نشأنا فى العالم العربى على كراهية اليهود والإسرائيليين.. شاهدناهم فى أفلامنا ومسلسلاتنا التليفزيونية بأشكالهم القبيحة وأنوفهم المعقوفة، يتكلمون من أنوفهم بخنفة قبيحة!! ولم نسمع أو نشاهد أى خبر سار عن أى يهودى فى العالم، رغم أن العديد من كبار العلماء الذين قدموا للبشرية إنجازات عظيمة كانوا من اليهود فى مجال الطب والعلوم والفيزياء والهندسة!! إن أولى خطوات نبذ الكراهية هى المعرفة والتواصل مع الآخر. والغريب، وعلى سبيل المثال العرب، المسلمون لا يعرفون شيئًا عن الدين المسيحى إلا ما ندر وما ذكر فى القرآن الكريم عن السيدة مريم وعن عيسى- عليه السلام- ولم يعرفوا أو يحاولوا أن يفهموا معنى الصيام وكيفيته لدى المسيحين، ولماذا يختلف عن صيام المسلمين؟!.. عجبت لماذا لم ندرس فى مدارسنا «عظة الجبل» للسيد المسيح الذى يؤمن به المسلمون نبيا ورسولا، وهى من أروع النصائح فى تاريخ البشرية، وتحث الإنسان على التعايش والمحبة حتى مع من أساءوا إليه، وتمقت الانتقام والثأر..
يا سادة، الكراهية هى المقدمة الأولى للإرهاب.. وبمقدار الكراهية تتحدد درجات الإرهاب.. فمن الممكن أن تكره إنسانا، وتضمر تلك الكراهية فى قلبك ولا تبديها.. ومن الممكن أن تدعو عليه كما يدعو بعض المشايخ فى نهاية الخطبه قائلين: «اللهم شتت شملهم»، ويردد المصلون وراء الخطيب آمين!! ولكن أعلى درجات الكراهية أن تكره مجموعة من البشر، وتقرر أن تقتل أكبر عدد منهم، وتنتهى بأن تقتل نفسك، ومعك هؤلاء الأبرياء الذين لا تعرفهم، ولا يعرفونك، وهو ما يفعله الإرهابيون الآن!
القضاء على ثقافة الكراهية يبدأ من الأم فى المنزل، ثم المدرس فى المدرسة، ثم الخطاب الدينى والإعلامى الرشيد، ومن كل منبر يدعو إلى المحبة، لأن الله محبة.. إذا قضينا على ثقافة الكراهية، فسيكون ذلك نهاية الإرهاب.
سامح لطفى هابيل - المحامى بالنقض – أسيوط