قال الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار السابق، إن النظام جامل حزب النور عقب ثورة 30 يونيو، وأنه كان من الأشرف للحزب السلفى اعتزال الحياة السياسية بعد الثورة، بدلاً من اضطراره لقبول الأقباط على قوائمه في الانتخابات البرلمانية التي تم تأجيلها.
وأضاف «سعيد»، في حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الحريات في تقدم وأن النظام الحالى لا يقيدها، بل هناك إرادة داخل النظام لزيادة الحريات رغم الإرهاب الذي يضرب البلاد، منوهاً بأن جماعة الإخوان تعيش في فوضى داخل التنظيم، وصلت لمرحلة اليأس.
وأكد «سعيد» أن عدداً من رؤساء الأحزاب اشتكوا الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، للرئيس فقرر الانسحاب من تشكيل قائمته، منوهاً بأن الرئيس السيسى أصيب بالضيق من تأجيل الانتخابات، وأنه يرحب برقابة البرلمان.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا استقلت بشكل مفاجئ من رئاسة حزب «المصريين الأحرار»؟
- لا أريد الحديث في هذا الموضوع.. ولكنى قدت حزب المصريين الأحرار في مرحلة ثورية ضد حكم الإخوان، وفضلت أن أنسحب في مرحلته التنظيمية الحالية، حتى أجنب الحزب أي صراعات، وأرجو أن يقدرها الحزب وأعضاؤه، لأن ثقافة الانسحاب غير موجودة في مصر، وكنت مدركا أنه لابد من تغيير الأدوات التي استخدمتها في إدارة شؤون الحزب خلال الفترة الثورية، ورأيت احتمالية أن يترأس الحزب شخص في الفترة الحالية أفضل منى وهذا شىء من عدم الأنانية، ولا أنكر أن الحزب صاحب فضل على، وجعلنى شخصية عامة، وقدمنى للناس، وأتمنى له الخير، لكيلا أكون قليل الأصل.
■ ولكن تردد أن الاستقالة كانت بعد أزمة مع جبهة «عصام خليل» القائم بأعمال رئيس الحزب الآن؟
- غير صحيح، ووقت استقالتى لم تكن هناك جبهات أو أجنحة، وكانت فترة مستقرة.
■ وهل تتواصل مع قيادات الحزب؟
- لا أتواصل مع أحد باستثناء المهندس نجيب ساويرس.
■ يمر المشهد الانتخابى بارتباك شديد.. من السبب؟
- أولاً لا تعليق على أحكام المحكمة الدستورية، والقضاء بشكل عام، ولكن علينا الاستفادة من الأحكام القضائية بعرض القوانين على المحكمة الدستورية، قبل التصديق عليها، عملا بمفهوم الرقابة السابقة على القوانين، لتفادى الطعن عليها بعدم الدستورية، ولكن للأسف الشديد، الدستور الحالى لا ينص على ذلك، رغم أن الفترة الحالية حرجة وبالغة الدقة والحساسية، وكانت تقتضى وضع نص دستورى يؤسس لذلك.
■ ومتى تتوقع إجراء الانتخابات البرلمانية؟
- أنا متأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى «متضايق» من تأجيل الانتخابات، وليس بيده أن يعطى أمراً بإجرائها في وقت محدد، لأن هناك إجراءات معقدة، ويوجد قانون ومحكمة، وأنا أتمنى أن تجرى الانتخابات قبل رمضان، لأن الناخب كان معداً نفسيا لإجرائها.
■ ثمة قول إن الرئيس السيسى لا يريد برلماناً الآن، والدولة تماطل في إجراء الانتخابات؟
- كلام غير صحيح، الرئيس وكل مؤسسات الدولة يريدون برلمانا في أسرع وقت، لأنهم يبحثون عن مصلحة الوطن، والذى يقتضى وجود برلمان قوى، وهذا كان واضحاً في إلزام السيسى للجنة الإصلاح التشريعى، بإجراء التعديل المطلوب في قانون تقسيم الدوائر الانتخابية خلال 30 يوماً من تاريخ الحكم، ولم تنته حتى الآن هذه المدة، فلماذا الشك؟ وهذا يؤكد أن الرئيس يرحب برقابة البرلمان، والعمل من خلاله أيضاً.
■ ما تعليقك على مطالبة بعض الشخصيات العامة بتأجيل الانتخابات لمدة عام؟
- ضاحكا.. (طب ما يخلوها 4 سنين أحسن)، هذا الكلام لا يصح أن يقال، نحن في احتياج لمجلس نواب، لإقرار تشريعات واستكمال المؤسسات الدستورية، والاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق.
■ ما رأيك في حكم منح مزدوجى الجنسية أحقية الترشح في الانتخابات؟
- أنا مرحب به.. وهذا لا يتعارض مع مفهوم الأمن القومى الذي يتحدث عنه البعض، والشعب هو الفلتر في الانتخابات، وقرار المحكمة ترجمة للدستور.
■ بصفتك من مؤسسى قائمة «فى حب مصر».. ما هي ظروف تشكيل هذه القائمة؟
- قائمة في حب مصر بدأت مع الدكتور كمال الجنزورى، لكى نعطى الرجل حقه، وكنت في زيارات متعددة له، في الصيف الماضى، وقت أن كنت رئيسا للمصريين الأحرار، وشاركت في عدة اجتماعات، اتسمت بالمشاورات الجادة، والمناورات والمواءمات، وتشكيل القوائم بطبيعتها «تعجيزى»، بسبب الاستحقاقات الدستورية، التي خصصت لفئات اجتماعية مقاعد محددة، ثم انسحب الجنزورى، لأسباب معروفة.
■ والأسباب؟
- الكثير كان يعتقد أن الجنزورى يعمل على تشكيل قائمة بتكليف من الدولة، وهو أمر غير صحيح، وبالتالى فهذه القائمة تمثل الدولة، مما تسبب في تركيز رؤساء الأحزاب في لقاء الرئيس حول قائمة الجنزورى، واشتكوا منها، فقرر الرجل الانسحاب من تشكيل القائمة، وبقت الرؤوس الأساسية التي كانت معه مثل الدكتور عماد جاد واللواء سامح سيف اليزل، وأسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، وهى الرؤوس التي كانت النواة الأساسية لقائمة في حب مصر.
■ وهل اتصلت بالجنزورى لتعرف منه شخصياً أسباب انسحابه؟
- مرتان، الأولى كانت بعد استقالتى من رئاسة المصريين الأحرار، لأرفع عنه الحرج من وضع اسمى في القائمة، بعد الاستقالة والرجل للأمانة تمسك بوجودى ضمن تشكيل القائمة، والثانية بعد انسحابه، وقال لى: «أنا عملت في القائمة دى مجهود وانتوا لازم تكملوا».
■ ورغم ذلك «فى حب مصر» واجهت نفس الهجوم بأنها مدعومة من الدولة.. لماذا؟
- من الطبيعى مهاجمة القائمة بهذا الشكل، لأنها قادرة على المنافسة والفوز باكتساح، ومعظم هذا الهجوم لأن بداية القائمة كانت مشاورات الجنزورى، ولكنى أتساءل: «يعنى إيه مدعومة من الدولة؟»، إنه كلام لا أساس له من الصحة ومتناقض، لأن الدولة إذا كانت تريد تشكيل البرلمان، فلماذا تدعم «فى حب مصر»؟.. الذي يردد هذا الكلام عايز يريح روحه، لأن القائمة قوية ومنظمة، ويجب أن نعلم أن هناك قوائم تمتلك قدرة مالية أكبر من «فى حب مصر».
■ وماذا عن هجوم الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، عليها رغم انضمام الحزب لها؟
- لو كانت القائمة شكلتها الأجهزة الأمنية، لما انضم إلينا بكامل قواه العقلية، وأنا جلست معه واللواء اليزل، في أحد الفنادق، وقال لنا بالحرف: «أنا أحب أن أنضم لقائمة (فى حب مصر)»، وكان ردى: «مبقاش في وقت نضرب في بعض، انت دخلت بكامل قواك العقلية، ونحن رحبنا بذلك، وارتضيت ذلك، فبلاش بقى نتصارع، ونتنازع بهذه الطريقة»، فالمرحلة الراهنة تتطلب أن تكون القوى المدنية جميعها على قلب رجل واحد، ولا داعى لأن نقسم الشخصيات الحزبية باتجاهات فكرية، لأن البرلمان المقبل هو الأخطر في تاريخ الحياة البرلمانية، وكنت أتمنى أن تكون كل القوى المدنية في قائمة موحدة لمواجهة القوى المعادية للوطن أو المحسوبة على تيارات لها مواقف غير داعمة للدولة واستقرارها، وعدم تشتيت المواطن في الاختيار بين أكثر من قائمة، ففرقة 30 يونيو لما نزلت الميدان لإسقاط حكم الإخوان، حتى 3 يوليو، ماكنش في حد بيقول ده من المصريين الأحرار، وده من الفلول أو من الوفد، الآن أرى الفرقة تفككت بالفعل، بعد أن اكتسحت العالم، وأسقطت أيديولوجية مزج الدين بالسياسة، وليس نظام الإخوان فقط، فما أسهل إسقاط الأنظمة، والعالم الذي يقف الآن ضد مصر، من أجل الجماعة المحظورة، سيجلس في المستقبل ليدرس ويفهم ما الذي حدث، مثلما قال السادات: «سيجىء يوم لنجلس معا لندرس ونتذكر».
■ هل وجود اللواء اليزل كمنسق عام للقائمة ساعد في الترويج بأن القائمة مدعومة من الدولة؟
- اليزل كان يعمل مع الجنزورى، ولا يمكن أن يهدم المجهود الذي بذله.
■ هل هناك تغييرات يمكن أن تحدث في تشكيل القائمة قبل الانتخابات؟
- لا، ويستحيل أن يحدث إذا أجريت الانتخابات قبل رمضان.
■ ما مصادر تمويل القائمة؟
- مرشحو القائمة أنفسهم، وسيتم وفقا للمبلغ المحدد، ووفقا للقانون، وكل مرشح حسب قدراته المالية، وسنفتح حسابا بنكيا لتلقى التبرعات، ولم نضع مبلغا محددا للتمويل، وشعبية مرشحى القائمة داخل المحافظة تكفى لإنجاحها، بالإضافة إلى تركيز القوائم على الإعلام.
■ هل للقائمة مرشح لرئاسة البرلمان كما قيل؟
- لم يطرح الأمر في اجتماعات القائمة، ولكن رأيى الشخصى أنه لابد أن تتوافر في الشخص الذي يتولى رئاسة البرلمان المقبل 3 شروط هي أن يكون رجل قانون، ووجود كيميا بينه وبين رئيس الجمهورية، ويحظى بقبول من الشعب.
■ حتى لو لم يترشح للبرلمان؟
- يمكن تعيينه، وفى العموم قضية رئاسة البرلمان أمر سابق لأوانه، ويفقد التركيز في العملية الانتخابية.
■ وإذا انتقلنا إلى الحديث عن حزب النور السلفى.. كيف ترى فرصه في البرلمان المقبل؟
- أنا حزين من وجود «النور» في الساحة السياسية بعد ثورة 30 يونيو، وهذا موقفى من الأحزاب الدينية، لأنه دخل البرلمان السابق بـ125 مقعدا، ولا وجود لامرأة أو مسيحى ضمن نوابه، والآن يضعهما على قوائمه في الانتخابات، لأن الدستور ألزمه بذلك، وهذا ضد أفكاره، ويدل الموقف على أنه يسعى للسلطة والبرلمان على حساب قناعاته وأفكاره ومبادئه التي يتحدث عنها، وكان أشرف له أن يعتزل السياسة، ويقول إن النظام القائم غير متماش مع الأيديولوجية التي يؤمن بها، والمبنية على الجامع واستغلال الدين في السياسة، والتى قادت البلد إلى هذه المرحلة الصعبة، بعد ثورة 25 يناير، وأنا مقتنع تماما بأن الشعب لن يعطى صوته لقائمة ومرشحى هذا الحزب، لأنه لا يؤمن بالدولة.
■ ولماذا تصمت الدولة على وجود حزب دينى يمارس عملا سياسيا؟
- هذا الصمت كان يبدو واضحا مع ثورة 30 يونيو، وكان الهدف توصيل رسالة بأن الهدف هو القضاء على الإرهاب، وليس تيارات الإسلام السياسى، وهذا اعتقادى الشخصى.
■ وهل الإبقاء على «النور» أفاد دولة 30 يونيو؟
- بعد 30 يونيو كان هناك اتجاهان، الأول سلكه الإخوان، والذى يقول: «إما حكم مصر أو حرق مصر»، وهذا لا يصح التعامل معه، والثانى سلكه سلفيو «النور»، وهو التواصل مع النظام الحالى، ولم يكن هدف الدولة القضاء على التيار الإسلامى، وإنما إسقاط فصيل يريد الاستحواذ على السلطة وحرق البلد، رغم قناعتى الشخصية بأن قواعد النور جميعها كانت في ميدانى رابعة والنهضة، وقياداته كانت في المنزل أثناء الثورة، واحتمال لو كنت في موقع السلطة لفعلت مثلها.
■ وما توقعاتك لكيفية تعامل الإخوان مع العملية الانتخابية؟
- الإخوان جماعة تعيش في فوضى داخل تنظيمها و«بتفرفر»، ويبدو هذا واضحا في التفجيرات العشوائية التي تدل على «قلة حيلة»، بالإضافة إلى تحركاتها المفتقدة للمنطق والعقل، وهو ما يكبدها خسائر على كل المستويات الشعبية، وصولا إلى مرحلة اليأس.
■ وهل تتخوف من دفع التنظيم بكوادر من الصف الثانى والثالث في الانتخابات؟
- كل شىء وارد.
■ وما رأيك في موقف الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من الانتخابات، ووصفه لثورة 30 يونيو بـ«الانقلاب»؟
- أبوالفتوح إخوانى، ويمثل امتدادا واستكمالا للجماعة، ولم أسمع منه كلمة ثورة 30 يونيو، ولا أهتم بتصريحاته.
■ وما تقييمك لأداء الدكتور محمد البرادعى وتدويناته الأخيرة؟
- البرادعى كان المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، والتى كانت عظمتها تتجلى في جمعها كل التيارات سواء الشيوعى أو الرأسمالى، لإسقاط نظام الإخوان الظالم، وبعد تحقيق الهدف وسقوط محمد مرسى وجماعته، وما وقع من أحداث انقطعت صلتى بالبرادعى بعد سفره للخارج، وهو شخص حر في تقديم استقالته، ولكن توقيتها كان شيئا قاسيا على المصريين عموما.
■ والرئيس السيسى.. كيف تقيم أداءه بعد مرور 8 أشهر على توليه السلطة؟
- رسالة السيسى السياسية في المؤتمر الاقتصادى أقوى من المؤتمر ذاته، خصوصا عندما قال: «مصر ودول الخليج.. إيد واحدة»، بعد أن حاول البعض التشكيك فيها، واستطاع جمع العالم كله في المؤتمر، وهذا انتصار حقيقى، ونجاح المؤتمر أكد شرعية ثورة 30 يونيو، والعاصمة الجديدة عكست إرادة التغيير عند المصريين، و«فرقت كتير» مع الإعلام الغربى، فالرئيس استلم البلد في «أوطى» مرحلة ممكنة، والدول كانت تتخوف من الاعتراف بشرعية النظام القائم بعد 30 يونيو، ولكن بعد جولاته الخارجية، وقدرته على إقناع شعبه، ومصداقيته، آمنت دول العالم به، كما هو واضح في المؤتمر الاقتصادى ودعوة المستشارة الألمانية لزيارة برلين.
■ هل ترى أن مستوى الحريات انخفض مع تولى السيسى الحكم؟
- الثورة مثل الجراحة، والحريات تتقدم في عهد السيسى وليس العكس، وتقييم الحريات في ضوء بلد يواجه الإرهاب يختلف عن دولة مستقرة مثل أمريكا وأوروبا، وهناك إرادة سياسية لخلق الحريات، ولكن محاربة الإرهاب تقيد الحريات بعض الشىء، وهناك شواهد على التقدم في الحريات مثل قرار النائب العام ضد ضابط الشرطة المتهم بقتل الناشطة شيماء الصباغ، والآخر المدان في تعذيب مواطن.
■ ورياضيا.. وبصفتك نائب رئيس النادى الأهلى.. ما حقيقة تحويل النادى إلى شركة؟
- حديث عار عن الصحة، والحقيقة أن لدينا فرعا للنادى في الشيخ زايد، يسمح ببناء استاد كبير وعلى مستوى عال جدا، وتحدثنا مع جهات عديدة لتمويل مشروع الاستاد، منها جهات خليجية، وتقدمت عدة شركات، وعين النادى على دعم الخليج وسيخصص للنادى 50 فدانا في التجمع الخامس لإنشاء الفرع الرابع.
■ لماذا الاهتمام بتمويل الخليج؟
- (ضاحكا) علشان اسمه الشيخ زايد، ونستطيع مستقبلا في هذا الاستاد إقامة مهرجانات، وملاعب أطفال، وسينما، ومسرح ومركز ثقافى، وقاعات، وهذا هو الاتجاه الجديد في إدارة النادى.
■ هل يدرس النادى تغيير المدير الفنى جاريدو؟
- الإدارة تبنى فرقة جديدة، وجاريدو مستمر، ولا نية لذلك.
■ ولماذا لا يتخذ النادى إجراءات ضد حسام غالى؟
- لأنه خلوق ومؤدب، ولا صحة لما يتردد عنه.
■ وماذا عن الأزمة المالية داخل النادى؟
- غير صحيح.
■ إذن.. هل تأكدت الإدارة الحالية من وجود إهدار مال عام في فترة رئاسة حسن حمدى؟
- إحنا بنفكر لقدام، ونقدم لعهد حمدى ورجاله كل الشكر، ونكمل على ما قدموه للنادى في الفترات السابقة، وأرفض المقارنة بين المجلسين.