x

المريوطية تجمع المسلمين والمسيحيين والأهالي يتفقون على «جنازة» موحدة

الأحد 22-03-2015 09:11 | كتب: محمد القماش |
ضحايا حادث انقلاب أتوبيس من أعلى كوبري المريوطية، بترعة المريوطية، وأسفر عن 13 قتيلًا، و14 مصابًا، 21 مارس 2015. ضحايا حادث انقلاب أتوبيس من أعلى كوبري المريوطية، بترعة المريوطية، وأسفر عن 13 قتيلًا، و14 مصابًا، 21 مارس 2015. تصوير : أحمد طرانة

«افتحوا عاوزين العيال حرام عليكوا.. إكرام الميت دفنه».. يقولها الأهالى وهم يطرقون على أبواب مشرحة مستشفى الهرم، بعدما حضروا من محافظات المنيا، وأسيوط، وسوهاج، لتسلم جثث ذويهم، استعداداً لتشييعها فى مواكب الحزن. أمهات العمال «إيهاب مرزوق، وجرجس عبدالله، وعاطف شحاتة»، جلسن أمام المشرحة، متشحات بالسواد، وقلن: «ماتوا فى عيد الأم»، وأضافت عليهن أم الأول: «أحضر لى الهداية بالأمس، كأنه يحس بموته غدرًا.. كان نفسى أشوفه عريس». أما والدة وشقيقات سائق الأتوبيس المنكوب، باسل صليب سمعان، من أمام بوابة المستشفى طلبوا من عامل الاستقبال الاستعلام عن اسمه، لم يجدوه من بين أسماء القتلى أو المصابين.. علت صراخات البعض، فيما تشبث آخرون بأمل أن يكون من الناجين.. لكن الأمل والحلم لم يلبث أن تحطم على صخرة الواقع، حيث حضرت سيارة إسعاف تحمل جثة متوفى، ولأول وهلة تعرفت عليه شقيقته رشا، وصرخت بأعلى صوتها.. «باسل».

دخلت الأسرة المكلومة فى حالة بكاء هستيرى، واحتضن بعضهن البعض، قبل أن يهرولن وراء السيارة إلى مشرحة المستشفى.

تقول «رشا» بحسرة: «شقيقى كان سائق الأتوبيس على مدار أكثر من 5 سنوات، وطريق سيره منذ فترة من كوبرى المريوطية، إلى مدينة 6 أكتوبر، لتوصيل العمال بالشركة، إلى موقع تنفيذ مشروع مول تجارى، وضابط أو أمين شرطة اتصل علينا، وأخبرنا بوفاته فى الحادث».

أمام المشرحة، كان الأهالى يربتون على أكتاف بعضهم، لتخفيف الآلم، بينما وصل زملاء العمال، الذين كانوا يستقلون أتوبيسا يسير خلف الأتوبيس المنكوب فى الحادث، بينهم نادى حمدان، الذى قال: «سمعنا صوت انفجار فى الإطار الأمامى للأتوبيس الأول، الخاص بالضحايا والمصابين، وانقلب أمام أعيننا فى الترعة، ولم نستطع إنقاذ زملائنا، سوى بعد حضور قوات الشرطة وفرق الإنقاذ النهرى». نقاشات دارت بين الأهالى، واتفقوا بينهم على تشييع الجنازات فى موكب واحد، لإعلان تضامنهم، قائلين: «كلنا فى الحزن سواء»، وقتها ارتفع آذان الظهر، وبينما أخذ المسلمون يرددون التكبيرات، ويترحمون على الضحايا، كان الأقباط يتلون الترانيم، وينطلق صوت أحد الواقفين: «لقمة العيش ما فرقتش بين مسلم ومسيحى.. كلهم راحوا فى الحادث».

«الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه».. هكذا دعا شقيق المصاب أحمد يوسف مصطفى، قائلا «إن مصيبتنا كلنا واحدة، وآلام أهالى المصابين لا تفرق عن القتلى، خاصة مع خطورة الحالات الصحية لبعضهم، وإصابتهم بارتجاج فى المخ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية