بدأت البروفات الختامية للعرض المسرحي «غيبوبة» على مسرح السلام بالقاهرة، وسط التجديدات التي تحيط بخشبة المسرح، ورغم عدم انتهاء التجهيزات الخاصة.
وقال الفنان أحمد بدير، بطل العرض المسرحي: «قالوا إننا لن نقف بجانب مسرح دولتنا، ولكن عندما جئنا بالأفكار وعرضنا أنفسنا على مسرح الدولة، وقدمنا كل ما نملك لكي يعود لهيبته، يبدو أنه تخلى عنا».
وأضاف «بدير»، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «هناك مثل يذكرني بما نحن فيه، لو لقينا ممثلين مش هنلاقي مسرح، ولو لقينا مسرح مش هنلاقي ممثلين، ولو لقينا الأانين مش هنلاقي الجمهور، ولو لقينا الجمهور هيكون الله يرحم الممثلين».
وتابع: «هناك مشكلة حقيقة تواجهنا وهي بننا انتهينا من بروفات المسرحية ولكن لا يوجد مكان للعرض، وأخذت وعد من وزير الثقافة السابق، جابر عصفور، بالعرض على المسرح القومي، إلا أنني فوجئت بأنه مد عرض مسرحية بحلم يامصر لـ30 ليلة أضافية، أي بما يعادل شهرين، ومسرح السلام أمامه الكثير من الوقت لأنه غير مجهز حاليًا، وهناك صعوبة للعرض على مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية، لأن غالبية الممثلين في العرض يعملوا في أفلام ومسلسلات استعدادًا لرمضان، فهل من أجل مسرحية نقطع أرزاقهم؟، لذلك عندما أنتهي من آخر بروفة ولم يتم تحديد مكان مناسب للعرض سأضطر لعرض العمل في الشارع أنا وفرقتي ومخرج العرض، وأعتقد أننا سنحقق نجاح في هذه اللحظة».
واستكمل: «مسرحية غيبوبة تتحدث عن الواقع وتأرخ لفترة عاشها المصريين بداية من 25 يناير حتى 30 يونيو، فتحكي قصة رجل مصري غلبان ذهب إلى المجمع يوم 25 لكي يستخرج أوراق له وفوجئ بمظاهرات كبيرة فجلس يشاهدها، إلا أن هناك رصاصة طائشة أصابته، فكان أول شهيد يسقط في الثورة، وهو ما جعل المستغلين للصورة يقولوا إن هذا الشخص ينتمي لنا، وتحدث المشاكل بينهم على دمائي، ولكنى في أحداث المسرحية لم أستشهد وكانت غيبوبة، وبعدها أفيق منها، لأكشف للعالم مدى كذب ونفاق الجماعات التي كانت تشترى الدم على حساب مصر، كل ذلك الإسقاطات السياسية على الغيبوبة التي عشناها في مصر ستقدم بشكل كوميدي».
وقالت الفنانة فاطمة الكاشف:«أقوم بالمسرحية بدور مختلف تمامًا عما سبق وقدمته من قبل، مشيرة إلى أنها تقوم بدور سيدة منتحلة ونصابة تحاول أن تستغل غيبوبة أحمد بدير في العمل للكسب من ورائه».
وأضافت «الكاشف»: «أقوم بدور سيدة شعبية، من الدويقة، وأنفذ الدور بكل معاني الكلمة، فعندما أعلم أن الفنان أحمد بدير في العمل إصابته رصاصة ومات في 25 يناير، وعلمت أنه ليس لديه أهل، ذهبت وقولت إني زوجته وانتحلت صفتها لكي أجمع الأموال التي كانت تصرف للشهداء حينها».
وتابعت: «ولكن في أحداث المسرحية تكشف أنه لم يمت وأنه أصابه غيبوبة، أدت إلى فقدانه الذاكرة، فسأستمر في النصب وأنتحل أيضًا صفة زوجته مستغلة فقدانه للذاكرة، فالعمل يوضح مدى الغيبوبة وفقدان الذاكرة التي كنا فيها ومصر كانت تعيشها من عصر ما بعد الثورة وحتى حكم الإخوان، وهو ما تقدمه المسرحية ولكن كل ذلك في إطار كوميدي».
وقال المخرج شادي سرور، إن المسرحية ستقدم بطريقة جديدة على مسرح الدولة وهى عبارة عن عرض صور وشاشات لتوثيق ما حدث عليها أثناء أحداث يناير، مشيرًا إلى أنه ستكون طريقة جديدة على المسرح المصري.
وأضاف «سرور»: «المسرحية تناقش الوضع السياسي الذي كانت تعيشه مصر لكن بإسقاط كوميدي، وسنقدم العمل بطريق جديدة وهي عرض صور للفنان أحمد بدير تم فبركتها بأنه بطل كبير في ثورة يناير، حيث نهدف من فبركة الصور بأن هناك جماعات متطرفة حاولوا أن يستغلوا وجود الرجل الغلبان في الثورة من خلال محاولة إثبات أنه يتبع لهم كالألتراس والإخوان و6 أبريل وغيرهم، لكننا نكشف بأنه زيفوا الحقائق، وأعطوا شهادات وصور بطاقة ليثبتوا انه من المنضمين لهم».
وتابع: «أحاول أن أقدم فكر جديد، من خلال تقديم شخصيات بوضعها الصحيح، وفضلت عدم وجود أسماء للشخصيات، لأنهم صفة للمصريين، من خلال الرجل الغلبان وهو المصري الذي جاءت له رصاصة طائشة في الثورة، وأيضًا المرأة الكاذبة والنصابة، والبلطجي فكل هؤلاء صفات متواجدة بيننا وظهرت بكثرة الأيام الماضية».
واختتم: «فكرة المسرحية قدمها الفنان أحمد بدير، وكتبها بشكل رائع الكاتب محمود الطوخي، وعرض نماذج حقيقية لمواطنين تواجدوا في الثورة، وأيضًا كشف في العمل كذب الأعلام والإعلاميين المتلونين مع كل وضع سياسي، وأيضًا يوضح الجانب الإيجابي لبعض القلة من الإعلاميين».