رغم انسحابه من الحياة العامة منذ عام 2004، فإن نيلسون مانديلا يبقى رمزا من أهم رموز الكفاح السياسى ضد العنصرية، وهو ما اتضح من خلال الاهتمام اللافت بعيد ميلاده الـ92 على الرغم من غيابه المتعمد عن الساحة.
واحتفلت جنوب أفريقيا والعالم، أمس (الأحد)، بعيد الميلاد الثانى والتسعين لـ«نيلسون مانديلا» فى «يوم دولى» أقرته الأمم المتحدة العام الماضى، تكريما لبطل النضال ضد نظام الفصل العنصرى.
ووعد عدد من القادة وغيرهم بتكريس 67 دقيقة من يومهم لأعمال تتعلق بالمصلحة العامة، كما كرس مانديلا 67 سنة من حياته لخدمة السياسة، وقال الرئيس الفنلندى السابق مارتى اهتيسارى، عضو مجموعة الحكماء، إن «الرئيس مانديلا أعطى 67 سنة من حياته وعلينا جميعا محاولة تخصيص 67 دقيقة من حياتنا لتغيير العالم وتحسينه»، كما قال الممثل الشهير مورجان فريمان، وصديق مانديلا أيضا: «أمضى مانديلا عمره يكافح من أجل إنهاء العنصرية وليس كثيرا عليه تخصيص 67 دقيقة لتمجيد أفعاله».
كما قام العديد من الناشطين عبر العالم بالعديد من الأنشطة تكريما لـ«يوم مانديلا»، ومن بين هذه الأنشطة التبرع بالكتب للمدارس والسجون التى لا يوجد بها مكتبات، ومساعدة كبار السن من المحتاجين وزرع الأشجار وجمع القمامة والأعمال الخيرية وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بنزاهته وفكره. وقالت عن يوم مانديلا «لا أحد يستحق هذا الامتنان الدولى الذى لا سابق له كما يستحقه مانديلا».
من جهته، قرر مانديلا نفسه أن يمضى يومه فى منزله فى جوهانسبرج، حيث سيقضى 100 طفل يومهم معه.
ومنذ انسحابه من الحياة العامة فى 2004، لم يظهر مانديلا كثيرا. وقد شوهد الأسبوع الماضى فى حفل ختام مباريات كأس العالم لكرة القدم، بعد أن دفعه مصرع ابنة حفيدته إلى إلغاء مشاركته فى افتتاح المونديال الذى نظم للمرة الأولى فى أفريقيا السوداء مع أنه خاض حملة لترشيح بلده لاستضافة هذا الحدث.
وكان مانديلا سجن 27 عاما فى عهد النظام العنصرى وأفرج عنه فى 1990، وقد انتخب بعد أربع سنوات رئيسا لجنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصرى، ليصبح أول رئيس أسود فى جمهورية، الأغلبية العظمى من سكانها من السود.