نشر موقع صحيفة «لوموند» الفرنسية، الخميس، مقالًا للكاتب بينجامين بارت بعنوان «مصر تنصب كمينا للجهاديين»، تحدث فيه عن سياسة مصر تجاه الجهاديين، وتصعيدها ضدهم حينما ضربت تنظيم «داعش» في فبراير الماضي، وعودة الهدوء للوضع خلال الأيام الأخيرة، استعدادًا للمؤتمر الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ.
وقال الكاتب: «في فبراير الماضي، كانت صور ومقاطع فيديو لطائرات الجيش المصري F16 وهي تقلع في اتجاه ليبيا، لضرب مواقع داعش، ردًا على مقتل 21 قبطيًا مصريًا، تملأ شاشات القنوات المصرية، وكان المشهد العام يوحي بأن مصر على وشك الدخول في حرب ضد الجهاديين في ليبيا».
وأضاف: «بعد مرور شهر من تلك الأحداث، هدأت الحمى وأصبح الوضع أكثر هدوءا، حيث عادت الطائرات لأماكنها، ومشروع القرار الذي عرضته مصر على مجلس الأمن للتدخل عسكريًا في ليبيا لم يعد له أثر، وتحول الاهتمام الإعلامي برمته إلى مدينة شرم الشيخ، التي ستستقبل خلال ساعات المؤتمر الاقتصادي العالمي، المتوقع أن يحظى باهتمام عالمي كبير، ويشهد حضور عدد كبير من الدول، والذي يراهن عليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر».
وتابع: «الأمر مختلف خلف كواليس السلطة، ويبقى السؤال كيف يمكن التغلب على الإرهاب الذي لوث شمال سيناء وتغلغل فيها وبدأ يتسرب في ليبيا، خاصة مدينتي درنة وسرت، بينما تصر الدول الغربية على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية؟، الأمر الذي ما يثير انزعاجًا متزايدًا في مصر، وفي المقابل نجد أن ذبح داعش لصحفيين أمريكيين وموظف بريطاني في سوريا، كان كافيًا لتحريك قوى التحالف الدولي لقصف مواقع داعش، بينما عندما قتل 21 مصريًا في ليبيا، لم يكن ذلك بالنسبة لهم أمر يستدعي الرد عسكريًا».
وأوضح الكاتب: «وفقا للأوراق، القاهرة تدعم وساطة برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا،، كحلفائها الأوروبيين، والذي يسعى لتجميع أجزاء دولة انقسمت لبرلمانيين وحكومتين وتحالفين عسكريين متنافسين، في وضع غاية في الفوضى والتعقيد، ولأن هذا الطريق لن يؤتي ثماره سريعًا، فإن القاهرة تدعو لدعم القوات الليبية بقياد خليفة حفتر، بالتوازي مع ذلك، وبذلك يفترض أن مصر تقدم المساعدة السرية لها، في إطار حظر دخول السلاح لليبيا منذ ثورة فبراير 2011، ولكن دعم مصر لحفتر ضد داعش لا يعني دعمها له ضد كل معارضيه».
واختتم الكاتب مقاله قائلا: «توقيع مصر لعقد شراء 24 طائرة رافال مع فرنسا، في فبراير الماضي، أمر إيجابي، لأن وجودها في منطقة مليئة بالاضطرابات بأسطول جوي يتكون من 200 طائرة F16، غير كاف»، وأوضح أن تلك الصفقة تساعد مصر على تأكيد قوتها في المنطقة، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي سيدعو حلفاءه، خلال القمة العربية، لتكوين قوى تدخل عربية مشتركة في غياب استراتيجية متماسكة.