكن الانقسام الفلسطينى لا يعنى عدم وجود شريك فلسطينى فى عملية السلام كما يدعى الإسرائيليون».
وتابع: «نحن نأمل فى أن يتم استئناف الحوار الفلسطينى فى الموعد المحدد».
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك مؤشرات بأن مضمون الرسالة التى حملها عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى للإدارة الأمريكية سيتم أخذها فى الاعتبار من قبل الجانب الأمريكى فى خطته للتحرك فى المرحلة المقبلة، قال زكى: «إن المؤشرات يصعب أن يتم رصدها من الآن، فالجانب الأمريكى لايزال فى حالة إعداد أوراقه وكيفية التحرك،
وبالتالى لا يفصح بالضرورة عن جميع ما لديه، وكل ما يمكن أن نقوله إننا نأمل فى أن تجد هذه الأفكار وغيرها من الأفكار العربية التى تم طرحها على الجانب الأمريكى طريقها إلى خطة التحرك الأمريكى، وأن يتم الأخذ بها، لأننا نعتقد أن الأخذ بها يفيد الولايات المتحدة والمنطقة وفرص التسوية، ويجعل من السلام أملا فى متناول اليد وليس حلما بعيد المنال».
وردا على سؤال عن الجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل، أشار المتحدث إلى أن مصر تأمل فى أن تتيح الظروف إمكانية استئناف العمل فى هذا المجال قريباً، وقال: «لم يتم أى تحرك جديد منذ فبراير الماضى فى هذه الأمور».