«الفلسطينيون وسيناء» طرفا معادلة تحمل أبعاداً أمنية، وتغذيها آلة إعلامية اعتادت على توجيه أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين باعتبارهم أصل كل بلاء على أرض سيناء، بعد أن اختزلتهم في صورة متسللين عبر أنفاق الحدود مع غزة، أو تهديدات أمنية تمثلها تنظيمات متطرفة على الجانب الآخر من الحدود، دون أي إشارة إلى نحو 40 ألف فلسطينى استقروا في سيناء- والعريش على وجه الخصوص- مهاجرين ولاجئين في فترة ما بين النكبة والنكسة، ليكونوا واحدة من كبرى الجاليات الفلسطينية في الخارج.
وعلى عكس الصورة الشائعة، يعيش فلسطينيو سيناء حياة عادية، فلا علاقة لمعظمهم بالسياسة هنا أو فصائل المقاومة هناك، ولا ينشدون أكثر من العيش في سلام، بعد أن ضاقت بهم أراضيهم المحتلة، فقصدوا مصر بحثاً عن الأمن والأمان. وما بين أعمال حرفية وتجارية يعيش الفلسطينيون المقيمون بسيناء في معركة طويلة من أجل لقمة العيش، تماماً كما جيرانهم وأصدقائهم المصريين، لا ينشدون إلا الستر، ووقف حملات التحريض التي حولتهم جميعاً إلى متهمين إلى أن يثبت العكس.
قال كمال الخطيب، ممثل الفلسطينيين المنتخب في شمال سيناء، إن عدد أبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في سيناء يتراوح ما بين 35 و40 ألف فلسطينى، هاجروا إلى مصر واستقروا في سيناء على فترات مختلفة في أعقاب نكبة 1948 وما بعدها. وأوضح «الخطيب» أن مشاكل الفلسطينيين في مصر وسيناء بشكل خاص تفاقمت بعد ثورة يناير، بسبب التحريض عليهم في وسائل الإعلام، نافياً إمكانية تورط الفلسطينيين في أي أعمال من شأنها الإضرار بأمن مصر. المزيد
قال أبوأحمد الخالدى، آخر شيخ «رسمى» للفلسطينيين في سيناء، إن أمن مصر أولوية الفلسطينيين مثلما هو أولوية للمصريين، لأنهم أول من سيدفع الثمن لو أصيبت مصر بأى مكروه، وقال الخالدى الذي حارب في صفوف الجيش المصرى، ضمن أول وحدة عسكرية فلسطينية تشكلت في غزة عقب النكبة عام 1948، إن أبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في سيناء يقدرون ما قدمت مصر إليهم، وينتظرون اللحظة التي يعودون فيها إلى أراضيهم. المزيد
في منزل فخم يبدو على أصحابه الثراء وسط مدينة العريش، وعلى العكس من منازل باقى الفلسطينيين يسكن يحيى عبدالعزيز رشيد، أحد الفلسطينيين المولودين في مدينة العريش، شاب في العقد الثالث من العمر وكذلك أشقاؤه الذين جلسوا معنا في حلقة النقاش، يقول «رشيد»: مشاكلنا كفلسطينيين مصدرها السفارة، سواء كعب عمل أو ترخيص سيارة لابد من السفر للقاهرة لتخليص جميع أوراقى كوافد أجنبى، نطالب بأن يكون هذا الورق عند المندوب بتاعنا لكى لا نرهق في السفر، مع ما يمثله من عبء مادى، وما تتخلله من مضايقات أمنية لحملنا الجنسية الفلسطينية». المزيد
في منزل بسيط شرق العريش، يعيش عبدالكريم أحمد الحلبى، الرجل الفلسطينى أربعينى العمر، الذي أرهقته أمراض القلب، وبلكنة ثقيلة توضح مدى الألم الذي يعانيه يقول «عبدالكريم»: «أعيش في العريش منذ عام 1952، وأنا أصلاً من فلسطينيى 48، كنت فاتح محل صغير هنا كبقالة أعيش منه، ومنذ 20 عاماً أحسست بتعب عبارة عن ضيق في التنفس، ذهبت للمستشفى وقالوا إن القلب تعبان شوية لابد من عمل قسطرة قلب، وأخبرونا إن الشريان التاجى لم يعد قادراً على العمل ويجب إجراء جراحة لتغييره». المزيد
في منزل أكله الزمن، حوائط آيلة للسقوط وأسقف من الخشب المتآكل تسكن «أم إبراهيم» إحدى السيدات الفلسطينيات، تجلس السيدة وعلى حجرها ابنها الأصغر خالد الذي أطلقت عليه اسم والده بعد وفاته قبيل ميلاده. المزيد