تصدى عدد من رهبان دير الأنبا مكاريوس الإسكندرى بوادى الريان، لهدم سور الدير لإتمام شق الطريق الذي يربط بين الواحات والفيوم- كاد يحدث صداما بين الحكومة، والكنيسة، لكن سرعان ما تدخل البابا تواضروس، بابا الإسكندرية ،بطريرك الكرازة المرقسية، لوأد الفتنة في مهدها، وإعلانه شلح هؤلاء الرهبان، وترحيبه بشق الطريق ضمن المخطط القومى للطرق.
وتوقع كثيرون انتهاء الأزمة بتدخل البابا تواضروس، غير أن الأمور سارت عكس ما تشتهيه السفن، وتوعد رهبان الدير بالتصدى للحكومة ووقف هدم السور، حتى آخر قطرة دم، ما ينذر بأن القادم أسوأ.
«المصرى اليوم» تكشف حقيقة الأزمة الثلاثية التي نشبت بين الكنيسة والرهبان والحكومة، حول وادى الريان، والتقت بعدد من الرهبان للوقوف على ملابسات الأزمة.
أسقف الفيوم: لم نعترف بالدير.. والرهبان المعارضون: لدينا شهادة من البابا
«مشكلتنا نعرضها على الشعب المصرى، وله الحكم فى قضيتنا ونحن نبنى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية».. قالها الأب بولس الريانى، الذى تبرأت منه الكنيسة، و5 آخرين، وأرجع بداية الأزمة إلى أيام الأب متى المسكين عام ١٩٦٠، عندما غادر دير الأنبا صموئيل المعترف به فى محافظة المنيا، وذهب إلى صحراء وادى الريان، ورأى المكان، ووقتها سكن القمص متى المسكين الدير منذ عام ١٩٦٠ حتى ١٩٦٩، بعد وقوع خلاف مع البابا كيرلس السادس فى ذلك الوقت، وبعدها تصالح معهم البابا كيرلس وخيّرهم بين السكن فى أحد الأديرة، فاختاروا دير الأنبا مقار بوادى النطرون، وفى عام 1990 طلب الأب متى المسكين من القمص اليشع المقارى أن يذهب لوادى الريان، ووقتها طمست معالم المكان بالرمال وأرشدهم أحد الأعراب على المكان، وتمكنوا فى تلك الأثناء من كشف مجموعة من المغارات الأثرية التى ترجع للقرن الرابع الميلادى ومنها كنيسة القديس مكاريوس السكندرى المسمى الدير على اسمه، وفى عام ١٩٩٤ جاء القمص اليشع المقارى ومعه راهبان و4 من طالبى الرهبنة وبدأوا مرحلة عمران فى الدير، وفى ذلك الوقت لم توجد المحمية الطبيعية. المزيد على الرابط
ضاحى: موقف البابا من طريق الفيوم- الواحات إيجابى.. ويراعى مصلحة الدولة
أكد المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، أنه اتفق مع قداسة البابا تواضروس على شق الطريق عبر دير الريان وتحويل عين المياه الأثرى إلى مزار عام لجميع الناس.
وقال ضاحى لـ«المصرى اليوم»: إن البابا وافق على طلب شق الطريق وإن الكنيسة لن تقف أمام مصلحة الدولة ومشروعاتها التنموية التى تخدم جميع المصريين. وأضاف وزير النقل: «وبعد أن تم الاتفاق على البدء فى تنفيذ الطريق فوجئنا بعدد من الآباء الرهبان يعترضون مرة أخرى وخاطبنا البابا من جديد». المزيد على الرابط