قالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، إن الهجوم الإرهابي على متحف باردو في العاصمة التونسية، الأربعاء، والذي أودى بحياة 22 شخصًا من بينهم 17 سائحا، هو الحادث الأكثر دموية، الذي تشهده البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.
ونشرت الصحيفة أسئلة أجاب عنها جان شارل بريزار، رئيس مركز دراسات تحليل الإرهاب، بشأن ما حدث في تونس، وتأثير الفوضى في ليبيا على المنطقة.
ويرى بريزار أن تونس- بحكم حدودها المشتركة مع ليبيا التي تغرق في الفوضى- أصبحت هدفًا للجهاديين الذين يسيطرون على ليبيا، مضيفا أن استهداف متحف باردو لم يكن الهدف الأساسي، وإنما كان مبنى البرلمان، الذي يقع بجانب المتحف مباشرة، حيث كان الأعضاء يناقشون مشروع قانون جديد ضد الإرهاب.
وعن توقع الرئيس التونسي باجي قائد السبسي، حدوث هجوم إرهابي بالبلاد، قال بريزار إنه تم إحباط العديد من الهجمات الإرهابية خلال الأسابيع الأخيرة، بينما كان رد السلطة ضعيفا وهشا فيما يتعلق بذلك.
وتابع: «الهجمات التي تتعرض لها القوات التونسية تضاعفت، حيث قُتل نحو 60 جنديا وشرطيا منذ عام 2011، وهناك تهديد مباشر من ليبيا، التي أصبحت معقلا للإرهاب في شمال أفريقيا، وملاذا للجماعات المسلحة مثل داعش، وأنصار الشريعة، وجماعة المرابطون الجهاديون بقيادة الجزائري مختار بلمختار، كما أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بقيادة عقبة بن نافع، نشط جدا في تونس».
وأضاف: «تنيظم القاعدة بالمغرب الإسلامي، قد يكون هو من نفذ الهجوم الإرهابي، لأنه يضم نحو 100 مقاتل مزروعين في تونس منذ عام 2012، وعلى مستوى كبير من التنظيم، وأطلق العديد من الهجمات ضد رجال الشرطة في تونس، كما دعا في رسالة صوتية، تم نشرها سابقا، لهجمات ضد البلاد».
وأوضح: «حتى ذلك الوقت كانت عملياتهم مركزة في منطقة جبل الشعانبي، على الحدود الجزائرية، والسلطات التونسية تعطي أهمية كبيرة لمواجهة ذلك التنظيم الذي يريد الانتشار في المنطقة حتى منطقة الساحل، حيث يرى التنظيم أن ذلك امتداد لاستراتيجية ورغبة لإظهار أنهم يستطيعون الضرب بقوة والوصول لأماكن أبعد».
وقال بريزار إن هجوم باردو أطلقه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، في إطار تنافسي مع تنظيم داعش، للسيطرة وفرض السيادة على تلك المنطقة، ولكن هناك فرض آخر وهو أن يكون داعش هو نفذه بهدف نقل الصراع إلى ما وراء ليبيا.
وأشار بريزار إلى وجود احتمال آخر، يتمثل في أن عددا كبيرا من الجهاديين التونسيين غادروا إلى سوريا والعراق، وعددهم 3 آلاف مقاتل، عاد منهم 500 إلى تونس بعد تلقيهم التدريبات اللازمة، للقيام بذلك النوع من الهجمات.
وأكد بريزار أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار في ليبيا تهدد استقرار المنطقة بأثرها، خاصة مصر التي لديها حدود مشتركة مع ليبيا، حيث تتعرض لهجمات شبه يومية ضد رجال الأمن، بعد أن أصبحت ليبيا معقلا للإرهاب.