x

3 ساعات «رعب» بعد انفجار قنبلة في مصر الجديدة

الأربعاء 11-03-2015 23:10 | كتب: محمد القماش |
آثار انفجار مصر الجديدة آثار انفجار مصر الجديدة تصوير : أحمد طرانة

«نور»، الطفلة ذات الـ5 سنوات، كانت تقف فى شرفة منزلها المطلة على مكتب البريد، بشارع مجمع محاكم مصر الجديدة، بينما عيناها الصغيرتان يملؤهما الرعب، بعد انفجار قنبلة بالقرب من منزلها، تسأل والدتها: «إحنا هنموت؟!»، بينما كان خبراء المفرقعات يحاولون إبطال مفعول قنبلة أخرى، ثم تأتيهما أصوات ضابط مباحث قسم النزهة من مسرح الأحداث بالالتزام بعدم النظر من أعلى البنايات.

سكان الشارع حبسوا أنفاسهم 3 ساعات، أمس الأول، قضتها «المصرى اليوم» معهم، حتى انفجرت قنبلة عثر عليها خبراء المفرقعات، خلال تمشيطهم محيط مكتب البريد، كانت داخل «شنطة هدايا»، بكشك حراسة أمنى.

«شريط أصفر».. كان هو الخط الفاصل بين موقع التفجير وسكان المنطقة، حين وصول ضباط المباحث وخبراء المفرقعات والمعمل الجنائى، بحثا عن متفجرات بمحيط الأحداث.

«سيدة منتقبة وضعت القنبلة الأولى المنفجرة قبل وصول قوات الشرطة».. هكذا يقول محمد عاطف، أحد السكان، موضحًا أن هذه السيدة أعطت طفلاً لا يتجاوز عمره 10 سنوات حقيبتين لوضعهما بجوار مكتب البريد وكشك الحراسة، وفور تحركهما بدقائق انفجرت إحداهما، فأحدثت دويًا هائلاً.

ويضيف، قائلاً: «كنت فى ميدان الجامع، وما إن سمعت الانفجار حتى هرعت إلى المنزل، وبالصعود إليه، كانت ابنتاى مصابتين بهلع، وإحداهما أصيبت بطنين فى الأذن».

ضباط المباحث وصلوا إلى موقع التفجير، الساعة 9 مساءً، واشتبهوا فى سيدة تعمل بمحل توكيل سيارات «رينو»، حيث كانت ترتدى نقابًا، وباستجوابها لنصف الساعة، قرروا صرفها، بعدما تأكدوا من عدم علاقتها بما جرى، وبكت السيدة الأربعينية، مستشهدة بأقوال بعض السكان، الذين أشاروا إلى عملها بمعرض السيارات منذ عدة سنوات.

«شنطة هدايا» كانت قد أثارت ريبة قوات الشرطة، بسبب وضعها داخل كشك حراسة أمام مكتب البريد، وبتفتيشها من قِبَل خبراء المفرقعات، تم العثور على قنبلة أخرى، فأمرت القوات بفرض كردون أمنى، وإبعاد السكان عن محيط الكشك، لحين انتهاء ضابط المفرقعات من إبطال مفعولها.

أحمد إبراهيم، طالب جامعى، كان يتمتم ببعض الأدعية والأذكار، وكانت أصوات آيات الذكر الحكيم تأتى من شرفات المنازل، مع الدعوات بالستر، حيث يقول: «عدم التواجد الأمنى وراء إصابتنا بتجمد الدماء فى عروقنا، لأن الحادث ليس الأول من نوعه بالمنطقة، بعد تفجير قنبلتين، منذ شهر، فكشك الحراسة المخصص لتأمين مبنى مكتب البريد لا يوجد به عسكرى شرطة، وهو ما استغله الجانى المجهول لتنفيذ جريمته»، مشيرًا إلى أن مجمع محاكم مصر الجديدة، باعتباره منشأة عامة، لابد من تأمينها بقوات من الجيش، ووضع كاميرات مراقبة أعلى جدرانها، لرصد أى تحركات مريبة.

«واحد.. اتنين.. تلاتة.. وسع.. تفجير».. كلمات تحذيرية ارتفع بها صوت ضابط المفرقعات، مصحوبة بتحذير من الاقتراب من الشريط الأصفر، ثم حدث دوى تفجير عالٍ، بينما يضع كل السكان أيديهم على آذانهم، وبعدها أطلقوا الصافرات، معبرين عن فرحتهم، وهللوا وكبروا، لكن الضابط أمرهم بعدم الاقتراب ثانية، وأوضح لهم أن الانفجار صادر من طلقة وضعت داخل مفجر القنبلة، لإبطال مفعولها، فانفجرت الطلقة دون المفجر.

وبوصول فريق من نيابة مصر الجديدة لإجراء المعاينات اللازمة، وسماع أقوال شهود العيان، تبين أن الانفجار الأول حدث عن بُعد بواسطة الاتصال على شريحة هاتف محمول، كانت موصولة بالقنبلة، ما أسفر عن تدمير سيارة حمراء ماركة فيات 124 وشرفات 4 عمارات، وتحطم زجاج أحد المطاعم، بخلاف إتلاف واجهة مكتب البريد بجوار كشك حراسة التأمين، ولم تحدث إصابات جراء التفجير.

فى الساعة الحادية عشرة، جاءت نفس الكلمات السابقة من ضابط المفرقعات، فالجميع بمن فيهم ضباط الشرطة، يعودون أدراجهم، مهرولين، ويحدث دوى انفجار ثانٍ، تعلو معه نفس التكبيرات والتهليلات وزغاريد النساء، ويتبين أن مفجر القنبلة الثانية انفجر بوضع طلقة داخله، ويتبقى جسم القنبلة.

وبمرور الساعة تنفجر القنبلة، ويستقل ضابط المفرقعات سيارته ليلحق بلاغًا آخر بالعثور على قنبلة أخرى، بمنطقة العباسية، وذلك بعد تمشيط المنطقة، والتأكد من عدم وجود أى متفجرات أخرى.

وبإزالة الكردون الأمنى، يظهر على الأرضيات زجاج المنازل والمطاعم المتكسر وآثار تحطم واجهات مكتب البريد، ويبدأ خبراء المعمل الجنائى فى التحفظ على عينات منها لفحصها، للوقوف على شدة التفجير واحتواء القنبلة على مواد شديدة التفجير من عدمه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية