x

«زي النهارده».. انقلاب عسكري في تركيا 12 مارس 1971

الخميس 12-03-2015 07:25 | كتب: ماهر حسن |
ديمريل ديمريل تصوير : other

شهدت تركيا العديد من أعمال العنف والاضطرابات في الستينيات من القرن العشرين وقد أثار الركود الاقتصادي في أواخر هذا العقد موجة من الاضطرابات الاجتماعية والتي تمثلت في المظاهرات وإضرابات العمال، والاغتيالات السياسية كما تم تشكيل حركات عمالية وطلابية يسارية تعارضها الجماعات اليمينية القومية المسلحة والإسلامية وقام الجناح اليساري بتنفيذ هجمات تفجيرية، وعمليات سرقة، واختطاف، ومنذ نهاية 1968، وعلى نحو متزايد خلال عامي 1969 و1970، كان يقابل العنف اليساري بعنف يميني متطرف، بل ويتجاوزه، خاصة من منظمة «الذئاب الرمادية».

وعلى الجانب السياسي، عانت أيضًا حكومة رئيس الوزراء سليمان ديميريل والتي أعيد انتخابها عام 1969، من انشقاق الفصائل داخل «حزب العدالة» مكونين مجموعات خاصة بهم، وبحلول يناير 1971، عمت الفوضى أرجاء تركيا وتوقفت الجامعات عن وقام الطلاب بسرقة البنوك، وخطف الجنود الأمريكيين، ومهاجمة أهداف أمريكية، وكان هناك إضراب في المصانع، وتوقف العمل من 1 يناير حتى مارس 1971 وأصبحت الحركة الإسلامية أكثر عدوانية.

قام حزب النظام الوطني، برفض الفكر الكمالي بشكل علني، مما أثار غضب القوات المسلحة وبدت حكومة ديميريل، مشلولة وعاجزة عن إصدار أي قوانين جادة بشأن الإصلاح الاجتماعي والمالي وتجاوز الأزمة، فقام رئيس هيئة الأركان العامة التركية، ممدوح تاجماك في مارس 1971 بتسليم رئيس الوزراء مذكرة تصل لحد إنذار أخير من القوات المسلحة وطالب فيها بـ«تشكيل حكومة قوية ذات مصداقية تضع حدًا للوضع الفوضوي الحالي وتطبق، من خلال وجهات نظر أتاتورك، القوانين الإصلاحية المنصوص عليها في الدستور، لإنهاء الفوضى والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية وإذا لم تتم تلبية هذه المطالب فإن الجيش سيمارس واجبه الدستوري ويتولى السلطة».

وقدم ديميريل استقالته واستنكر زعيم المعارضة والسياسي المخضرم، عصمت إينونو، بشدة أي تدخل عسكري في السياسة لكن «ديميريل» لم يتمكن من التعامل مع الاضطرابات المتزايدة وعن ملاحقة الإرهاب السياسي، وأراد العسكريون إعادة الاستقرار للبلاد فقاموا بالانقلاب «زي النهاردة» 12مارس 1971، والذي يعد ثاني انقلاب عسكري في جمهورية تركيا، بعد 11 عامًا من سابقه الذي حدث في 1960.

وقد عرف انقلاب 12 مارس 1971 باسم «انقلاب المذكرة»، وتردد القادة الذين استولوا على السلطة من ممارستها مباشرة ولم يكن لديهم خيار آخر غير الحكم من خلال مجلس يكون أغلبه من المحافظين، وحكومة «فوق الأحزاب» وكان على قادةالجيش إعطاء الأوامر من خلف الكواليس وقاموا في 19 مارس باختيار نهات إريم، لقيادة تلك الحكومة.

وتقبل «إينونو» اختيار الجنرالات لزميله المقرب، ولكن هذا أثار غضب الأمين العام للحزب، بولنت أجاويد، ودفعه إلى الاستقالة من منصبه وقام إريم بتشكيل حكومة تكنوقراطية من خارج المؤسسة السياسية للعمل على تنفيذ برنامج القادة العسكريين للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي وفي أبريل 1971 تم تأجيل الإصلاحات المتوقعة إلى ما بعد 1973وذلك عندما عصفت موجة جديدة من الإرهاب من خلال جيش التحرير الشعبي التركي، في شكل عمليات الاختطاف مع طلب الفدية والسطو على البنوك،

وفي 27 أبريل، أعلنت الأحكام العرفية وتولى فريت ميلين رئاسة الوزراء في أبريل 1972، وأحدث تغييرًا بسيطًا وتبعه بعد عام نعيم تالو، الذي كانت وظيفته الرئيسية قيادة البلاد حتى الانتخابات، وبحلول صيف 1973حقق النظام المدعوم من الجيش معظم مهامه السياسية وتم تعديل الدستور، وفي أكتوبر 1973، فاز أجاويد، الذي كان قد تفوق على منافسه «إينونو» بتقلده زعامة حزب الشعب الجمهوري، فوزًا كاسحًا في الانتخابات العامة التركية لعام 1973.

ومع ذلك، عادت نفس المشاكل كما تدهورت الحالة الاقتصادية، ونمت منظمة «الذئاب الرمادية» وكثفت من الإرهاب السياسي وقامت جماعات يسارية أيضًا بأعمال تهدف إلى إحداث الفوضى وفي 1980، في محاولة لاستعادة النظام، نفذ الجيش انقلابًا عسكريًا آخر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية