x

«وسط سيناء»: التعمير يقلل فرص اختباء المسلحين.. والرعي والزراعة مصدر الرزق

الجمعة 20-03-2015 09:43 | كتب: وائل ممدوح, محمد البحراوي, أحمد أبو دراع |
جلسة شاى بدوية فى إحدى مناطق سيناء جلسة شاى بدوية فى إحدى مناطق سيناء تصوير : محمد شكري الجرنوسي

في وسط سيناء تقع اثنتان من أقدم المدن المعمورة في شبه الجزيرة، وهما «الحسنة» و«نِخل»، الأولى كانت تسمى قديماً بئر الحسنة، ويعتمد سكانها على الرعى وبعض الزراعات القليلة، وتضم في تبعيتها قرى: الجدى، الحِمَّة، الجفجافة، الريسان، الغرقدة، المغارة، المفارق، المنجم، بغداد، المليز، وادى العمرو، الكيلو 64 (الوفاء)، القسيمة، المغفر، المقضبة، المنبطح، أم قطف، أم شيحان، بئربدا، عرب بلى، ويبلغ عدد السكان حوالى 28 ألف نسمة.

ويوجد بالمدينة العديد من النقاط الحيوية، من بينها منجم فحم المغارة، سد الروافعة، عين القصيمة وواحتها الطبيعية، وممر الختمية وممر الجدى، ومنطقة المليز، ومصنع أسمنت سيناء ومنطقة الصناعات الثقيلة بقرية بغداد، ومنفذ العوجة البرى بين مصر وإسرائيل.

أما المدينة الثانية «نِخل»، فكانت عاصمة سيناء القديمة، وكانت بمثابة مركز بلاد التيه. وقيل إنها سميت «نخل» لنعومة رمالها والتى تبدو كأنها نخلت بمنخل. وتتكون المدينة من قرى: بئر جريد، التمد، رأس النقب، الكنتلا، صدر الحيطان، النتيلة، الخفجة، السلام، قرية البروك، عين طويبة وقرية وادى الحاج، وتعتبر مدينة نخـل مدينة التاريخ والآثار، لاعتبارها أهم محطة على طريق الحج المصرى القديم، وقد عرفت المدينة على مر العصور التاريخية، ولكنها ازدهرت في العصر الإسلامى، عند افتتاح طريق الحج المصرى في أواخر الدولة الأيوبية، وكان ازدهار نخل، باعتبارها المحطة الرئيسية في تمويل وتزويد قافلة الحج بالمؤن وتوفير سبل الراحة والأمن.

وتعتبر وسط سيناء منطقة السهل الممتنع، المنطقة الهادئة المتوترة، طبقاً لكلام مصدر أمنى رفيع المستوى تحدث لـ«المصرى اليوم». يقول المصدر، الذي رفض ذكر اسمه: «وسط سيناء كانت في وقت سابق أساس العنف، لأن جميع المسلحين كانوا يختبئون بها أيام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، خصوصاً في منطقة جبل الحلال. وبعد 25 يناير بدأوا التدريب في هذه المناطق، لأنها بعيدة عن الأعين إلى حد ما، نظراً لأن المساحات بها شاسعة. كما أن العناصر الإجرامية تستخدم هذه المنطقة في تهريب المخدرات والبشر الذين يتم استغلالهم كرقيق».

من جانبه، يقول الشيخ محمد أبوعنقة، شيخ قبيلة الحويطات، إحدى قبائل الوسط: إن منطقة وسط سيناء بها 10 قبائل، تتبع محافظة شمال سيناء، مشيراً إلى أن أبناء قبائل الوسط يتميزون بالترابط الأسرى والاجتماعى، بسبب تنامى دور شيوخ القبائل ووعيهم بما يحدث وتأثيرهم في أبناء القبائل والعائلات.

وأضاف أن شيوخ القبائل ما زالوا يكتسبون احترام جميع أبناء القبائل، ويؤثرون فيهم بسبب مصداقيتهم والدور المهم الذي يقومون به في صنع حلقة الوصل بين الأجهزة الحكومية والمواطنين. لافتاً إلى أن أبناء قبائل وسط يطالبون بإنشاء محافظة وسط سيناء في التقسيم الإدارى الجديد لتضم (الحسنة، ونخل والقصيمة) وهو ما سيساعد على تنمية المنطقة.

من جانبه، يقول الشيخ جازى سعد، شيخ قبيلة «الحيوات»، إحدى قبائل الوسط، إن أقرب مسافة بين منزل وآخر في صحراء وسط سيناء قد يتعدى الكيلو مترين، وهو ما يجعل فرص اختباء المسلحين في المساكن ضئيلة للغاية، لافتاً إلى أن منطقة الوسط تتميز بوجود مكاتب شؤون القبائل التابعة للمخابرات الحربية، وهى مكاتب يتولى قيادتها ضباط بالقوات المسلحة مكلفون بحل مشكلات أبناء الوسط، والقيام بدور حلقة الوصل بين المشايخ وأبناء القبائل من جهة، والجهات الحكومية من جهة أخرى.

ويقول اللواء أيمن جبريل، رئيس مجلس مدينة الحسنة، إن منطقة وسط سيناء ينقصها العديد من ركائز التنمية. كما أن التنمية في وسط سيناء يجب ألا تكون نمطية، نظراً لتغير طبيعة منطقة الوسط لاعتبارات الحدود والتضاريس والجغرافيا والتركيبة القبلية والأمن. لافتاً إلى أن التنمية في وسط سيناء تعتمد على 10 ركائز أساسية، وفقا لرؤيته، وتضمن: تنمية متكاملة للمشروعات التنموية والخطط الاستثمارية العاجلة وخطط جهاز تعمير سيناء، وإنشاء معارض خيرية وأسواق تجارية للمنتجات المحلية، مثل زيت الزيتون والصوب الزراعية، واستضافة وتبادل زيارات الوفود الخليجية، مثل الإمارات والكويت اللتين تتميزان بوجود رياضة «الهجن»، وهذه الرياضة هي الأكثر شعبية في وسط سيناء. وتشجيع الاستثمارات الداخلية من خلال إقامة مشروعات متوسطة وصغيرة يمولها الصندوق الاجتماعى للتنمية بقروض ميسرة.

وأضاف «جبريل» أن السبب الرئيسى في هدوء مناطق وسط سيناء هو الدور الكبير الذي يقوم به مشايخ القبائل في هذه المنطقة، حيث يمثلون حلقة وصل فاعلة ونشطة بين الدولة وأبناء القبائل. كما أنهم ينشطون بشكل كبير في حل أي مشكلات تقع بين العائلات أو أفراد القبيلة، وهو ما يكسبهم احترام الجميع وثقتهم، لافتاً إلى أن أحد الأسباب المهمة لاستتباب الأمن في المنطقة هو قناعة أبناء القبائل بأنهم لو سمحوا لغرباء مسلحين بالتواجد بينهم، فسينعكس ذلك عليهم بالسلب من الجهات الأمنية والحكومية، مثلما يحدث في منطقة الشمال.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية