x

احترس.. التكييف بداية «جهنمية» لتصدير الأمراض إلى منزلك

الإثنين 20-09-2010 21:31 | كتب: اخبار |
تصوير : أحمد هيمن

زادت أجهزة التكييف فى المنازل المصرية بشكل كبير هذا العام مع ارتفاع درجات الحرارة، وكانت زيادة استخدامه أحد الأسباب التى أرجعت لها وزارة الكهرباء قطع التيار الكهربى لتخفيف الأحمال على الشبكة، حيث ارتفع الاستهلاك المنزلى للكهرباء إلى 40% عام 2010، مقابل 37% عام 2006، ولكن فى الوقت الذى تشترى تكييف منزلك.. قد تخسر بسببه الكثير من صحتك.

مكيف الهواء كغيره من وسائل التكنولوجيا له إيجابياته وسلبياته، وعندما اخترع «ويليس هافيلاند كارير» جهاز التكييف الحديث كان يهدف إلى الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة مستقرة ومناسبة وتوفير هواء نقى وصحى، وفى الوقت الذى إذا ما تم استخدامه بشكل صحيح يكون جهازاً صديقاً لك ولبيئتك من خلال سحبه للغبار والروائح، وتنقية الهواء، وتطويع الجو المحيط ليكون مناسباً لتأدية الأعمال المختلفة، قد يتحول لمصدر للأمراض إذا أسأت استخدامه.

وأكد باحثون مهتمون بأمراض السمنة أن التكييف قد يكون أحد مصادر زيادة وزن الجسم بعد فترة من الزمن، حيث إنه يصيب بعض الأشخاص بحالة من الخمول مما يمنعهم عن الحركة أو القيام بأى أعمال إضافية، وبالتالى عدم حرق دهون الجسم وهذا يؤدى بدوره لزيادة الوزن، كما أشارت دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة «توب سانتيه» إلى أن التعرض لساعات طويلة للتكييف يسبب أمراض العيون والمفاصل والجهاز التنفسى.

ويشرح الأطباء أخطار التكييف - فى حالة سوء استخدامه - وكذلك أهم النصائح لاستخدامه بشكل صحى يحافظ على سلامتك على النحو التالى:

التعرض المباشر لهواء التكييف لفترات طويلة يؤذى العين ويصيبها بكثير من الأعراض يوضحها د. محمد السقا، إخصائى طب وجراحة العيون، بقوله: «التعرض المباشر لهواء التكييف البارد لفترات طويلة يؤدى إلى تبخر الدموع، مما يزيد من معدل جفاف العين، خاصة لدى مرضى حساسية العين».

وتابع: يمكن أن يتسبب التكييف فى إحداث حكة أو الشعور بجسم غريب فى العين، وأحيانا يصيب بالتهابات العين، ومرضى تهيج العين يكونوا عرضة للإصابة بحساسية العين وإحمرارها وزيادة فى إفراز الدموع». وينصح السقا بعدم التعرض المباشر لهواء التكييف، وضرورة ضبط درجة حرارة التكييف بشكل يتوافق مع درجة الحرارة خارج المنطقة المكيفة.

وحذر د.أحمد أبوموسى، أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب بالقصر العينى، من التعرض المباشر لتيار الهواء الصادر من التكييف، حيث إن ذلك يمكن أن يؤثر على عصب الوجه الحركى. وأضاف: بعض أجهزة التكييف تصدر أصواتاً تسبب نوعاً من التوتر العصبى وعدم القدرة على النوم ليلاً».

الانتقال المفاجئ والمتكرر من الغرف المكيفة إلى الهواء الطبيعى يؤثر على شعيرات القصبة الهوائية التى تقوم بطرد الميكروب، وفقاً لما ذكره د.باسم مراد الصواف، إخصائى الأمراض الصدرية، وأضاف: «يعد التكييف ناقلاً حيوياً للعدوى بشكل سهل وسريع، سواء لحالات البرد المكتوم أو الظاهر أو حتى الأمراض الجلدية».

وحذر «الصواف» من تغيير درجة حرارته أكثر من مرة فى اليوم الواحد، لأن من شأن ذلك التأثير على الجهاز التنفسى سلباً، كما أن التعرض لدرجات البرودة الشديدة للتكييف من 17-20 درجة لفترة طويلة يؤثر على الشعب الهوائية وقد يصيب بالالتهابات الرئوية، التى يزداد أعراضها لدى مرضى الربو.

ولفت إلى أن النوم لساعات طويلة فى غرف مكيفة يفضى إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلى، خاصة فى أجزاء الجسم التى كانت أكثر عرضة من غيرها لبرودة المكيف المباشرة، ولكن فى المقابل يؤكد أهميته بالنسبة لمرضى حساسية الصدر أو الحنجرة من الرطوبة، لأنه يساعد على تجفيف الهواء. ولتجنب مخاطر التكييف على الجهاز التنفسى ينصح د. باسم بضبط درجة حرارة التكييف على درجة «تلطيف الجو» وليس «تبريد الجو» من24-26 درجة بمعدل متوسط 25 درجة وتثبيتها، وعدم تغييرها أكثر من مرة فى نفس الوقت، وكذلك عدم الدخول والخروج المفاجئ ما بين الهواء المكيف والهواء الخارجى، منعاً للإصابة بالأمراض الصدرية، ويشدد على ضرورة إيقاف التكييف فى حالة وجود مريض منعاً لانتقال العدوى.

من أكثر المناطق التى تتأثر سلباً ببرودة التكييف «العظام»، ويشرح د. إبراهيم على نصار، أستاذ جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقرى بكلية الطب جامعة الأزهر قائلاً: «يسبب التكييف آلام العظام والمفاصل، حيث إنه يؤثر على عملية الأيض والبناء للخلية العظمية أو المفصلية ويؤدى إلى حدوث خلل لها، حيث إنها تعمل على درجة حرارة معينة وعندما تتغير درجة الحرارة نتيجة هواء التكييف البارد يتسبب ذلك فى إحداث آلام العظام».

وللتكييف أضرار على المفاصل أيضاً بسبب تأثر المنطقة الغضروفية الهلامية اللزجة التى تتأثر بالاختلاف فى درجات الحرارة، مما يتسبب فى إحداث (تيبس) فى المفاصل، ولذلك ينصح من يعانون من حالات التيبس بعدم الجلوس أمام أجهزة التكييف بشكل خاص، وعدم ضبط التكييف على درجة حرارة شديدة البرودة بشكل عام أو التعرض المباشر له لفترة طويلة، سواء خلال الاستيقاظ أو النوم، حتى لا يؤثر على العظام والمفاصل بشكل سلبى.

بالإضافة للأخطار الصحية لهواء التكييف، فإن عدم نظافة الجهاز وصيانته بشكل دورى تجعله موطنا للكثير من الفطريات والجراثيم التى تدخل الغرفة مسببة نوبات الربو وتهيج العين والحلق وأحيانا أمراض الأنفلونزا ونزلات البرد.

وينصح السيد إبراهيم، مهندس تبريد وتكييف، بضرورة إجراء فحص وصيانة لأجهزة التكييف كل 3 شهور على الأكثر، معللاً «تراكم الأتربة وإهمال نظافة وصيانة التكييف يزيدان من الأمراض التى يسببها»، وعن الدرجة الآمنة والمناسبة التى يمكن ضبط التكييف عليها يقول: «لابد من الحفاظ على ألا يزيد الفرق بين درجة حرارة الهواء الخارجى والهواء المكيف عن 5-10 درجات كحد أقصى منعاً لأضرار التكييف الصحية من حالات برد ونزلات وغيرها من أضرار صحية على الجسم بشكل عام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية