x

«واشنطن بوست»: أمريكا ساعدت «داعش» 3 مرات

الأربعاء 11-03-2015 22:26 | كتب: أ.ش.أ |
ذباح داعش ذباح داعش تصوير : وكالات

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن من يظن أن نشأة تنظيم داعش الإرهابي العام الماضي، جاءت من عدم مخطئ، لافتة إلى أن تكتيك التنظيم وأساليبه الوحشية وضعته في مكانة أبعد عن معظم الجماعات المتطرفة الأخرى، إن لم يكن ما يتبعونه غير مسبوق على الإطلاق..

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية، الأربعاء، أن الأبحاث الدولية أظهرت مرارا وتكرارا أن نشأة أية تنظيم تكون بطيئة وبشكل تدريجي، مع العديد من البذور المهمة التي زرعت منذ سنوات قبل صعودهم، لافتة إلي أن البذور الخاصة بداعش أصبحت واضحة في الآونة الأخيرة.

ورصدت الصحيفة، وثيقة جديدة لمعهد بروكينجز، كتبت بواسطة المختص كول بونزيل، الخبير في شئون داعش في جامعة برينستون، ويبين بها أن أكثر المفاهيم القوية والمثيرة للتنظيم امتدت إلي الوراء أكثر من عقد من الزمان، وتشبعت إلي حد كبير بالسياق الحديث للجماعات الجهادية في القرن الـ21، والأهم من ذلك، وجد بونزيل أن ثلاثة إجراءات اتبعتها السياسة الخارجية الأخيرة للولايات المتحدة ساعدت دون قصد في تهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح لـما وصفته الصحيفة بـ«الخلافة» بتنصيب نفسها في الشرق الأوسط لتظهر في حيز الوجود، وهنا يفسر كيف انتقلت الخلافة وداعش من فكرة قاتمة إلي واقع مرير في ما يزيد قليلا على عقد من الزمان.

واستهلت الصحيفة، ذكر المساهمة الأولى لواشنطن في نشوء تنظيم داعش، المتمثلة في الحرب على أفغانستان، وأوردت ما ذكر في وثيقة بونزيل تحت عنوان «إيديولوجية داعش»، وتكشف في الفترة التي تعود إلى أواخر 2001 أو أوائل 2002، ناقش أعضاء من تنظيم القاعدة فكرة الخلافة في العراق مع أبو مصعب الزرقاوي/ المتشدد الأردني المولد الذي أسس تنظيم القاعدة في العراق، البذور الأولى للتنظيم.

وتسرد الوثيقة، أن الاستراتيجي العسكري لتنظيم القاعدة الملقب بسيف العدل، كان ناقش فكرة الخلافة عندما كان في إيران بصحبة الزرقاوي بعد فرارهم في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على أفغانستان، حيث قال «ستكون تلك فرصتنا التاريخية بالنسبة إلى الظروف المتاحة لإقامة دولة إسلامية، الأمر الذي سيلعب دورا رئيسيا في القضاء على الظلم والمساعدة في نشر الحقائق أمام العالم».

ولفتت الوثيقة، إلي أنه في هذه المرحلة لم يتعهد الزرقاوي بالولاء لتنظيم القاعدة، حيث كانت كراهيته للشيعة البارزة والتي كانت مصدرا للخلاف مع التنظيم، ولم يكن واضحا ما إذا كانت هناك خطة لإنشاء الخلافة والتي ستتخذ من العراق مقرا لها، قد جاءت من جانب الزرقاوي أو تنظيم القاعدة نفسه.

واعترف عدد من أعضاء التنظيم في 2001، أن الغزو الذي قادته واشنطن على أفغانستان أجبرهم على تغيير خططهم، حيث قالوا «لو كانت فكرة الإمارة [إمارة أفغانستان الإسلامية] لا تزال قائمة، كان بإمكانها أن تكون بداية فكرة الخلافة المرغوبة من جانب كفاة المسلمين في العالم».

وانتقل «بونزيل»، إلى ذكر المناسبة الثانية، الحرب على العراق، وقال، إنه بينما أثارت حرب أفغانستان هدفا حول بحث جديد عن خلافة محتملة، كانت حرب أخرى ترشح ذلك بشكل واقعي، حيث فسر أن بين عامي 2001 و2002 كان إنشاء دولة الخلافة ومقرها العراق مجرد طموح، مفسرا أنه بعد الغزو الأمريكي للعراق، بدت الفرصة لإنشائها من جانب تنظيم القاعدة إمكانية بشكل حقيقي.

وبعد حرب العراق مارس 2003، بدأ الزرقاوي بتركيز انتباهه على البلاد، وفي 2004، قال إنه يتعهد بالولاء لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وإعادة تسمية جماعته إلى تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين (القاعدة في العراق)، وفي 2005، كشفت وثيقة بونزيل كيف كتب ثلاثة قادة منفصلين من تنظيم القاعدة خطابات إلي الزرقاوي في 2005، وحثوه على إقامة دولة إسلامية في العراق، وقال أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وقتها، للزرقاوي إنه يأمل أن تصل مثل الدولة «إلي حالة الخلافة».

وبعد أن نفذ تنظيم القاعدة سلسلة من عمليات قطع الرؤوس بأوامر من الزرقاوي ونشرت عبر شريط فيديو، حثه الظواهري على وقف تلك الممارسات مع المسلمين، ويبدو أن القوة الصاعدة للأغلبية الشيعية في العراق ما بعد الحرب كانت نعمة في وجهة نظر الزرقاوي «الطائفي بشدة»، وبحلول 2006، بدا تنظيم القاعدة في العراق بإقامة دولة سنية.

ونوهت الوثيقة، إلي أن فكرة الخلافة في منطقة الشرق الأوسط المقترحة في 2001 /2002 أصحبت أساسية، ونصب أبو عمر البغدادي، وهو شرطي عراقي، نفسه كأمير للمؤمنين، وقتل في 2010.

وثالث المناسبات وآخرها، وفاة أسامة بن لادن، وسردت الوثيقة أن أحد الرجال المحتجزين في معسكر بوكا كان إبراهيم عوض إبراهيم البدري، الذي احتجز هناك في 2004، وأطلق سراحه بعد عدم النظر إليه على أنه يشكل تهديدا على مستوى عال، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي، نصب البدري الزعيم الجديد لدولة العراق الإسلامية، وبالنظر إلى لقب أمير المؤمنين، كان صاحب الاسم الجديد، أبو بكر البغدادي.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، في ختام تقريرها أن التدخل العسكري الأمريكي ساهم في نشوء التنظيم الإرهابي عن غير قصد، ولكن في هذه المرحلة، بات غير واضح ما الخيار الآخر للتغلب عليه، وأشار «بونزيل»، إلي أن التدمير العسكري الكلي لهيكل داعش وزعيمها الكاريزمي من شأنه أن يشل الخلافة من خلال جعلها دويلة مع زعيم عادي، لافتا إلي أن على الولايات المتحدة أن تتراجع عن فكرة التدخل العسكري، والسماح للقوى السنية الإقليمية بأخذ زمام المبادرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية