x

إسرائيل في طريقها إلى «حكومة أزمات».. ورئيسها يهدد بـ«تغيير نظام الحكم»

الإثنين 09-03-2015 19:40 | كتب: أحمد بلال |
رؤوبين ريفلين رؤوبين ريفلين تصوير : آخرون

على مدار أكثر من عقدين ونصف، لم تعرف إسرائيل سوى انتخابات مبكرة، تضطر حكومتها إلى الذهاب إليها، بسبب الخلافات داخل الائتلافات الحكومية المختلفة أو فقدان الائتلاف لأغلبية الأصوات في الكنيست على أثر فشله في التعامل مع الملفات الأمنية والحروب، مثل حرب لبنان الثانية، والحرب على قطاع غزة.

بعد أسبوع من الآن، تتجه إسرائيل إلى انتخابات مبكرة جديدة، تشير استطلاعات الرأي أنها ستنتهي بلا منتصر قادر على تشكيل حكومة بأغلبية برلمانية، ما يطرح بقوة خيار تشكيل حكومة أزمة، يرفضها بنيامين نتنياهو، ويطالب بها الرئيس الإسرائيلي تحت مسمى حكومة وحدة وطنية، فيما يهدد بتغيير النظام الانتخابي في إسرائيل للخروج من أزمة الاضطرار للذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وتشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى توازن في القوى بين الكتلتين الرئيسيتين في الانتخابات المقبلة، وهما حزب «الليكود»، بزعامة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، و«المعسكر الصهيوني»، الذي يتزعمه يتسحاق هرتسوج، وتسيفي ليفني، بشكل يحول دون قدرة أي منهما على الفوز بأغلبية تمكنه من تشكيل حكومة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن عن رفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات المقبلة مع «المعسكر الصهيوني»، وقال: «لن تكون هناك حكومة وحدة وطنية بيني وبين ليفني وهيرتسوج، هذا لن يحدث، هناك خلافات أيديولوجية عميقة بيني وبينهم».

وأضاف نتنياهو أن الخلافات نابعة من المواقف السياسية المختلفة: «أنا مع الحفاظ على القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية وهم ضد ذلك. أنا ضد تقديم أي تنازلات في الضفة الغربية، وهم يؤيدون ذلك».

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، عن الرئيس رؤوفين ريفلين، قوله إنه في حال عدم قدرة الأشخاص المرشحين لتكليف الحكومة على تأمين النسبة الكافية في الكنيست لمنح حكومتهم الثقة، فإنه سيدعو نتنياهو وهرتسوج إلى «لقاء يكون جدول أعماله: تشكيل حكومة وحدة وطنية وتغيير نظام الحكم».

وبحسب ريفلين، فإنه «إذا لم يتم التوصل على جدول أعمال لليوم من خلال رؤية معسكرين (يسار ويمين)، أو من رؤية سياسية- اجتماعية، فإنه على الأقل سيتم الاتفاق على صيغة تمنع إسرائيل من التحول إلى إيطاليا، وتجرى فيها انتخابات كل عام ونصف».

الاقتراح الذي تقدم به الرئيس الإسرائيلي، يبدو أنه مرفوض من قبل غالبية الإسرائيليين، بحسب استطلاع للرأي أجرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، ونشرت نتائجه الاثنين، حيث يشير الاستطلاع إلى أن 53% من الإسرائيليين يرفضون تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات المقبلة بين الليكود والمعسكر الصهيوني، فيما وافق 23% فقط على هكذا حكومة، بينما قال 24% إنهم لا رأي محدد لهم تجاه هذا الأمر.

من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني، برهوم جرايسي، لـ«المصري اليوم» من الناصرة، إن ما صرح به الرئيس الإسرائيلي «حالة من الخيال»، موضحًا أن استطلاعات الرأي التي تُنشر نتائجها تشير إلى أن معسكر اليمين (الليكود)، المتحالف مع اليمين الديني، قد لا يحصلون على أغلبية في هذه الانتخابات، لكن التوقعات تقول إن لديهم دعم فوري من كتلة «كلنا» بزعامة المنشق عن حزب الليكود، موشي كحلون، ما يعني ضمان ما بين 64: 67 مقعد في الكنيست لحكومة نتنياهو.

ويحتاج الشخص المكلف بتشكيل الحكومة إلى نيل ثقة 61 عضو كنيست على الأقل من أصل 120 نائب.

وأضاف جرايسي أن أي حكومة ستتشكل بعد الانتخابات المقبلة ستستند إلى 7 كتل برلمانية على الأقل، ما يعني أنها ستكون «حكومة أزمات».

وعن رفض نتنياهو تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال مدير برنامج إسرائيل بمركز مدى الكرمل بحيفا، مطانس شحادة لـ«المصري اليوم»: «تصريحات ما قبل الانتخابات، غير الوضع ما بعد الانتخابات، فقد يضطر نتنياهو إلى قبول هذا الحل في حال عدم مقدرته على تشكيل حكومة. قد يكون الحل هو حكومة تشمل تناوب على رئاستها أو بدون تناوب، فهذا يتعلق بنتائج الانتخابات».

وعن حديث الرئيس الإسرائيلي عن تغيير نظام الحكم في إسرائيل قال شحادة: «طوال الوقت يتحدثون عن تغيير نظام الحكم في إسرائيل ليكون أكثر استقرارًا، ولكن في هذه الانتخابات تحديدًا، إذا نجحت القائمة العربية المشتركة في الحصول على 15 مقعد، فستكون قادرة على تغيير المشهد السياسي في إسرائيل، ومن ثم سيكون تغيير نظام الحكم ضرورة لتجنب قوة الأحزاب العربية في الكنيست».

ويحتاج تغيير نظام الانتخابات والحكم في إسرائيل إلى موافقة 80 نائب على الأقل من أصل 120، لكونه «قانون أساس» محصن، بعكس القوانين العادية التي تحتاج إلى أغلبية 61 نائب فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية