قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن مصر وهي تخوض حربًا ضروسًا لاستئصال سرطان الإرهاب، لا تدافع عن نفسها فقط، بل تدافع عن الإنسانية بأكملها.
وقال إن هناك شيئا واحدا يشير إلى التقدم في تلك المعركة الطويلة ضد الإرهاب، ألا وهو الرغبة الحقيقية من قبل المجتمع الدولي لفهم المخاطر التي يسببها هذا الفكر المتطرف للمجتمع الدولي ككل، بالإضافة إلى ضرورة العمل على مواجهة الحركات والكيانات الإرهابية التي تعمل على تأجيج التوترات في العالم بكافة الوسائل الممكنة، وعدم تقديم الدعم المعنوي لتلك الجماعات الإرهابية، وعدم توفير ملاذ آمن لهم والحد من نموههم وانتشارهم.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها تحمل نفس السموم الفكرية، ويجب التعامل معها جميعًا على هذا الأساس بلا استثناء، وهذا ما يجب علينا أن نفهمه حتى نبني مستقبلا أفضل للبشرية جمعاء يمكننا من خلاله وضع حد لانتشار الإرهاب الذي يدمر العالم.
وأضاف مفتي الجمهورية، في مقال له نشرته جريدة «الأنباء» اليابانية الناطقة باللغة الإنجليزية، ونقله بيان لدار الإفتاء الخميس، أن الإنتصار في المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب لا يعني فقط الانتصار في محاربته برا وجوًا في أرض المعركة، ولكن الأهم من ذلك كله هو الانتصار في المعركة الفكرية بنجاح، ودحض عقيدة هؤلاء المتطرفين، وتوضيح الدين الصحيح أمام العالمين حتى نجنب شبابنا وأولادنا الوقوع في براثن هذا الفكر المنحرف.
ولفت مفتي الجمهورية، في مقاله، إلى أن ما يقوم به هؤلاء المجرمون من اقتباسات للنصوص الدينية لتبرير جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية، قد أدى إلى المزيد من الالتباس والميل إلى إساءة تفسير مباديء الإسلام وربطه بالعنف والعدوان عند الكثير من غير المسلمين، مشددًا على أن ما يحاول هؤلاء الإرهابيون القيام به من استشهاد بالنصوص الدينية في غير سياقاتها الصحيحة هو في الغالب هلوسة فكرية من نتاج فكرهم المريض، وهو في الحقيقة قراءة خاطئة لنصوص الشريعة وانحراف بيّن عن تاريخ الإسلام العظيم.
وقال المفتي، في رسالة وجهها للمجتمع الدولي: «يتعين علينا الآن الوقوف معا بجدية وبشكل جماعي كي نخلص العالم من التطرف والإرهاب وننقذ العالم من المزيد من إراقة الدماء».
واختتم مفتي الجمهورية مقاله بالتأكيد على أن الإرهابيين والمتطرفين لا يعلمون عن الإسلام شيئاً ويجهلون المبادئ التي يحث عليها، مشيرًا إلى أن هؤلاء المتطرفين هم نتاج بيئات مفعمة بالمشكلات، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة.