x

الفقر يسكن «الدولة الوليدة».. والفيضانات تحرم سكانها من الزراعة

الأربعاء 11-03-2015 10:23 | كتب: متولي سالم |
جوبا بجنوب السودان جوبا بجنوب السودان تصوير : اخبار

وصلنا إلى مطار جوبا بعد المرور عبر أديس أبابا فى رحلة بدأت من الخرطوم فى الساعة ٤٫٣٠ صباح الاثنين، وانتهت فى تمام الحادية عشرة والنصف صباحا فى جنوب السودان. المطار عبارة عن قاعتين: الأولى للركاب، والأخرى لكبار الزوار، ولا يستطيع أن يكتشف القادم لزيارة الدولة «الوليدة» التى لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، الفرق بين الاثنتين، سوى أن الأخيرة تحتوى على عدد من المقاعد، والأولى تخلو من أى مظاهر توضح مكان الوصول سوى لوحة بسيطة مكتوب عليها «مطار جوبا الدولى»، وكان لافتا أن معظم الطائرات تابعة للأمم المتحدة أو برنامج الغذاء العالمى، ما أصابنى وزميلى فى الأهرام ووكالة أنباء الشرق الأوسط بالارتباك، وفيما توجهنا للخروج، فوجئنا ببعض الركاب القادمين إلى جوبا يتوجهون لأسفل شجرة المانجو لتدوين بيانات تتعلق بأعراض مرض «إيبولا»، ومتابعة أحد العاملين فى الحجر الصحى ما تم تدوينه من بيانات عن وجهة السفر داخل الجنوب والجهة القادمة منها، مع وضع أحد أجهزة كشف درجة حرارة الجسم للتأكد من عدم وجود ارتفاع فى درجة الحرارة، وتوجهنا إلى أحد الفنادق الجديدة فى العاصمة جوبا، وبعد أن توجهنا إليه خلال 15 دقيقة، خلت العاصمة من أى بنايات توضح أنها العاصمة، حيث غلب على بناياتها الفقر الاجتماعى، وإن كانوا يمتلكون مفاتيح الثراء، وهو ما أكده أحد المواطنين بقوله: إن حكومة الخرطوم أضاعت أحلامنا فى استغلال مواردنا، ولم تقم العدل بيننا ما دفعنا للانفصال مهما يكن الثمن.

وما إن وصلنا إلى الفندق، حتى تم إبلاغنا بأن الدكتور حسام مغازى، وزير الرى، وصل قادما من الخرطوم، ويجب أن نكون فى استقباله، لأنه سيتجه مباشرة لافتتاح إحدى محطات مياه الشرب فى إحدى ضواحى العاصمة، ومرت نصف الساعة بعد وصول الوزير من المطار إلى الموقع، واستقبل الأهالى الوزير بذبح عجل بقر، لإبداء سعادتهم الشديدة بافتتاح إحدى محطات مياه الشرب، تخدم 60 ألف نسمة، وبدت عليهم البساطة فى الحوار مع الوزير، وأنهم ممتنون لمصر لتلبيتها وعودها بتوصيل مياه الشرب النظيفة للمناطق المحرومة، وأسرعت لأرى محطة المياه، وكنت أتوقع أن تكون مثل محطات مياه الشرب المنتشرة فى القرى أو المدن المصرية، من فرط الإقبال على حضور هذا الحدث، لكننى فوجئت بأنها محطة بسيطة، متمنيا المزيد من إقامة هذه المحطات إشفاقا على بسطاء جوبا الذين يعانون من انتشار الفقر بينهم، طبقا للإحصاءات العالمية التى تتجاوز 90 % من إجمالى عدد السكان، ولكن الوزير فاجأنى بقوله: لا تتعجب، فلدينا خطة لإقامة 30 محطة لمياه الشرب، تحمل أسماء 30 مدينة مصرية، وبدأنا بمدن الإسكندرية والزقازيق، لأنهما إخوة لنا.

وبدأ الوزير ترافقه وزيرة الموارد المائية والكهرباء والسدود فى افتتاح المحطة، وسط زغاريد نساء جوبا، وكلمات الإشادة من سلاطين «عمد» الأحياء، الذين تباروا فى كلمات تخللتها عبارات المديح والإطراء للرئيس عبدالفتاح السيسى قائلين: شكرا للرئيس الذى وعد فأوفى، لقد خذلنا الغرب وأمريكا، ولم نجد نصيرا للفقراء سوى أشقائنا المصريين، لتعويض حرماننا، لدينا الكثير من الماء والعشرات من الأنهار، ولكننا لا نجد مياها نظيفة لنشربها حتى نحمى أنفسنا من الأمرض، وقال جايتانو توماس جنديلى، عمدة بلدية جوبا: «شكرا لأخويا المصرى، فأنتم من علمتمونا فى جامعاتكم، وننتظر المزيد لأنكم إخوتنا، نبكى من الفرح عندما نرى قطرة مياه نظيفة تصل إلى حلوقنا، شكرا لك أيها الوزير»، وعلقوا لوحات ترحيب بالوزير والوفد المرافق له.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية