x

ياسر أيوب اللعب فى شرم الشيخ ياسر أيوب الإثنين 09-03-2015 21:38


أعرف وأحترم جدا عشاقا لكرة القدم لا يرون فيها إلا متعة المباريات والنتائج والأهداف ولا يعنيهم أى شىء آخر.. ويقيسون نجاح أنديتهم بعدد انتصاراتها فى الملاعب وعدد أهدافها فى شباك منافسيهم.. ونتائج الكرة فى رأيهم هى المعيار الوحيد المقبول للحكم على نجاح أو فشل إدارة أى ناد.. وعلى الرغم من احترامى الحقيقى لكل هؤلاء إلا أن ذلك لن يمنعنى من التأكيد على أن ما سيقوم به محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ هو بطولة جديدة وحقيقية وخطوة رائعة وفاصلة أيضا فى العلاقة بين الرياضة والاستثمار فى مصر..

فالنادى الأهلى سيشارك فى مؤتمر شرم الشيخ طارحا مشروع بناء استاد جديد ضخم للأهلى فى فرع الشيخ زايد.. وهى خطوة كانت ضرورية لبدء عصر جديد للاستثمار الرياضى فى مصر.. فهى تعنى بداية التحول على الأرض من الهواية إلى عالم الاحتراف الفعلى.. وتعنى أيضا نهاية عصر جمع المال من تبرعات عشاق النادى الأغنياء.. وتعنى أخيرا أن الرياضة يمكن أن تصبح مشاريع استثمارية ناجحة فى مصر وليست مجرد حمل ثقيل تضطر الدولة طول الوقت لأن تحمله فوق رأسها..

ولن يذهب محمود طاهر إلى شرم الشيخ كمجرد رئيس ناد يريد بناء استاد كرة بأى ثمن أو أى شروط ومواصفات.. إنما سيذهب رئيس الأهلى للمؤتمر العالمى وفى يده ملف ضخم حافل بالدراسات والأرقام والحسابات التى تحترمها أى شركة عالمية كبرى وأى مستثمر.. وبالتعاون مع أحد البنوك الكبرى فى مصر أعد الأهلى دراسة الجدوى لهذا الاستاد والتى تثبت دون أى مبالغة أن بناء استاد رياضى فى مصر ليس مشروعا فاشلا أو خاسرا، وأن الدولة، سواء بحكومتها أو قواتها المسلحة، عليها التوقف عن بناء أى استادات وملاعب تاركة هذه المهمة للاستثمار الرياضى وفق قانون يحترمه الجميع.. ومن المؤكد أن الأهلى فى شرم الشيخ هو خطوة لها قيمتها وأثرها لما يملكه النادى من مكانة وشعبية هائلة ستدفع الكثيرين للقفز وراء الأهلى فى بحر الاستثمار الرياضى دون خوف من الغرق أو الضياع..

ومن المؤكد أن محمود طاهر وكل مجلس إدارة النادى الأهلى يستحقون الشكر لهذه الخطوة أو تلك البداية دون إغفال حق آخرين سبقوا وقفزوا فى بحر الاستثمار الرياضى مثل سميح ساويرس، حين أسس نادى الجونة، وماجد سامى حين أسس نادى وادى دجلة.. بل وحتى هؤلاء الذين أدركوا حاجة الشباب لملاعب الكرة الخماسية فقاموا بتأسيس هذه الملاعب فوق أى أرض صالحة فى كل مكان فى مصر، وقاموا بتأجيرها بالساعة لمن يريد أن يلعب..

ونجحت الفكرة وحققت الكثير من الربح والرواج.. وكانت مجرد خطوة لم ينتبه لها حتى الآن رجال الأعمال الكبار الذين نشأوا فى بلادنا بعقيدة أن الرياضة دوماً هى استثمار خاسر مع أنها ليست كذلك فى العالم كله.. لا استادات الكرة ستخسر إن تم بناؤها بالمعايير والمفاهيم الحديثة رياضيا واجتماعيا وتسويقيا أو حتى حمامات السباحة وأى مشروع رياضى حقيقى يلبى احتياجات الناس وفق مستوياتهم الاقتصادية ويحترمهم أيضا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية