x

عودة «مودريتش» لم تشفع لـ«الريـال الشارد» أمام شالكه..(تقرير)

الأربعاء 11-03-2015 13:44 | كتب: خالد وحيد |
مباراة ريال مدريد وشالكه مباراة ريال مدريد وشالكه تصوير : أ.ف.ب

تمكن نادي شالكه الألماني من تحقيق فوز تاريخي على ريـال مدريد في عقر داره، ملعب سانتياجو برنابيو، بنتيجة «4-3»، ليثبت بالفعل أن الفنرة التي يمر بها الريال حالياً هي فترة كارثية، ويؤكد على ضرورة قيام أنشيلوتي بالعديد من التغييرات على مستوى خط الوسط والدفاع.

تمكن شالكه من تحقيق التفوق شبه التام على ريـال مدريد في أوقات كثيرة من المباراة، واستحق التقدم بـ4 أهداف نظيفة، ولولا تألق رونالدو وتسجيله هدفين للريـال، تمكن من خلالهما من أن يصبح الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، وتالق كاسياس في الشوط الثاني، لخرج الريـال بخسارة ثقيلة تعصف به خارج البطولة الأوروبية.

بالنظر للأهداف التي دخلت في الريـال، فإن الهدف الأول الذي سجله كريستيان فوكس، في الدقيقة 20 من المباراة، لم يكن نتيجة خطأ كاسياس، ولكن يأتي نتيجة عدم التغطية من جانب الظهير الإسباني ألفارو أربيلوا والفرنسي رافائل فاران «مهرج المباراة»، حيث عاد أربيلوا متأخرا للغاية «كعادته»، كما بدا فاران، شارداً طوال دقائق المباراة.

وكان فاران، مسؤولاً بشكل مباشر عن الأهداف الاول والثاني والرابع، كما كان ثغرة في دفاع فريقه، بسبب سوء تمركزه.

الأمر الأكثر غرابة في دفاع الريـال في هذه المباراة أن اللاعبين بدوا وكأنهم يخشون الالتحام مع لاعبي شالكه، فـ «بيبي» المشهور بكثرة التحماته مع الخصم وشجاعته أمام المهاجمين لم يكن قادراً على القيام بذلك في المباراة، سواء مع هونتيلار أو تشوبو موتبنخ أو ساني، وهو ما وضح بشكل كبير في الهدف الثاني للريـال والذي أحرزه هونتيلار، أما كوينتراو، فقد قام بواجبه الهجومي على أكمل وجه على حساب واجبه الدفاعي، حيث صنع هدف كريستيانو الثاني وهدف بنزيمة، ولكن جاء ذلك على حساب واجبه الدفاعي الأهم.

على الجانب الآخر، قام شالكه بمهام دفاعية كبيرة، حيث قام الألماني بينديكت هوفيديس، بإغلاق الجبهة اليمنى في وجه جاريث بيل، الذي افتقد للياقته وسرعته المعهودة ولم يقم بأي خطورة تذكر، كما فشل في اللحاق بالعديد من التمريرات التي مررها لها رونالدو في المباراة، لتتصاعد الهتافات تطالب أنشيلوتي، بإجلاسه على دكة البدلاء.

أما خطأ «أنشيلوتي» الأكبر فتمثل في خط الوسط، فقد لعب الريال بطريقة «4-3-3»، فالمدير الفني مازال مقتنعاً بفكرة الدفع بـ«كروس في مركز خط الوسط المدافع، والإبقاء على «خضيرة» -الحاضر الغائب- في وسط الملعب مع إيسكو، وهو أمر ثبت فشله في العديد من المباريات السابقة، فمركز «خضيرة» يحتاج إلى خفة وسرعة ودقة في التمرير، وكلها أمور يفتقدها اللاعب الألماني، بالإضافة إلى أن «خضيرة» انخفض مستواه كثيرا هذا الموسم مع الريـال، وكان غير قادر على القيام بأدواره الدفاعية، حيث بدا تائهاً في الشوط الأول بأكمله، قبل أن يعود قليلاً لوعيه و يسترد عدة كرات من الهجوم الألماني، قبل أن يتم استبداله «المتأخر» بمودريتش في الدقيقة 54 من المباراة،بينما كان «إيسكو» هو مفتاح هجمات الريال، خاصة في الشوط الأول، وتمكن من القيام بوظائفه الهجومية، وتسديد العديد من الكرات الخطيرة.

مودريتش العائد من الإصابة، تمكن منذ نزوله في الدقيقة 54، من اللعب بحوالي 50% من مستواه، حيث تمكن من تمرير العديد من الكرات الطولية والقصيرة بشكل دقيق، وتحسن أداء الريـال في خط الوسط نسبياً بعد نزوله، ومن المتوقع أن يلعب دوراً كبيراً في ما تبقى للريـال من مباريات هذا الموسم.

أما شالكه، فقد تمكن «دي ماتيو» من تكوين خط وسط متماسك، حيث لعب ب 5 لاعبين في خط الوسط، حيث لعب بـ«نوبشتدتير» في خط الوسط الوسط الدفاعي، وقام بعمل كبير في القضاء على خطورة لاعبي الوسط. ولكن الدور الأكبر في وسط شالكه كان للاعب الوسط الشاب ماكس مير، صاحب الـ19 عاماً فقط، والذي قام بعمل كبير في الأداء الهجومي لفريقه، وأبدى شخصية كبيرة في قيادة وسط فريقه، كما صنع الهدف الثاني لفريقه، والذي سجله هونتيلار، كما اتسم بدقة تمريراته وتنقلاته بين الناحية اليمنى واليسرى.

مباراة ريال مدريد وشالكه

ومثل النمساوي كريستيان فوكس دوراً مؤثراً للفريق، فسجل الهدف الأول، وصنع الهدف الثالث الذي سجله ليروي ساني في الدقيقة 57 لـ«ساني» الذي كان واحداً مم أفضل اللاعبين في المباراة، فبعد استبداله في الشوط الأول مكان المهاجم تشوبو موتينغ المصاب، أثبت أنه تبديل ناجح، فرغم صغر سنه، 19 عاما، تمكن من تسجيل هدف رائع في مرمى كاسياس، وكاد يؤهل فريقه للدور ربع النهائي على حساب العملاق المدريدي، بعدما سدد كرة رائعة قبل نهاية المباراة تصدى لها كاسياس ببراعة.

ومن المتوقع أن يكون أحد أهم لاعبي أوروبا خلال المواسم المقبلة، حيث من المرجح أن يعتمد عليه «دي ماتيو» في المباريات المقبلة، حيث لعب 7 مباريات فقط لشالكه هذا الموسم، وتحديداُ في 156 دقيقة، وسجل فيهم هدفين، منهم هدفه في مباراة الريـال، وهو يستطيع اللعب في جميع المراكز الهجومية.

رونالدو خلال مباراة ريال مدريد وشالكه

أما في الهجوم، كان رونالدو هو حسنة فريقه في المباراة، حيث سجل هدفين في الدقيقة 25 و45 من ضربتي رأس، وأصبح الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 76 هدفا، و أسكت منتقديه، حيث كانت هذه الثنائية هي الأولى له منذ بداية العام الجديد، أما جاريث بيل فبدى أنه يعاني نفسياً أكثر منه بدنياً، فاللاعب يبدو شارداً مثل فاران، أما بنزيمة فسجل الهدف الثالث للريـال في الدقيقة 52 من المباراة، ولكنه كان بطيئاً في العديد من الكرات وخاصة عندما كان ينزل للعب على الناحية اليسرى.

بصفة عامة، كان مستوى الريال كارثيا، ويجب على انشيلوتي ان يعيد توظيف اللاعبين نفسيا وبدنيا، قبل الدخول إلى مباراة الكلاسيكو، والتي سوف تكون حاسمة للريال، فخسارتهم للمباراة سوف تؤدي إلى خسارتهم البطولة وإقالة المدرب الإيطالي.. فهل ينقذ «مودريتش» أنشيلوتي من مقصلة الإقالة ؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية