بداية موسم متميزة إلى حد ما وأفضل من المتوقع مع المدرب أليجري، الذي خلف كونتي في تدريب السيدة العجوز، وتصدر للدوري معتاد ومعه تأهل لنصف نهائي كأس إيطاليا، وصعود لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا.
وفي تاريخ الأول من فبراير كان ذاك حال يوفنتوس فلعب 29 مباراة فاز في 21 لقاء وتعادل في خمسة لقاءات مقابل ثلاث هزائم وتعادل انتهى بهزيمة أمام نابولي في كأس السوبر الإيطالية وسجل خلالهم لاعبو السيدة العجوز 61 هدفا، بينما لم تهتز شباكهم سوى في 14 مناسبة منها تسعة فقط في الدوري المحلي جعلته مع بايرن ميونخ الأقوى دفاعيًا في البطولات الخمس الكبرى الأوروبية.
ولكن مع بداية فبراير والتعادل السلبي أمام أودينيزي أصبح الحال على المستوى الدفاعي لا يسر أحباء يوفنتوس ويبسط أعداءهم فكثرت الأخطاء والهفوات ومعها أصبح خط دفاع يوفنتوس الحديدي وشباكه العذراء مزارا لكل المنافسين.
وبعد التعادل مع أودينيزي في أوديني، لعب يوفنتوس 6 مباريات، أربعا في الدوري المحلي وواحدة في الكأس المحلية، وأخرى في دوري أبطال أوروبا، في ذهاب ثمن النهائي ففاز في ثلاث مباريات وتعادل في اثنتين وخسر واحدة كانت أمام فيورنتينا في الكأس بهدفي النجم المصري محمد صلاح.
وأحرز مهاجمو البيانكونيري خلال تلك المباريات الستة 11 هدفًا، بينما سكنت شباك الفريق في تلك المباريات الستة ثمانية أهداف بمعدل 1.3 هدف في المباراة الواحدة بعد أن كان معدل الفريق 4 أهداف تستقبلها شباك الفريق في المباراة الواحدة، وهو تغير كبير يشير إلى مشاكل كبيرة يعاني منها الخط الخلفي للبيانكونيري خلال الفترة الأخيرة.
هدفان من ركلات ركنية أمام ميلان وأتلانتا، هدفان بسبب أخطاء في التمرير وسوء التصرف والتمركز أمام ضغط الخصم أمام فيورنتينا وتشيزينا وهدف من هجمة مرتدة سريعة مع بطء الارتداد أمام فيورنتينا، وهدف لغياب الضغط على الخصم على رأس منطقة الجزاء أمام تشيزينا، بجانب هدف بسبب خطأ مباشر وفقدان سهل من كيليني للكرة أمام بروسيا دورتموند لصالح رويس إضافة لهدف من عرضية من ركلة حرة مباشرة أمام روما.
ثمانية أهداف منها خمسة على الأقل كان يمكن تلافيها بسهولة، لولا بطء بادوين أمام سرعة صلاح وخروج بونوتشي من مكانه، مع فقدان سهل للكرة من بيرلو أمام تشيزينا في الهدف الأول، وغياب الزيادة العددية على رأس منطقة جزاء السيدة العجوز الدفاعية في الهدف الثاني في نفس المباراة، وإن تصرف كيليني بحكمة أمام ضغط رويس عليه أمام بروسيا دورتموند، وماركيزيو أمام ضغط لاعبي فيورنتينا في هدفهم الثاني في مرمى البيانكونيري من مباراة الكأس.
غياب التركيز مع بطء واضح جدًا في تحركات مدافعي يوفنتوس كان السمة الواضحة في أدائهم خلال الفترة الماضية مع بطء الأطراف خصوصا اليسرى منها بتواجد إيفرا وبادوين يتناوبون عليها من أسباب السقوط وأخطاء بالجملة كثيرة من قلب الدفاع كيليني وبونوتشي، رغم خبراتهم الكبيرة ولولا وجود العملاق بوفون لزادت غلة الأهداف في مرمى يوفنتوس هذا الشهر.
ويأتي ذلك مع اعتماد يوفنتوس على ضغط لاعبي خط وسط الفريق على الخصم، فدائما ما تكون الكرة مع يوفنتوس الذي يكون في حالة هجومية ومسيطر على الملعب ولكن إذا خطفت الكرة من الفريق وتعرض لهجمة مرتدة يصبح الأمر أصعب وخطرا دائما لغياب لاعب خط الوسط الدفاعي، والذي تكون مهمته الوحيدة في الملعب استرجاع الكرة من المنافس لذلك كان الاعتماد على الارتداد السريع من ثلاثي الوسط بيرلو كان أو ماركيزيو ومعه فيدال وبوجبا لمساندة الدفاع.
وفي الفترة الأخير، كان التعب قد أجهد لاعبي وسط السيدة العجوز فالثلاثي ماركيزيو، فيدال وبوجبا كانوا دائمي التواجد في معظم مباريات يوفنتوس هذا الموسم والغيابات كانت بسبب الإصابات العضلية، وهو ما قلل من إمكانياتهم البدنية وسرعة ارتدادهم مع هجمات المنافسين التي أصبحت أكثر خطورة وفاعلية على مرمى يوفنتوس، أما بيرلو فرغم أنه مايسترو خط الوسط إلا أن سنه الكبيرة تمنعه حاليا من الارتداد والضغط على الخصم إن كان بعيدا عنه بأكثر من خمسة أمتار.
وسيكون مع أليجري حل هذه المشكلة إما بتغيرات في شكل وطريقة لعب يوفنتوس في الفترة الأخيرة بالعودة إلى طريقة 3-5-2، وإشراك كاسيراس أو أوجوبونا بجانب بونتشي وكيليني وذلك يعطي زيادة عددية للاعبي يوفنتوس دفاعيا دون حاجة إلى ارتداد سريع من لاعبي الوسط في الهجمات المرتدة، أو بالإبقاء على طريقة 4-3-1-2 وإشراك ماركيزيو في دور لاعب الوسط الدفاعي مع مهامه العادية بتوزيع الكرات على لاعبي الفريق لحين عودة بيرلو من الإصابة ولكن دون مهام وزيادة هجومية من أمير تورينو الحالي مع مهام بوجبا وفيدال الدفاعية والهجومية العادية.