x

«زي النهارده».. استسلام بغداد لهولاكو وسقوط الخلافة العباسية 10 مارس 1258

الثلاثاء 10-03-2015 03:37 | كتب: ماهر حسن |
العباسية العباسية تصوير : آخرون

كان المستعصم بالله أو أبوأحمد عبدالله بن منصور المستنصر، الذي عاش بين ١٢١٣ و١٢٥٨هو آخر خليفة عباسى في بغداد، وقد حكم بين ١٢٤٢م و١٢٥٨م بعد أبيه المستنصر بالله، إلى أن داهم المغول العاصمة العباسية في ١٢٥٨، تحت قيادة هولاكو خان، الذي كلفه شقيقه مونكو خان، الذي أصبح خانا عظيما في ١٢٥٥م بقيادة الجيش المنغولى الهائل للقيام بحملة كان من أهدافها تقويض الدول الإسلامية الباقية في جنوب غرب آسيا والقضاء على طائفة الحشاشين وتقويض الخلافة العباسية في بغداد وتوجيه ضربة قاصمة للأيوبيين في دمشق، والقضاء على سلطنة المماليك البحرية في مصر.

وخرج هولاكو على رأس جيشه الضخم ودحر اللور بسهولة وتملك الرعب من الحشاشين لذا قاموا بتسليم قلعتهم الحصينة بدون معركةثم زحف جيش هولاكو إلى بغداد وعندما اقترب منها حاصرها من شرق وغرب نهر دجلة وقد نجح جيش الخليفة في رد بعض القوات التي هاجمت من الغرب، لكنه انهزم في النهاية.

و«زي النهارده» في ١٠ مارس ١٢٥٨ استسلمت بغداد وكانت مكتبة بغداد آنذاك تضم ذخيرة هائلة من الكتب في سائر ضروب المعرفة، فضلا عن الوثائق النادرة، وقال المتبقون على قيد الحياة إن مياه نهر دجلة اصبحت سوداء نتيجة لحبر الكميات الهائلة من الكتب التي ألقى بها في النهر، وقد تم أسر الخليفة وقتله ثم نجح هولاكو في السيطرة على حلب ودمشق.

وأخذ يعد العدة للزحف إلى مصر منطلقا من الشام غير أن وصول خبر موت مونكو خان جعله يعود سريعا إلى قراقورم لانتخاب الخان العظيم القادم فغادر بمعظم القوات تاركا كتبغا قائداعلى باقى الجند وأمره بالمسير إلى مصر.

وفى مصر كان المماليك قد حصلوا، على مكاسب كبيرة نتيجة لقلة القوات التي تركهاهولاكو مع كتبغاأما الصليبيون فعلى الرغم من العداءالتقليدى بينهم وبين المماليك،إلاأنهم اعتبرواخطر المغول أكبرفعرضواعلى المماليك الذين خرجوا من مصر تحت قيادة السلطان قطز أن يسيروا معهم لملاقاة المغول إلا أن قطز رفض ذلك فعرض الصليبيون عليه أن يستخدم أراضيهم كمكان لمعسكرهم وأن يتزودوا فيه بالمؤن والذخائر.

وبعد ذلك نجح المماليك في تحقيق انتصار كبير على المغول بموقعة عين جالوت وقتلوا قائدهم كتبغا ولقد حاول المغول كثيرا استعادة مملكتهم مرة أخرى ولكنهم لم يستطيعوا قط الانتقام لخسارتهم بعين جالوت وبحلول ١٢٦٢م عاد هولاكو لبلاده، وبعد أن وقع الاختيار على أخيه قوبلاى خان كخان عظيم، حشد هولاكو جيوشه لمهاجمة المماليك والثأر للهزيمة الثقيلة التي أوقعها به المماليك في عين جالوت، إلا أنه بدلا من ذلك انشغل بحربه الأهلية مع بيرك خان والتى أدت في النهاية للقضاء على الإمبراطورية المغولية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية