نظمت لجنة الأسرة ببيت العائلة المصرية، ندوة بنادي الترسانة الرياضي، بعنوان «لقاء فكري حول دور الأسرة المصرية في الوقت الراهن»، برعاية الدكتور محمود حمدي زقزوق، الأمين العام لبيت العائلة المصرية، ونيافة الأنبا إرميا، الأمين العام المساعد.
وقال الدكتور محمد جميعة، منسق بيت العائلة المصرية، إن «الإيمان لا يتحقق إلا بمحبة الإنسان لأخيه الإنسان، فمفهوم الأخوة لا يتربط بالعقيدة أو اللون أو المستوى الاجتماعي، فالأخ هو الجار والصديق والزميل في العمل، وغياب الحب جاء نتيجة لاختلال هذه المعايير، حيث أصبحت المعايير المادية والعصبية هي الأساس للعلاقات الإنسانية».
وأضاف «جميعة» أن محبة الله عز وجل للإنسان تكون بمقدار محبة هذا الإنسان لأخيه في الإنسانية، فمن أراد أن يعرف مقدار حب الله له، فليراجع حبه ومشاعره نحو أخيه الإنسان، مهما كانت أشكال الاختلاف، فالاختلاف سنة كونية، وليس معيارًا للتفاضل بين الناس، فقد قال الله عزوجل «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ»، ومن يحاول أن يجعل الاختلاف معيارًا للتفاضل، فهو يخالف سنة الله عزوجل«.
ومن جانبه، قال الدكتور جرجس صالح، أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط: «بيت العائلة المصرية يعكس روابط التعاون وأواصر المحبة بين الأزهر الشريف والكنيسة، وقد تم إنشائه بعد أحداث كنيسة القديسين بمبادرة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهو رمز وطني يحبه ويحترمه جميع المسيحيون، وهذه التجربة هي دليل على أن وطننا المصري قوي، وأن مجتمعنا بمختلف شرائحه هو مجتمع متماسك ومترابط».
وأضاف جرجس صالح أن التواصل «هو أحد أسمى معاني التدين، فيجب أن يكون أفراد المجتمع متواصلين مع ذواتهم وعائلاتهم ومجتمعهم ومع الشعوب الأخرى، وبهذا المعنى فإن ممارسة الدين ليست هدفًا في حد ذاته، بل لتحقيق الغايات المقصودة من ممارسته، والتواصل في المجتمع يرسخ قيمة المحبة فيه، ويقود إلى وحدة هذا المجتمع ونشر السلام والتعايش بين مختلف أفراده ومكوناته».
ومن جهة أخرى، قالت الدكتورة مهجة غالب، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: «الله كرم الأم في القرآن والكريم والسنة المطهرة، وهذا التكريم يلقي بتبعات ومسؤوليات على المرأة، وتبدأ هذه المسؤولية منذ مرحلة الحمل، وتتدرج هذه المسؤولية مع مراحل النمو المختلفة للطفل، وإذا نجحت الأم في تنشئة طفل صالح في مجتمعه، سوف يكون لدينا مجتمع صالح ينشر بين أفراده السلام وقيم المحبة والتعايش».
وأضافت «غالب» أن «من أهم القيم التي يجب أن تعلمها الأم لأبنائها هو قيمة الحب، التي غابت عن أولوياتنا رغم أنها قيمة سامية، فهي تبدأ بحب الله عز وجل، كما أن حب الوطن هو أحد أسمى أشكال الحب، فهو الفطرة التي خلق الله عليها الإنسان، ويظهر هذا الحب في موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما هاجر من مكة، فقال: والله إنك لأحب أرض الله إلى الله وأحب أرض الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت».